الأسس الفكريّة للتنمية البشريّة
ينطلق مفهوم التنمية البشرية من نظرية التطور الاجتماعي، حيث إنّ الإنسان هو العنصر المهم في هذا التطوّر من جانب، ومن جانب آخر لا بدّ من مواءمة ومتابعة العلاقة بين العوامل الماديّة في الحياة والعوامل الروحيّة، وما بينهما من تأثير متبادل، ومثال العوامل الماديّة أو الحاجات الماديّة: اكتساب الإنسان خبرات مهنيّة محددة تعينه على تنمية حاجاته الماديّة، ومثال العوامل الروحية: حاجة الإنسان للمثل العليا والقيم الرفيعة والمبادئ الراسخة والاعتقاد الديني الصحيح، فالإنسان مادة ومن ضمن رسالته في الحياة تلبية حاجاته الماديّة مع الحفاظ على القيم الروحيّة.
العلاقة بين التنمية البشرية وتنمية الذات
تنمية الذات من مكوّنات التنميّة البشريّة، والتنمية البشريّة أوسع في شموليتها ودلالتها من تنمية الذات، ويقصد بتنمية الذات بأنّها تنمية مهارات الحياة العمليّة، مثل: مهارة الاتصال والتواصل، والقيادة، وفن إدارة الوقت، وهناك محددات لتنمية الذات تتمحور حول مدى تناسقها مع أصول الدين، وعادات المجتمع وتقاليده، وكذلك مدى صحة أساليب تنمية الذات، أمّا فيما يتعلق بنظرة الإسلام إلى تنمية الذات، فقد حث الإسلام على التطوير المستمر، بل جعله من معاني مفهوم الخلافة البناء والتعمير بعيداً عن الإفساد والتخريب.
أهداف التنمية البشرية
للتنمية البشرية أهداف رئيسية، وفيما يأتي تلك الأهداف كما حددتها الأونروا التابعة للأمم المتحدة: تطوير المعرفة والمهارات. توفير بيئة معيشية صحيّة وطويلة للأفراد. تحقيق مستويات معيشية لائقة بالإنسان، والتي تعتمد على الجانب المادي. تعزيز المعرفة بحقوق الإنسان.
مؤشر التنمية البشرية
يتم التعبير عن حال الأمة غالبًا عن طريق رصد الناتج المحلي الإجمالي، ونتائج سوق الأسهم اليومية، ومستويات إنفاق المستهلك وقيمة الدين القومي، إلّا أنّ هذه الأرقام لا تُظهر سوى جانب من الحياة المعيشية للنّاس، ولاحقًا، تم تطوير مؤشر التنمية البشرية كبديل لهذه المقاييس المالية، وهو مقياس رقمي يتكوّن من المكوّنات الأساسية لرفاهية الإنسان من وجهة نظر غالبية الأشخاص، وهي: الصحة، والتعليم والدخل، ويحظى هذا المؤشر بأهمية من الجانبين الوطني والإقليمي بهدف تحسين المعيشة.