العقل الكوني متاح لجميع البشر ويمكنك ان تتواصل معه متى تشاء |
ليس عليك النظر بعيدًا لإيجاد نظريات غريبة عن طبيعة الكون ووعي الإنسان، ففي هذه الأيام نجد أن المفاهيم التي استبعدنا في الماضي واعتبرناها مجرد خيال علمي تجد طريقها إلى المجلات الأكاديمية، ولعل أحد الأمثلة على ذلك هي فرضية أو حجة المحاكاة، التي دافع عنها مؤخرًا رجل الأعمال و المخترع الكندي الحاصل علي الجنسية الأمريكية أيلون ماسك، وهناك أيضًا مثال آخر يعرف باسم “البلورات الزمنية”، كما يُبث الآن عبر الإنترنت أفكارًا جديدة حول نظرية “الروحانية الشاملة” ؛ أو الاعتقاد بأن الوعي هو خاصية أساسية في الكون الفيزيائي.
الكون نفسه قد يكون عقل واعً؛ هكذا يعتقد العلماء!
هل يمكن هذا؟!
قام الفيزيائي جريجوري ماتلوف من كلية مدينة نيويورك للتكنولوجيا، بنشر مستند أعاد الفكرة إلى ساحة المناقشات العلمية، ووعد بإجراء اختبارات تجريبية يمكن أن تثبت صدق أو كذب مفهوم “مجال الوعي البدائي” واسع الإنتشار، كما يدفع ماتلوف الفكرة المثيرة للجدل حول النجوم ذات الإرادة، مما يشير إلى وجود دليل في الواقع على أن النجوم تتحكم في مسارات المجرة الخاصة بها.
على الرغم من أن هذه النظرية تبدو سخيفة للبعض، إلا أن لها العديد من الأتباع البارزين، بما في ذلك الفيزيائي البريطاني الشهير السير روجر بنروز، الذي اكتسب شهرة واسعة نتيجة أعماله في النسبية العامة وعلم الكون، كما أنه أحد المساهمين مع العالم ستيفن هوكينغ في صياغة نظرية الثقوب السوداء. يتميز العالم روجر بنروز كذلك بأنه فيلسوف مؤيد للمدرسة الواقعية في الرياضيات وهو كثيًرا ما أبدع أفكارًا خلاقة في الرياضيات، حيث يعتقد بنروز أن الوعي ينشأ من خصائص التشابك الكمي، وقد قام هو وطبيب التخدير ستيوارت هاميروف بتأليف فرضية شهيرة معروفة بإسم ” Orch-OR ” والتي تؤكد أن الوعي ينتج عن اهتزازات كمية.
وفي عام 2006 أخذ الفيزيائي الألماني الشهير ” بيرنارد هايش” الفكرة علي محمل الجد بشكل كبير واقترح أن الوعي ينشأ داخل “الفراغ الكمي”. وأنه في أي وقت يكون فيه النظام متقدم بشكل كبير يتم من خلاله تدفق الطاقة. بالإضافة لعالم الأعصاب الأمريكي كريستوف كوش بمعهد ألين لعلوم الدماغ، وهو مؤيد آخر للبانكيوستية، الذي يقترب أيضًا من تأييد هذه الفكرة مستخدمًا نظرية المعلومات المتكاملة ليجادل بأن الوعي ليس فريدًا بالنسبة للكائنات البيولوجية.
لكن النظرية الوحيدة السائدة لدينا عن الوعي تقول أنه يرتبط بالتعقيد؛ مع قدرة النظام على التصرف بناء على وضعه الخاص وتحديد مصيره الخاص أيضًا، إلا أن هذه النظرية أيضًا أثارت حالة من الجدل حيث أكد العالم كريستوف كوش أن النظرية يمكن أن تذهب إلى أنظمة بسيطة للغاية، و من حيث المبدأ قد تكون بعض الأنظمة المادية البحتة التي ليست بيولوجية أو عضوية واعية أيضًا.
كما يقوم جريجوري ماتلوف وغيره من العلماء الأن بالعمل علي تحريك نظرياتهم إلى مرحلة جديدة، ووضع تلك النظريات قيد ” التجريب” حيث يعتزم ماتلوف دراسة سلوك النجوم؛ تحديدًا تحليل حالة شاذة في الحركة النجمية المعروفة باسم “فجوة باراناجو” ، حيث يريد ماتلوف أن يعرف لماذا تبعث بعض النجوم الأكثر برودة طاقة مدببة في اتجاه واحد، وهي خاصية تبدو غريبة بشكل لا يمكن تفسيره في كل مكان في المجرة. ففي عام 2018 كان يُخطط لاستخدام نتائج من التلسكوب الفضائي لرسم الخرائط النجمية لإظهار أن الشذوذ قد يكون عملًا نجميًا متعمدًا.
وفي الوقت الذي يدرس ماتلوف نشاطًا كونيًا على النطاق الأوسع، يقترب كوش من المرحلة التجريبية للنظرية التي تستخدم المرضى الذين يعانون من ضعف في الدماغ، حيث يريد أن يعرف ما إذا كانت استجاباتهم للمعلومات تتطابق مع الأسس الكيميائية العصبية الكامنة وراء الوعي ويخطط لاختبار ذلك عن طريق توصيل أدمغة الفئران معًا لمعرفة ما إذا كانت عقولهم تندمج في نظام معلومات أكبر.
ولكن النظرية البانكيوستية أو الروحانية الشاملة بالتأكيد لديها منتقدون، فقد انتقد العالم كيث فرانكش في مقال “لماذا البانكيوستية خاطئة على الأرجح؟” ؛ أكد من خلاله أن البانكيوستية تجعل الوعي في حالة غريبة، وبالنسبة لسلوك الجسيمات دون الذرية و الجسيمات، فإنه يعطي وعودًا لتفسيرها بالكامل من خلال العلوم الفيزيائية الأخرى.
كما أن النظرية البانكيوستية لم تقدم أي تنبؤات أو تفسيرات مميزة، هي فقط وضعت مكانًا للوعي في العالم المادي، لكن هذا المكان سينزوي طي النسيان.
ولكن هناك رأي يوحي بإحساس عام أن أصحاب النظرية البانكيوستية يبالغون في تبسيط مشكلة الوعي المعقدة في الكون، وهو رأي يشاطره العديد من العلماء. ومع ذلك، فإن العالمان ماتلوف و بنروز وغيرهم من المؤيدين يواصلون مهمة المغامرة خارج حدود العلم المقبول في محاولة التوفيق بين التناقضات المستعصية والعيوب التي تتعرض لها النظرية الكمية.
شاهد ايضا
- علاج السلوكيات الخاطئة عند الأطفال و المراهقين
- شروط صياغة الأهداف السلوكية
- أسرع طريقة للوصول إلى القمة وتحقيق النجاح
- تبحث عن الشفاء الذاتى ...اليك هذه التقنيات الفعالة
- غير أفكارك ومعتقداتك واتجه الى طاقة القلب