الرقص مع السماء"وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر"

رفقا بأرواحكم ، فالروح إن شاخت أهلكت الجسد،فرفقا بها .

ومن أصعب المواقف في الحياة أن يقف الإنسان أمام نفسه ، نفسه العارية دون تزييف أو تجميل ، نفسه التي أغفلها سنوات طوال ظنا منه أنها بخير وأن الأمور على ما يرام ، ولكن ما سيصدمك أنك ستجد الكثير مما تجهله عن هذه النفس .

رفقا بأرواحكم ، فالروح إن شاخت أهلكت الجسد،فرفقا بها .

عندما وقفت لأول مره أمام نفسي في لحظة صفاء روحي وجدت العجب العجاب ، وجدت روحا أنهكها الألم والتحامل ، جلد للذات كاد أن يقتلها ، وفي الحوار الذي دار بيني وبين نفسي وجدت أنني كدت أن أقتلها فأنا اتحامل عليها مهما كانت الظروف وأحملها ما لا تحتمل وكل ذلك تحت مسمى ( أنا قوية واحتمل ) ولكن ما لا ندركه بأن القوة لها حدود وأن الروح تتعب وتشيخ إذا لم تجد الاهتمام الكافي الاهتمام الذي يجدد الهمة ويقوي العزيمة ، فالروح المتعبة ستتخلى عن كل شيء فلا حافز ولا طموح أدركوا أرواحكم قبل أن تذوي وتشيخ ،رفقا بأرواحكم فليس من العدل أن تشيخ الروح قبل الجسد .

ألم يقل الإمام علي .. "وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر"

الرقص مع السماء

قمر العقرب وأخيرا اعتدت على طباعه .. لاحظت أنه من أكثر الأقمار التي يصعب علي التعامل معها .. العقرب بالنسبة لي يرمز للغموض والأسرار والكتمان .. والقمر يحب النبش عميقا في كل النوايا الدفينة والأفكار التي لم نبح بها يوما

قمر العقرب من أكثر الأقمار التي تثقلني في مشاعر لا أفهمها وتخاطر من أشخاص لا أود استقبال أي تخاطر منهم حتى..

لكن الآن أصبحت أفضل في التعامل معه .. لأول مرة يستحضر قمر العقرب كعادته لقطات من الماضي ظننت أني نسيتها ..

وتلقيت تخاطرا من أشخاص لا أذكرهم خلال يومي أبدا ..

تعلمت أن أستقبل أي فكرة ونية بكل ود .. وأن أحرر الأشخاص مني للأبد ..

أن أصبح أنا ذكرى لطيفة على قلوبهم ..

فلا أحمل غضبا ولا ضغينة .. لقد سار كل شيء كما كان مقدرا له ..

لذا في تعمقي يوما بعد يوم في كثير من أسرار تاريخ الأولين بشكل عام وفي علم التنجيم بشكل خاص.. بت أؤمن أن الأجداد في التاريخ القديم كان لديهم من الوعي والارتباط الوثيق بالأرض والسماء أكثر مما نعتقد ونؤمن ونملك ..

ولمجرد عدم معرفتنا في شيء.. فهذا لا يقلل من قيمته شيئا ..

لقد بنى القدماء ما نعجز عن بنائه اليوم بكل التطور والتكنولوجيا التي نملكها .. لقد اخترعوا ما نعجز عن اختراعه ..

لقد عادوا للسماء وينتظروننا أن نكتشف أسرارهم يوما بكل حب ..

لا زلنا عاجزين عن تفسير الكثير ولمجرد عدم معرفتنا وعلمنا في الصورة الكاملة لا يعني أنهم كانوا وهما أو أقل شأنا ..

ولذا .. ابتكارهم لعجلة الأبراج.. وتقسيمهم النجوم لمجموعات .. كانت ذكاء منهم وليس سذاجة ..

أن تتماهى مع السماء بمشاعرك وأفكارك .. أن تتعرف على بصمة روحك المميزة والاستثنائية بمجاراة النجوم والكواكب ليس بأمر مضحك ..

إنه تماما.. يمثل الغرق عميقا في المعرفة والأساطير والحقيقة في آن ..

وفي كل أسطورة ووهم ستجد الكثير من الحقائق ..

ألسنا غبار النجوم .. كما قال كارل ساغان

وألم يقل الإمام علي .. "وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر"

أؤمن بما كانوا يؤمنون به وإن كانت أسطورة