اليوجا - رياضة المشى

  لا يختلف اثنان على أن ممارسة تمارين اليوغا لها فوائد عديدة ترخي بظلالها على صحة الإنسان، حيث أن 15 دقيقة من ممارسة اليوغا يومياً كفيلة بتغيير كيمياء الدماغ وتعزيز حالتك المزاجية.

عندما تشعر بانخفاض المزاج، لا بدّ أنك ستفكر بطلب البيتزا، أو بشراءِ ثيابٍ وأحذيةٍ جديدة. ولكن ما تحتاجه حقاً، هو 15 دقيقة من ممارسة اليوغا يومياً، فهي قادرة على تحسين مزاجك وصحتك أكثر مما تتخيّل !! فقد أظهرت الدراسات أن اليوغا يمكن أن تقلل من إفراز الكورتيزول، وهو هرمون التوتر الأساسي، وتخفيضه يمكن أن يحسن صحتك العامة.

أينما كنت وأياً كان ما تفعله، من السهل أن تخصّص 15 دقيقة فقط من وقتك لممارسة تمارين اليوغا يومياً؛ تابع القراءة لتتعرف على عشرة أسباب – مدعومة بالأبحاث العلمية – تجعل اليوغا تستحق كل هذا العناء.

1. ممارسة اليوغا تحسن المرونة والقدرة على التحرك والإتزان:

سوف تساعدك ممارسة اليوغا بشكل يومي على تمدد عضلات جسدك، وتُحسن من قوتك الجسدية، وتساعد في التخلص من الآلام الناجمة عن وضعيات الجلوس أو الاستلقاء الخاطئة. الوضعيات الأشهر لليوغا مثل وضعية المحارب (Warrior)، و وضعية الكلب المنحني للأسفل (Downward Facing dog)، ستقوي ذراعيك وساقيك وكتفيك بشكل متساوٍ. 

ليس عليك أن تكون مرناً لممارسة اليوغا، فجمال اليوغا هو أنه يمكنك ممارستها بغض النظر عن مستوى قدرتك الجسدية، ومهما كانت مرونتك ضعيفة. بعد دقائق قليلة من التمارين والوضعيات اليومية، ستجعلك اليوغا تشعر حقاً بالاختلاف في مرونتك. على سبيل المثال، في دراسة أجريت على 80 امرأة، ساهم برنامج من جلسات اليوغا المكثفة قصيرة المدى في تحسين حركة العمود الفقري – وخاصة الانحناء – أكثر من أي برنامج تمرين تقليدي آخر.

باختصار، ممارسة اليوغا بشكل يومي تساعد على تحسين هيئة جسمك (وضْع الجسم)، وتجعلك تمشي لفترة أطول، وتجلس بشكل أكثر استقامة على مكتبك. يمكنها أيضاً تخفيف الأوجاع والآلام الناتجة عن الوضعيات الخاطئة للجسم مثل آلام الظهر.

2. ستمنحك اليوغا لياقة عامة: 

عند التفكير في تحسين اللياقة الجسدية، معظمنا يفكر في كمال الأجسام وحمل الأثقال في نوادي الرياضة. ولكن في الحقيقة، رفع الأوزان ليست هي الطريقة الوحيدة للحصول على اللياقة الجسدية. 

في الواقع، تمنحك اليوغا كل ما تستطيع أن تمنحه إياك النوادي الرياضية، ولكن بطريقة سلمية وآمنة وأكثر شمولية. فهي تجمع بين تمارين الكارديو (أي تمارين صحة القلب) وتمارين التقوية في آن واحد. في دراسة أجرتها الجامعة الصينية في هونغ كونغ، ظهرت تحسنات كبيرة في القوة العضلية لدى الرجال والنساء الذين شاركوا في دورة يوغا لمدة 12 أسبوعاً.

أفضل جزء في هذا الأمر هو أنه يمكنك ممارسة اليوغا بالسرعة التي تريدها وفي منزلك.

3. تساعد اليوغا على فقدان الوزن:

لست مضطراً إلى ممارسة اليوغا المحترفة أو أن تكون قادراً على أداء أصعب الوضعيات حتى تفقد الوزن. ممارسة اليوغا اليومية اللطيفة سوف تدعم نظام التمثيل الغذائي وتساعد على حرق الدهون، مما يؤدي إلى فقدانك للوزن. وأيضاً، يمكن أن تساعد ممارسة اليوغا بشكل يومي على استعادة التوازن الهرموني في جسمك، مما قد يؤدي إلى تطبيع وزن الجسم (جعله طبيعياً).

ممارسة اليوغا اليومية اللطيفة سوف تعزز الأيض وتساعد على حرق الدهون. مع اليوغا، تنخفض مستويات الكورتيزول، وهو الهرمون الذي يتم إطلاقه استجابةً للتوتر، مما يؤدي إلى تقليل الإفراط في تناول الطعام . اليوغا اليومية تقوي أيضاً العلاقة بين العقل والجسم بشكل عام وتساعدك على التعامل بشكل أكثر فعالية مع المشاعر غير السارة بدلاً من اللجوء إلى الطعام لقمع تلك المشاعر.

عندما يتعلق الأمر بالتخلص من الدهون الزائدة ، ضع في اعتبارك أن التمرين هو مجرد جزء صغير من اللغز.

4. اليوغا تعمل على زيادة طاقتك:  

ستوفر بضع دقائق فقط من ممارسة اليوغا يومياً زيادة في الطاقة التي نحتاجها في حياتنا المزدحمة وستبقينا نشعر بالحيوية لفترة أطول. تعتبر اليوغا، بتأثيرها الفريد على الجسد والتنفس، مثالية عندما تنخفض طاقتك. كما أن ممارسة اليوغا اليومية ستوقظ مراكز الطاقة الرئيسية (تسمى الشاكرات) في جسمك. 

من وضعيات اليوغا الرائعة التي تطرح طاقة إضافية هي تلك التي تمدد العمود الفقري، مثل وضعية الشجرة، مما يسمح للطاقة بالسير في جميع أنحاء الجسم. وضعية الكوبرا أيضاً مفيدة لتحسين التنفس وبالتالي زيادة الطاقة.

5. تساعد اليوغا في الحد من التوتر:

في الواقع، باتت العديد من الشركات الكبرى والصغرى على حد سواء، تقدم جلسات لليوغا في قاعات مخصصة ضمن أماكن العمل في وقت الاستراحة، وذلك بعد أن تبين أن اليوغا هي مُخفّض رائع للتوتر. 

يجب أن تتكون ” أي ممارسة اليوغا”، حتى لو كانت يومية قصيرة، من ثلاثة عناصر؛ الوضعيات والتنفس والتأمل. أظهرت الدراسات أن هؤلاء الأشخاص الذين يمارسون العناصر الثلاثة بانتظام، هم أكثر قدرة على تنظيم معدل ضربات القلب لديهم، مما يمنح الجسم القدرة على الاستجابة للتوتر بطريقة أكثر مرونة. على وجه الخصوص، الاسترخاء أثناء ممارسة اليوغا يمكن أن يهدئ كل من جسمك وعقلك في آن واحد. وإذا كنت تواجه الكثير من التوتر لدرجة أنه يجعلك قلقاً في الليل؛ ضع في اعتبارك أن الدراسات قد أظهرت أن ممارسة اليوغا اليومية يمكنها أن تقلل من هذا الأرق. عندما تعاني من الأرق، مارس الاسترخاء أو الوضعيات المريحة، مثل وضعية الانحناء الشديد للأمام (uttanasana) أو الاستلقاء على ظهرك وقدميك على الحائط.

فائدة أخرى من الفوائد اليومية التي تقدمها ممارسة اليوغا تنطوي على نوم ليلي أفضل. في دراسة أجرتها مؤسسة سوامي فيفيكاناندا لأبحاث اليوغا (Swami Vivekananda)، نام المشاركون الذين مارسوا اليوغا بشكل أسرع، وناموا لفترة أطول وشعروا بمزيد من الراحة مقارنة بالأشخاص الذين لم يمارسوا اليوغا.  

” الاسترخاء في اليوغا يمكن أن يهدئ كل من جسمك وعقلك “

6. تساعدك اليوغا على التنفس بشكل أفضل:

التنفس بعمق وهدوء هو جزء أساسي من ممارسة اليوغا، تركز تقنيات التنفس اليوغي (تسمى البراناياما) على محاولة إبطاء التنفس والتركيز على التنفس من حفرة معدتك إلى أعلى رئتيك. ستجعلك هذه الطرق تشعر بالراحة والتوازن و ستساعدك على مواجهة اليوم بثقة وهدوء. 

لهذه التمرينات أيضاً بعض الفوائد الجانبية الرائعة، بما في ذلك زيادة سعة الرئة وزيادة حجم الشهيق والزفير. يمكنك ممارسة هذه التقنيات كلما دعت الحاجة في الحياة اليومية. ستساعدتك على التزام الهدوء في حالات الطوارئ، والتفكير بشكل أوضح في المواقف العصيبة ويمكن أن تساعد في تخفيف الألم أيضاً.

7. تساعدك ممارسة اليوغا على أن تكون أكثر سعادة:

إضافة القليل من اليوغا إلى روتينك اليومي يمكن أن يجعلك شخصاً أقوى وأكثر عاطفية. حيث أظهرت دراسة حديثة أن ممارسة اليوغا والتأمل بانتظام، ينتج عنها مستويات أعلى من السيروتونين (هرمون السعادة). كما أظهرت الدراسة نفسها أن ممارسي اليوغا على المدى الطويل لديهم كتلة أكبر في مناطق الدماغ المرتبطة بالرضا. 

15 دقيقة من اليوغا يومياً يمكنها تغيير كيمياء دماغك وتحسين حالتك المزاجية !!

أوضحت دراسة أخرى أن مستويات حمض “جاما أمينوبوتيريك المُعزز للمزاج” (GABA) في الدماغ، قد ارتفعت بشكل ملحوظ بعد ممارسة اليوغا. حمض جاما أمينوبوتيريك (GABA) هو ناقل عصبي مهدئ يقلل من نشاط الجهاز العصبي بنسبة 27٪، وترتبط مستوياته المرتفعة بمستويات أقل من الاكتئاب والقلق.  

بكل بساطة، يمكن أن تبدأ بـ 15 دقيقة من ممارسة اليوغا في اليوم، وذلك لتغيير كيمياء الدماغ وتحسين حالتك المزاجية.

8. مع اليوغا ستصبح أكثر وعياً (إدراكاً):

اليوغا والوعي يسيران جنبا إلى جنب. عند ممارسة اليوغا، ستحول وعيك إلى الأحاسيس والأفكار والعواطف التي تصاحب الوضعيات. سيجعل هذا الوعي العقل يفكر باللحظة الحالية، حيث يمكن أن يبقى سعيداً ومركّزاً.

زيادة الوعي والإدراك له فوائد جسدية ونفسية دائمة تتماشى إلى حد كبير مع فوائد اليوغا. سوف تشعر بمزيد من الهدوء والاسترخاء، وستكون أقل توتراً وأكثر قدرة على التحكم في عواطفك وسلوكياتك. زيادة على ذلك، سوف تختبر مستويات أعلى من الطاقة والحماس والمزيد من الثقة بالنفس وقبول الذات.

9. تحسن ممارسة اليوغا من التركيز والتفكير الأكثر وضوحاً:

وضعيات اليوغا والتأمل تتطلب منك التركيز على تنفسك. مراقبة أنفاسك تهدئ عقلك وتجعلك أكثر استرخاءً من الناحية العقلية. نتيجة لهذا الاستقرار العقلي، ستتمكن من التذكر والاحتفاظ بمزيد من المعلومات، يمكن أن يؤدي التأمل لبضع دقائق في الصباح إلى تركيز أفضل على مدار اليوم. في دراسة أجرتها جامعة إلينوي الأمريكية، أدت 20 دقيقة فقط من ممارسة يوغا هاثا (Hatha yoga) إلى تحسن كبير في قدرة المشاركين على المحافظة على تركيزهم والاحتفاظ بمعلومات جديدة.

من ناحية أخرى، ومن خلال الحد من التوتر النفسي والبدني، ستصبح قادراً على أن تتذكر بسهولة أكثر ويصبح لديك أفكار أكثر تنظيماً. تحدث الوظيفة المعرفية المثلى عندما نكون قادرين على تطهير عقولنا وتحديثها. عندما تتواجد في مكان يسوده السلام والهدوء، يمكنك استخدام قدراتك العقلية بشكل أكثر كفاءة. 

بصفة عامة، من خلال الحد من التوتر النفسي والبدني عن طريق ممارسة اليوغا بشكل يومي، ستتمكن من التفكير بشكل أكثر حدة والحصول على أفكار أكثر تنظيماً.

10. تساعدك اليوغا على العيش لفترة أطول:

كما أصبحت تعلم الآن، ستساعدك اليوغا اليومية على زيادة مستوى لياقتك، وتنظيم معدل ضربات قلبك، وتقليل مستويات التوتر لديك، وتجعلك أكثر سعادة. هذه الفوائد المختلفة لليوغا لا تؤثر فقط بشكل عميق على جودة حياتك، بل يمكنها أيضاً إضافة سنوات ثمينة إليها. فكما ذكرنا سابقاً، تقلل اليوغا من سرعة التنفس التي ترتبط ارتباطاً مباشراً بعمر افتراضي أطول. كما أظهرت الدراسات الحديثة أن عنصر التأمل في اليوغا قد يساعد في تأخير عملية الشيخوخة عن طريق حماية التيلوميرات في نهاية الكروموسومات أو الصِّبغيَّات (Chromosomes) أيضاً.

وعلى الرغم من أنها إحدى فوائد اليوجا الأقل شهرة، إلا أن اليوغا مفيدة للقلب. تشير الدراسات إلى أن تخصيص وقت لممارسة اليوغا بشكل يومي، يمكن أن يقلل من مستويات الكوليسترول ويبطئ من تطور أمراض القلب المقترنة بالتغييرات الغذائية وإدارة الضغط العصبي، كما أنه يحسن الدورة الدموية. وقد وجدت إحدى الدراسات أن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 عاماً، والذين مارسوا اليوجا لمدة خمس سنوات، يعانون من انخفاض في ضغط الدم ومعدل النبض مقارنةً بأولئك الذين لم يمارسوا اليوغا على الإطلاق.