العالم بحاجة إلى العلم.. والعلم يحتاج إلى النساء
النساء في العلوم لا يحصلن على التقدير الذي يستحققنه
أكدت دراسة حديثة نشرت بدورية "نيتشر" (Nature) العريقة في 22 يونيو/حزيران الماضي وجود فجوة كبيرة بين النساء والرجال في مجال العلوم، وأشارت الدراسة إلى أن النساء في العلوم لا يحصلن على التقدير الذي يستحققنه،
العالم بحاجة إلى العلم.. والعلم يحتاج إلى النساء
وأظهرت الدراسة أن النساء اللاتي عملن في مشروع بحثي كن أقل عرضة بنسبة 13%، لأنه يتم تسميتهن كمؤلفات في المقالات العلمية ذات الصلة مقارنة بزملائهن الذكور، وأكدت على أن الفجوة مستمرة وقوية.
وقد تكون الفجوة ناتجة عن اختلافات في الإنتاجية 2-5، أو قد تكون بسبب عدم الاعتراف بمساهمات النساء.
توصلت هذه الدراسة إلى أن جزءًا من هذه الفجوة على الأقل يرجع إلى السبب الأخير: النساء في فرق البحث أقل احتمالًا بشكل ملحوظ في أن يُنسب لهن الفضل في التأليف أكثر من الرجال.
النتائج متسقة عبر ثلاثة مصادر مختلفة للغاية للبيانات. يُظهر تحليل المصدر الأول - البيانات الإدارية واسعة النطاق عن فرق البحث، والإنتاج العلمي للفريق، وإسناد الائتمان - أن احتمال تسمية النساء أقل بكثير في أي مقال معين أو براءة اختراع ينتجها فريقهن مقارنة بأقرانهن.
توجد الفجوة بين الجنسين في الإسناد في جميع المجالات العلمية والمراحل المهنية تقريبًا.
المصدر الثاني - دراسة استقصائية شاملة للمؤلفين - يُظهر بالمثل أن المساهمات العلمية للنساء أقل احتمالية بشكل منهجي للاعتراف بها.
المصدر الثالث - الردود النوعية - يشير إلى أن السبب هو أن عملهم غالبًا ما يكون غير معروف أو لا يحظى بالتقدير أو التجاهل. قد لا تكون بعض الفجوات الملحوظة بين الجنسين في المخرجات العلمية على الأقل بسبب الاختلافات في المساهمة العلمية، ولكن إلى الاختلافات في الإسناد.
وعلى الرغم من أن الرجال هم أكثر عرضة لتقلد مناصب عليا في فرق البحث، إلا أن التحيز ضد المرأة كان واضحًا في المراحل الأولى من حياتهم المهنية.
برنامج النساء في مجال العلوم
من هنا يأتي دور برنامج النساء في مجال العلوم الذي ترعاه اليونسكو بالتعاون من مؤسسة "لوريال"؛ حيث إنهما مقتنعتان بأن هؤلاء الباحثات سيكون لهن تأثير كبير في المجتمع وأنهن يعملن على إرساء الأسس الضرورية للمستقبل. وبرنامج "لوريال- اليونسكو من أجل المرأة في العلم" ينصف المرأة، ويساهم بجدية في ردم هذه الفجوة بين الجنسين.
جدير بالذكر أن 16 عالمة عربية حصدت اعترافا دوليا إضافيا من خلال برنامج "المواهب الدولية الصاعدة" الذي ساهم منذ عام 2000 في إبراز إنجازات نساء أصغر سنا لا يزلن في مُقتبل مسيرتهن العلمية، وهو برنامج يتبع برنامج "لوريال – اليونسكو من أجل المرأة في العلم" الذي يسعى لتعزيز مكانة النساء في مجال العلوم.
وفي 23 يونيو/حزيران الماضي، وتحت شعار "العالم بحاجة إلى العلم، والعلم يحتاج إلى النساء" احتفى البرنامج بالباحثات الشابات الواعدات من كل أنحاء العالم بمقر اليونسكو في باريس، وجمع الفائزات من الدورات الثلاث الماضية، واحتفل بـ 45 عالمة بارزة من 37 دولة لإنجازاتهن العلمية البارزة، لمواجهة التحدي المتمثل في دعم المرأة في مجال العلوم.
على الصعيد العالمي، تواصل النساء بلوغ مستوى جديد كل يوم. إن تكريم المواهب الدولية الصاعدة للنساء من لوريال واليونسكو، يرمز إلى مستوى القيادة النسائية الذي وصل إليه العالم اليوم.
تحقيقا لهذه الغاية، تعمل مصر ممثلة في أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا على مواجهة التحدي المتمثل في دعم المرأة في مجال العلوم، ومن المؤكد أننا سنحتاج إلى جميع العلماء اللامعين لحل المشكلات الصعبة، و"الشريرة" في المستقبل (مثل تدمير المناخ، انعدام الأمن الغذائي/المائي/ الطاقة، إلخ). ويجب أيضًا أن نكون واعين في التزاماتنا الاجتماعية كمحترفين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات إذا أردنا تحقيق مستقبل أفضل وأكثر استدامة.
أن دعم العالمات والباحثات البارزات اليوم له دور مهم في إلهام الأجيال القادمة على العمل والبحث وبذل المزيد من الجهود للارتقاء بمجتمعاتهن والمساهمة في تحقيق تنمية الاقتصاد القائم على المعرفة.
