طور ذاتك بالسعي وحتمية الوصول

قضية السعي ليست شئ هين، فهي قد أضحت أكثر شئ يشغل بال الكثير منا، معظمنا يريد الإعتماد علي نفسة، والوصول الي احلامه،لكننا لم نعد نملك الصبر الكافي الذي
7 min read

طور ذاتك بالسعي وحتمية الوصول

{وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى}

 السعي وحتمية الوصول

قضية السعي ليست شئ هين، فهي قد أضحت أكثر شئ يشغل بال الكثير منا، معظمنا يريد الإعتماد علي نفسة، والوصول الي احلامه،لكننا لم نعد نملك الصبر الكافي الذي يدفعنا الي الاستمرارية.

فلما لا نصل؟ لما الطريق طويل بهذا القدر؟

أيعقل أن يري الله سعينا ولا يجازينا؟

ثلاث اسئله تسللت إلي عقلي ليتمكن مني الأرق في وسط مشقة الطريق، وتبعهم كم هائل من الاسئله التي ارتبطت جميعها بمفهومين لاثالث لهم " السعي وحتمية الوصول "

وكالمعتاد بعد بحث دام لساعات خرجت بعبارة واحده نحفظها جميعًا عن ظهر قلب، وهي " السعي لا يضمن حتمية الوصول"

وعلي قدر صحة تلك العباره الا انها لم تفعل لي اي شئ سوي اخافتي من المستقبل، اخافتي من أن الأحلام التي عشت اسعي لتحقيقها،من الممكن أن لا يكون لي حظًا فيها.

لكن هل هذا يعني أن لا نستمر في السعي، أن نتوقف لأن الخوف تمكن منا؟ لا اعتقد انني سأحب هذا، ولا اعتقد انكم ستريدونه، ولذلك سيتوجب علينا أن نجد حلًا يرضينا، ويسعدنا في آن واحد، وهنا سنقف لنفكر ثانية فيما سنفعله، وستتكون داخلنا سلسه جديدة من الاسئله التي لا نهاية لها، سندور في نفس الدائره، والجواب في النهايه سيكون نفس الشئ " السعي لا يضمن حتمية الوصول " ومن هُنا توصلت إلي أن المرء لا يؤمن بشئ دون ان يفهمه، ولذلك علي ان أفك شفرات تلك العباره، وافهمها لآري إن كنت سأميل للإيمان بها أم لا.

بكل بساطه لكي ندرس الشئ يجب ان نفكر فيه وفي نتائجه، لذلك دعونا نقول أننا نمتلك خيارين الأول أن نعمل ونسعي، والآخر هو ألانعمل، الخيار الأول ينتج عنه تعب ومشقه وعدم ضمان الوصول، والخيار الثاني ينتج عنه راحه وتعب وعدم الوصول.

سأوضح لكم الأمر أكثر، ان سعيت ستتعب من كثرة السعي سيكون الأرهاق في جسدك لكنك ستصل لاحتمالين هو الوصول وعدم الوصول،وعلي النقيض ان لم تسعي سترتاح وتتعب في آن واحد، سيرتاح جسدك لكن عقلك لن يهدأ، ستتأثر نفسيتك بعدم نجاحك، ووقوفك علي المحطة دومًا تشاهد الركاب، وهم يحتفلون بسلامة الوصول، تشاهد العالم تفتخر بنجاحاتها، وانت لم تخوض حرب السعي حتي، ولذلك فتعبك سيكون نفسيًا وهو أكثر ايلامًا من الجسدي، وعندما تفكر في نتائج ما فعلته ستجد ان هنالك نتيجة واحده وهي عدم الوصول.

فمثلًا أن كنت تريد النجاح في عملك، وقررت السعي فالنتيجة ستكون النجاح فعلًا أو عدم النجاح، لكنك ان قررت عدم السعي من المستحيل أن تنجح، ان كانت امتحاناتك قد اقتربت وانت لم تذاكر قط، وقررت المذاكره والسعي، سيكون هنالك احتمالين وهو ان تنجح وان لا تنجح،لكن ان لم تذاكر النتيجة الحتميه هي الرسوب، ان كنت تريد ان تفقد بعض الكيلوغرامات، ستحاول وضع نظام غذائي وتتعب وفي النهايه الإحتمال الأكبر انك ستفقدها، لكن إن لم تفعل ستتعب نفسيتك وستظل كما انت، في كل الحالات سيكون هنالك تعب، لذلك اتعب في الطريق الذي يوجد فيه القليل من الأمل.

واريد أن اذكرك يا عزيزي، انك لست وحدك من تسعي، ولم تلقي نتائج لمجهودك بعد، وانه ان كان السعي طريق صعب فإن عدمه طريق ملئ بالتوهان والتردد، لذلك عليك ان تدرك ان الله يأمرنا بالسعي فقط، والنتائج يجب ان نتركها له، فإن كانت خيرًا فالله يجزي المعروف بالمعروف،وان كانت شرًا سنحاول مرة آخري، سنحاول مدي الحياة فحتي ان لم نصل سيمكننا الشعور بالراحه، سنكون فخورين لأننا حاولنا.

واجابة علي السؤال الأول والثاني لما لا نصل؟ ولما الطريق طويل بهذا القدر؟

لأن المرء لا يشعر بلذة الوصول إن كان الطريق سهلًا.

ولأنه يجب ان نتألم قليلًا لكي نعرف نعمة الشعور بالطمأنينه التي سنصل إليها يومًا ما.

ونصيحة مني لا تقارن نفسك بالأخرين، قارن نفسك بنفسك في اليوم الماضي، لا تقل لما هو قد وصل، لما لا اصبح مثل هذا وذاك، فقد سأل سيدنا آدم الله هذا من قبل في الجنه، عندما جمع الله كل نسل آدم القادم، فرأي سيدنا آدم الفقير والغني، والجميل، والقبيح، والمريض والمُعافي، فتعجب وقال : يا رب لو سويت بين عبادك؟

فقال الله : إني أحببت أن أشكر.

لذلك لا تقارن نفسك بالعالم، فكثيرًا ما نطالب بالعدالة، ونظن أن العدالة تكمن في التسوية، نطالب بالنجاح ونسأل الله لما لا نصل مثل من وصلوا، لكن الله عز وجل يعلمنا بقوله أن الحكمة من عدم وجود السوية التامة بين العالم هو أن الله يحب أن يُشكر، يُحب أن يري الغني الفقير فيقول الحمد لله، أن يري الفقير المريض فيقول الحمد لله، أن يري الناجح الساعي فيحمد لله، وان يري الساعي ابتلاءات غيره فيقول الحمدلله، لذلك تذكر دومًا أن أرزاق الله مكتوبه لكنها توزع علينا بطرق مختلفه، في الأهل، أو في المال، أو الجمال، أو النجاح، وتذكر ان الله اذا احب عبدًا يبتليه، واحمد الله علي ما لديك.

أما عن السؤال الثالث وهو أيعقل أن يري الله سعينا ولا يجازينا ؟فإجابته في كتاب الله

١- {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى}

٢- {لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ}

٣- {فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا}  

قد تُعجبك هذه المشاركات

  • كيف تمارس تقدير الذات من خلال اليوغابعض من تمارين اليوغا التي يمكنك القيام بها لتغذية شعور حب وتقدير الذات من برنامج يوغا استرخائية لحب الذات. كيف تمارس تقدير الذات من خلال …
  •  كيف تكتشف نفسك؟في دواخل كل منا جوانب كثيرة تعبر عن شخصيتنا، بعض هذه الجوانب نظهرها ونتباهى بها ونراهن عليها، كيف تكتشف نفسك؟وبعضها الآخر نخفيه لفترة معينة ثم يظهر بعده…
  • قوة العمل اليوميفي هذه المقالة ستجد معلومات عن قيمة العمل بشكل يومي.تطوير الذات و قوة العمل اليوميقَالَ رَسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: "أحب الأعمال إلى الله أدومها و إن قل."…
  • كيف تصبح شخصاً يحقق انجازاتكيف نصبح اناسًا اكثر انجاز والوصول الى اهدافنا بسرعة قبل ان محقق اهداف الاخرين كيف تصبح شخصاً يحقق انجازاتيسعى كل منا الى تحقيق أهدافه وبهذا نطلق…
  •  فلسفة التغيير" عليك أن تكون أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم "إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْالرعد ، 11 فلسفة ال…
  •  غذاء الروحفي زمن أمسى فيه المجتمع غاصاً بالمادة والإهتمام بها بشكل مفرط دون إعطاء الفرصة للذات بأن تدخل عالم المعنى وتكتشف أرجائه غذاء الروحتعود بي الذاكرة إلى بداية …

إرسال تعليق