![]() |
| هرمونات هوجاء...ما هي الهرمونات |
الهرمونات، تلك الجزيئات الدقيقة التي تسير أمور أجسادنا دون أن ندرك أسرارها، قد تبدو أحيانًا تمردًا هائجًا لا يمكن السيطرة عليه. ومع ذلك، فإن لها دورًا مهمًا لا يلتفت إليه الكثيرون، مثل خيط غير مرئي يمتد ليصل بين العواقب والمسببات، ليجعلنا نعيش لحظات مليئة بالتأمل وحتى الارتباك.
هرمونات هوجاء...ما هي الهرمونات
كل شيء بدأ ذات مساء، ليلة حملت في طياتها أحداثًا بدت وكأنها من عالم آخر. كأنني تلقيت صعقة كهربائية، شعرت بالانهيار وللحظة تساءلت: هل هذا بداية صرع؟ توقفت الحشود من حولي، مُحاطة بدوامة من الصمت والدهشة. ثم انتقلت أفكاري وكأنها ضربة خفية، تساؤلات رددتها في نفسي: هل يمكن أن يلين الحديد؟ لا أتحدث عن انصهاره بفعل الحرارة المعتادة، بل عن ثبات الحديد بتغيرات من نوع آخر.
وها أنا أمام مشاهد تتلاحق دون توقف، كأنها عاصفة لا تعرف الهدوء. أشعر بالضغط وكأنني قطعة بلاستيك على وشك الانصهار، رغم أنني قد اعتدت دائمًا المقاومة والصلابة. بدأت الضبابية تسيطر على رؤيتي، الكرة الأرضية التي كنت أقف عليها أصبحت فجأة بين يدي، كأنني انسلخت عن الواقع، بين الصمود والانهيار.
ثم جاءت اللحظة الفارقة. غاب الوعي وأصبحت ممددًا على سرير غريب. لم يكن الأمر مألوفًا ولا مفهومًا؛ تساءلت: ما الذي يجري؟ ما هذه التحولات التي تحدث بداخلي؟! أصبحت جبهة قلبي حبيسة لطوفان من المشاعر المختلطة، بين خوف ودهشة وإرهاق ذهني.
وفي خضم هذه المشاعر المتدفقة، أدركت القوة الغامضة التي تسيطر على كل شيء. إنها الهرمونات الهوجاء، التي تغير ملامح الليل وتحوّل الأحاسيس مهما بدت ثابتة. أصبحت وكأنني ممثل على خشبة مسرح مليء بالجمهور، صعود ونزول لا نهاية له بحثًا عن راحة البال أو نوم تائه لم يعد يوافق. حتى النوم نفسه غادر المسرح مودّعًا: "سلام وداع بلا لقاء".
كالطائر الذي أثقل جناحيه عبء السير مع السرب، شعرت بنجوم الليالي ترقبني وأنا حارسها الوحيد، أراقب قمرها وأنتظر أن تطوي نفسها نحو السكون. ازدحمت الأفكار وتحولت إلى شكاوى داخلي توجهها الفضاء إلى قلبي المتعب، لكنني أعترف بأن القضاء ليس بيدي وأن الظلم قد يقع إن حاولت تعديله.
ومع ذلك، وسط هذا الهيجان الداخلي الذي تفرضه الهرمونات، أدركت أنها ليست مجرد فوضى خارجة عن السيطرة؛ بل إنها جزء من منظومة أُحكم صنعها بحكمة إلهية. لكل صراع داخلي فائدة جمة، ولكل فصل من الفصول المتقلبة حكمة تستحق الحمد والشكر.
تبقى هذه الليلة التي أقف عندها تأملًا حكاية ستظل خالدة بداخلي. وإلى لقائنا في نهاية عطلة الأسبوع، عسى أن يكون الحال قد هدأ قليلًا والذهن قد استعاد رشده.
برجاء الإنتظار قليلا والإستمتاع بمشاهدة الفيديو
مجلة الأستاذة
للمشاهدة باليوتيوب اضغط على الزر اسفل.
إذا لم يتم تنزيله تلقائيًا ، فيرجى النقر على إعادة التنزيل. وإذا كان الرابط معطلاً ، فيرجى الإبلاغ عبر صفحة نموذج الاتصال في هذه المدونة.
.webp)
تعليقات
إرسال تعليق