اول من جمع الحديث الشريف
حيث سنة النبي صلى الله عليه وسلم لم تدون أيام حياته ، وإنما كان المؤمنون يحفظونه في صدورهم ، والذي حفظ في عهد النبي عليه الصلاة والسلام هو القرآن الكريم
وكان صحابة رسول الله يتناقلونها فيما بينهم وجاء من بعدهم التابعين لهم وأستمر النقل له شفاهه ، والصحابة لن يكون عندهم صحف حتى يقوموا بتدوين ما سمعوا عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وكان من هؤلاء سيدنا عبد الله بن عمرو ولكن في وقت ما فكر سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يدونها ولكنه صرف النظر عن ذلك .
ولكن اول من دون السنة النبوية هو سيدنا عمر بن عبد العزيز ، وقد أرسل في ذلك إلى قاضيه وعامله أبي بكر بن حزم وأخبره بذلك الأمر فقال له أنظر ما كان من حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام ، فاكتبه فإني أخاف ذهاب العلماء ودروس العلم .
والجدير بالذكر بأن قاضيه لن يدون كل ما هو موجود في المدينة، من أثر وسنة ولكن الذي فعل هذا الزهري ، وكان أيضا أحد المعاصرين لسيدنا عمر بن عبد العزيز .
وكان أعلم أهل الأرض بالسنة في زمانه، لذا فالخليفة عمر بن عبد العزيز كان يأمر جلساءه بالذهاب له ، فقام بتدوين جميع ما سمعه من الأحاديث الشريفة وما جاء عن الصحابة .
الذي كان غير موجود بباب من أبواب العلم، لذا يعد الإمام الزهري هو من وضع حجر الأساس فيما يتعلق بتدوين سنة النبي صلى الله عليه وسلم .
والتدوين شاع في العصر الذي يلي الزهري ، وقام بجمع السنة في مكة ابن إسحاق وابن جريج ، وجمعها في المدينة المنورة الإمام مالك وسعيد ابن أبي عروبة، والربيع .
وقام بجمعها في الكوفة الإمام الثوري وفي البصرة حماد وفي مدينة الشام الأوزاعي ، وأستمر التابعين على ذلك النحو إلى أن جاء القرن الثالث والذي يعتبر من أزهى العصور للسنة النبوية وقد تم تصنيف الأسانيد فيه .
وتم تصنف مسند الإمام أحمد فيه وكذلك مسند إسحاق بن راهوية ، ومن بعده الصحاح مسلم والبخاري وجاء من بعدها عدد من السنن للنسائي وأبي داود والترمذي وابن ماجه .
تاريخ تدوين الحديث
فقد بدأ تدوين سنة النبي صلى الله عليه وسلم، بصورة متدرجة كان بدايته بالحفظ له أيام النبي عليه الصلاة والسلام ، وعهد الخلفاء الراشدين والدولة تولت تدوينها بشكل رسمي في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز
وكان ذلك في غضون بداية أعوام المائتي هجريا ، وفي تلك الفترة ظهرت الحاجة للتدوين وزال ما كان يمنع ذلك ، وكان والد الخليفة عمر الأمير عبد العزيز بن مروان يسعى كثيرا لتدوين السنة مما دفع أبنه في جمعها .
حيث ذات مرة أرسل والده إلى أمير مصر كثير بن مره الحضرمي ، طلب منه أن يكتب من أحاديث الصحابة إلا ما سمعه عن أي هريره فهو كان موجود عندهم .
وكان أمير مصر أدرك سبعين من بداري الصحابة ، وكان هذا الأمير أحد تلاميذ أبي هريرة حيث سمع من حديثه وقيده وجاء ابنه عمر الخليفة من بعده ورواه عنه .
وعند ثبوت الاستجابة من قبل أمير مصر فهذا يعني تدوين أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام في خلال القرن الأول ، وكانت رسميته تقتصر على الدولة .
ولكن الخليفة عمر بن عبد العزيز، أدرك ضرورة الجمع لكنوز السنة النوية الشريفة ، حتى يرجع له الناس ويستفادوا منها في مختلف شئون حياتهم ، وكان علماء زمانه الشرعيين أجازوا له هذا العمل .
كما لن يرد عن أي من العلماء المقربين لمجلس الخليفة عمر أنكر عليه ذلك ، وبذلك تم عقد العزم على جمع وتدوين السنة في عصر السماحة ، ووقت مستحب للقيام بهذا العمل وحتى يتم الحفاظ على السنة من الاندثار
مراحل تدوين السنة النبوية
هناك مرحلتين رئيسيتين مرت بهما تدوين السنة النبوية الشريفة هما
مرحلة أولى
تتمثل في اجتهاد عدد من الصحابة بكتابة جميع ما سمعه عن سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وكان من ضمن هؤلاء سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص .
ورغم أن بعض الناس قاموا بنهيه عن ذلك إلا أن الرسول عليه الصلاة والسلام سمح له بذلك ، والنبي صلى الله عليه وسلم لن يمنعه لأنه ينطق بالحق، أما الخلفاء الراشدين فلن يتخذوا أي قرار بجمع السنة الشريفة إلى أن جاء عهد الخلافة الأموية .
وكان ذلك نهاية القرن الهجري الأول، وأمر الخليفة عمر بن عبد العزيز بتدوين سنة النبي عليه الصلاة والسلام ، وكان ذلك لظهور عدد من المتغيرات .
وقد ظهرت مجموعة من المذاهب الإسلامية والفرق ، مما دفع لتصدر علماء الأمة لذلك ، ودونوا السنة وكان على رأس هؤلاء العلماء العلامة محمد بن شهاب الزهري .
مرحلة ثانية
وكانت بدايتها بالقرن الثاني من الهجرة ، وفي هذا العصر أصبح لعلماء الحديث عدد من المؤلفات ، التي تخصهم هي مستقلة عن غيرها من العلوم الدينية الأخرى .
وكانت تلك العلوم تتمثل في التفسير والفقه وغيرها من أنواع العلوم الأخرى ، وقد أصبح للعلماء منهج خاص بالحديث وقد ترتب عن ذلك ظهور المسانيد والسنن والجوامع والمصنفات .
أسباب تأخير تدوين السنة النبوية
فقد كان يوجد هناك عدد من الأسباب التي ساعدت على تأخير هذا العمل هي
أنشغل الصحابة في خلال تلك الفترة الزمنية بتجميع وكتابة القرآن الكريم ، وكان ذلك أيان العهد النبوي الشريف وكان القرآن يتنزل على رسول الله عليه الصلاة والسلام على مدار 23 عام .
وكان يوجد لدى النبي عليه السلام عدد من الصحابة يقومون بكتابة الوحي ، من الآيات القرآنية وقد كانت جميع أعمال تحتاج للجهد والمشقة ، والتفرغ الوقتي وقد كان عدد بسيط من هؤلاء الصحابة ، الذين يتقنون الكتابة في ذلك الوقت .
وكان من ضمن تلك الأسباب خوف صحابة رسول الله ، من حدوث خلط ولبس بين العامة من المسلمين وذلك بين القرآن الكريم والأحاديث الشريفة ، وقد كان النبي عليه السلام ينهي الصحابة عن الكتابة في زمانه بل كان يسمح بل كان يسمح لهم بكتابة القرآن الكريم فقط .
كما كان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يأمرهم بمحو كل ما كتبوه عنه ، وقد كان النبي عليه الصلاة والسلام يهدف من هذا الأمر أن يحفظ الصحابة القرآن ويعكفوا على دراسته .
وكان ينظر لأمر كتابة الأحاديث الشريفة بأن في هذا الأمر ، نوع من الصعوبة والمشقة عليهم وكان هذا الأمر له ضرورته لأن الأحاديث النبوية الشريفة متعددة ومتشعبة .