ما هي اللحوم الحمراء
تعرف اللحوم بأنها النسيج العضلي ذو اللون الأحمر للحيوانات، ويتوافر في الأبقار والجاموس والأغنام والجمال والماعز، وهذا النوع من اللحوم يحتوي على الكثير من الفيتامينات والبروتينات والأملاح المعدنية والأحماض الأمينية والدهنية، وغير ذلك من المواد التي أهلته ليكون ذا قيمة عالية للإنسان.
فوائد اللحوم الحمراء للجسم
إن تناول اللحوم باعتدال يمد الجسم بالعديد من القيم الغذائية العالية من البروتينات والأملاح المعدنية والدهون الضرورية والأحماض الأمينية وغير ذلك، وفيما يلي أهم فوائد اللحوم الحمراء لجسم الإنسان:
مصدر للبروتينات:
تعتبر اللحوم الحمراء من أهم وأغنى مصادر البروتينات السهلة الهضم للإنسان؛ حيث أنها تحتوي على فيتامينات مثل (ب12- ب- د- هـ) بالإضافة إلى العديد من المعادن مثل الحديد والزنك والسيلينيوم، كما تختلف نسبة الدهون في اللحم باختلاف أجزاء الحيوان، وهذه البروتينات التي يوفرها اللحم الأحمر تعتبر مفيدة للجسم للحفاظ على حاسة الشم وتنظيم السكر في الدم ورفع مستوى المناعة عند الإنسان وحماية الإنسان من كثير من الأمراض.
تحسين صحة القلب:
من الشائع لدى الجميع أن اللحوم الحمراء لها أضرار كبيرة على قلب الإنسان بل تعتبر ألد الأعداء لقلب الإنسان، ولكن الدراسات والأبحاث أثبتت خلاف ذلك، حيث ثبت أن تناول اللحوم الحمراء بكميات قليلة وبطريقة صحيحة يمكن أن تقلل من مشاكل القلب كما أشار مايكل روسيل أستاذ التغذية الأمريكي أن كميات قليلة من اللحوم الحمراء تقلل الكوليسترول في الدم بسبب وجود حامضي (السيتياريك والأوليك) الدهنيين واللذان يعملان على تخفيض مشاكل القلب.
تعالج الاكتئاب:
لقد أثبتت إحدى الدراسات التي أجريت في أستراليا أن تناول مقدار محدد يوميا لا يزيد عن 60جم من اللحوم يمكن أن يقلل من الاكتئاب والقلق لدى الإنسان، وذلك بسبب احتواء اللحوم الحمراء على أحماض أوميجا3 وحامض التربتوفان الأميني الذي يتحول إلى هرمون السيروتونين الذي له دور كبير في تحسين الحالة المزاجية وعلاج القلق والاكتئاب والتوتر لدى الإنسان.
تعالج الأنيميا وفقر الدم:
من أهم فوائد اللحوم الحمراء لجسم الإنسان أنها تعالج الأنيميا وفقر الدم بسبب كمية البروتينات والأملاح المعدنية التي تحتوي عليها وكذلك الفيتامينات والأحماض الأمينية، كما أنها تساعد على التمثيل الغذائي الجيد وتنظيمه مع تقوية جهاز المناعة لدى الإنسان، وأيضا لها دور في الحفاظ على مستوى الهيموجلوبين في الدم، وذلك بشرط تناول كمية معتدلة منها دون إفراط أو إسراف.
أضرار اللحوم الحمراء
بالرغم من الفوائد العديدة الموجودة في اللحوم الحمراء التي يستمتع بها الإنسان في طعامه ومائدته إلا أن الإكثار منها يمثل خطرا على صحته، كما أن المرضى الذين لديهم بعض الأمراض المزمنة في القلب والسكر وأمراض الكبد والكلى ينصح بأن يتناولوا اللحوم الحمراء بمقدار معين وبطريقة محددة؛ وذلك حتى لا تؤثر سلبيا على صحتهم وتزداد حالتهم سوءا، وفيما يلي أهم المخاطر والأضرار التي قد تسببها اللحوم الحمراء لجسم الإنسان:
مرضى السكر:
لقد أكدت الأبحاث التي أجرها العلماء بأن تناول اللحوم بكثرة يضعف قدرة الكبد على تنظيم السكر وبالتالي يستمر ارتفاع نسبة السكر في الدم، كما يشير الدكتور محمد الباسل استشاري الغدد الصماء إلى أن قدرة البنكرياس على تنظيم السكر في الدم تقل وتتأثر سلبيا مع كثرة تناول اللحوم الحمراء؛ لذلك ينصح بالتقليل منها والاعتدال في تناولها بشرط أن تكون مسلوقة أو مشوية مع الابتعاد عن اللحوم الغنية بالدهون؛ حتى لا يرتفع مستوى الكوليسترول في الدم، كما أكدت دراسة أجريت في سنغافورة عام 2013م أن اللحوم الحمراء تزيد من خطر الإصابة بمرض السكر بنسبة تصل إلى 50%، بخلاف النظام الغذائي النباتي الذي قلل نسبة الإصابة بالمرض إلى 14%.
أمراض القلب والضغط:
لقد أثبت العلماء أن تناول كميات كبيرة من اللحوم وخاصة إذا كانت متبلة بالتوابل والملح يزيد من ارتفاع ضغط الدم بصورة مفاجئة؛ لذلك ينصح الدكتور هيو توماس استشاري الطب العام بوزارة الصحة البريطانية بضرورة التقليل من تناول اللحوم الحمراء لمرض القلب واستبدالها باللحوم البيضاء الخفيفة كالأسماك والدواجن مع تقليل الملح في الطعام، كما أشارت الأبحاث التي أجريت في جامعة كليفلاند إلى أن تناول اللحوم الحمراء بكثرة يؤدي إلى تدمير القلب والوفاة، كما نصحت أخصائية للتغذية في مؤسسة القلب البريطانية بضرورة تقليل تناول اللحوم لمرضى القلب وتعويض ذلك بالبروتينات الموجودة في الأسماك والدواجن والبقول والبيض والمكسرات، وذلك لما تحتويه اللحوم الحمراء من دهون وأملاح ترفع نسبة الكوليسترول في الدم وتساعد على ترسيب الدهون على جدران الشرايين مما يؤدي إلى تصلبها والإصابة بجلطة والتأثير على صحة القلب.
أمراض الكبد:
مما يحذر منه الأطباء وعلماء التغذية الإكثار من تناول اللحوم الحمراء؛ لأنها تؤثر سلبيا على مرضى الكبد لما تحتويه من دهون، وحتى إذا أزيلت الدهون منها فإن تكوين اللحوم الحمراء يحتوي على نسبة من الدهون، وهي تؤدي إلى إرهاق الكبد وإصابته بالخلل أو الغيبوبة الكبدية بسبب عدم تمثيل الدهون بصورة صحيحة مما يخلف نسبة كبيرة من السموم في الكبد والتي لها آثار سلبية على تركيز الإنسان ذهنيا وإصابته بالدوار، وقد ذكر المتخصصون في مايو كلينك بالولايات المتحدة الأمريكية أن الأشخاص أصحاب الكبد السليم القادر على هضم الدهون بسهولة مهددون أيضا بخطر الإصابة بأمراض الكبد؛ لذا ينصح بمراجعة الطبيب المختص ليحدد الكمية المناسبة للاستهلاك من اللحوم الحمراء.
سوء الهضم:
قد تكون كثرة تناول اللحوم الحمراء سببا مباشرا في الإصابة بكثير من أمراض الهضم والقولون العصبي والإمساك والإسهال؛ حيث أن اللحوم الحمراء تحتاج إلى المضغ الجيد قبل البلع وهذا لا يهتم به كثير من الناس؛ مما ينتج عنه مشاكل في المعدة وسوء الهضم والانتفاخ والإمساك أو الإسهال أو التقلصات، كما أن اللحم لا يحتوي على كثير من الألياف التي تعتبر ضرورية لتسهيل عملية هضم الطعام في الأمعاء؛ وبالتالي فإن قلة الألياف يصيب الإنسان بعسر الهضم؛ لذلك ينصح خبراء التغذية بضرورة تناول الألياف إلى جانب اللحوم الحمراء مثل السلطة والخضروات والفاصوليا والبقوليات وغير ذلك؛ حتى يتمكن الإنسان من هضم اللحوم الحمراء بسهولة دون الإصابة بعسر الهضم وأمراض المعدة والأمعاء.
الإصابة بالسرطان:
لقد أكدت منظمة الصحة العالمية أن ارتفاع نسبة الإصابة بالسرطان في الدول الغنية والمتقدمة أكبر بكثير من الدول النامية، وقد أشار الباحثون إلى أن السبب في ذلك هو زيادة تناول اللحوم التي تتسبب في الإصابة بمرض السرطان، وقد ذكرت دراسة إنجليزية أن معدل الإصابة بالسرطان ارتفع بنسبة 40% لدى متناولي اللحوم الحمراء أكثر من الأشخاص النباتيين، كما أثبتت دراسات أخرى أجريت في أمريكا وخاصة في كلية الطب بجامعة هارفارد أن الإصابة بمرض سرطان القولون ترتفع بين متناولي اللحوم الحمراء بكثرة أكثر من غيرهم الذين يتناولونها بقلة، وقد أرجع العلماء سبب ذلك إلى أن اللحوم الحمراء تحتوي على مادة كيميائية تسمى (الأمينات الحلقية غير المتجانسة) وهي تتكون أثناء طهي اللحوم تحت درجة حرارة عالية فتتحول إلى مادة مسرطنة، وكذلك في اللحوم المصنعة توجد مادة النيتريت لحفظ اللحوم وهذه المركبات تتحول في الجسم إلى مركب النيتروز الأميني الذي يزيد من معدل الإصابة بمرض السرطان، كما يذكر بعض العلماء أن الإكثار من تناول اللحوم الحمراء يزيد من وزن الجسم وهو يهدد بالإصابة بالسرطان كما أشارت العديد من الأبحاث.
السكتة الدماغية:
لقد أثبتت دراسة في السويد عام 2010م أجريت على أكثر من 30000 سيدة من المكثرات في تناول اللحوم الحمراء، وقد أثبتت الدراسة أن استهلاك حوالي 120جم من اللحوم الحمراء يوميا يزيد من خطر إصابتهن بالسكتة الدماغية التي نتجت عن إعاقة التدفق الدموي إلى المخ بنسبة تصل إلى 42% بالمقارنة بالسيدات اللواتي يتناولن أقل من 30جم من اللحوم الحمراء يوميا.
مرض النقرس:
يعتبر النقرس من الأمراض التي يصاب بها الأشخاص الذين يكثرون من تناول اللحوم مما ينتج عنه اختلال التمثيل الغذائي للبروتينات في الجسم وبالتالي تترسب أملاح حمض البول في الجسم وترتفع نسبة البوليك في الدم بسبب عجز الكلى عن التخلص منه؛ فيترسب في الدم والمفاصل، لذلك يسمى هذا المرض مرض الأغنياء والفقراء وهو يصيب الرجال أكثر من النساء كما يرتبط كثيرا بزيادة الوزن، وقد أشارت بعض الأبحاث أنه يمكن أن تكون له أسباب وراثية، ومن المعروف أن هذا المرض (مرض النقرس) يسبب الألم والالتهاب والتورم الناتج عن سوء التغذية والإفراط في تناول أنواع معينة من العقاقير أو شرب الكحوليات.
إن مخاطر الإكثار من اللحوم الحمراء أكثر من فوائدها للإنسان لذلك يجب أن يعيد الإنسان النظر في نظامه الغذائي؛ حتى يحتفظ بصحته سليمة بقدر الإمكان، وفي سبيل الحفاظ على الصحة ينصح بتناول ما لا يزيد عن 100 جم من اللحوم الحمراء ثلاث أو أربع مرات أسبوعيا حسبما أشار مجلس السرطان الأسترالي، كما ينصح بتجنب اللحوم المصنعة بجميع أنواعها، كما ينصح الخبراء بضرورة تناول بعض الألياف مثل الخضروات التي تساعد على هضم اللحوم الحمراء وتحمي الجسم من مخاطرها..
ومما ينصح به أيضا ضرورة إزالة الدهون من اللحوم قبل طهيها مع إضافة الليمون إلى الحساء والبقدونس وتقليل نسبة الملح في الطعام، كما يجب شوي اللحوم أو سلقها وعدم تحميرها وإضافة بعض الخضروات لها مع الحذر من تناول النشويات معها حتى لا تحدث مشاكل في الهضم أو الأمعاء والمعدة..
وأخيرا ينصح الخبراء بشرب كميات كبيرة من المياه؛ لأنها تساعد على الهضم مع وضع الحساء داخل الثلاجة ونزع طبقة الدسم منها، ومن النصائح الجميلة والمفيدة بصفة عامة المشي لمدة نصف ساعة على الأقل للتخلص من السموم التي قد تتكون في الجسم بسبب اللحوم الحمراء.