كيفية تطوير الذات
الجميع يتفق على ضرورة تطوير الذات والنمو الشخصي، لكن الكيفية والأسلوب غير محددين، فلكل شخص طرق وخطوات مختلفة عن الآخر في تطوير ذاته، وينبغي لمن يواكب التغيير ويسعى لتطوير ذاته أن يجعل له منهجاً لتحديد أهدافه وتنفيذها في أسرع وقت ممكن.
ويمكن التخطيط لتطوير الذات بأساليب متنوعة ومتسلسلة، منها:
1.تحديد المبادئ والقيم
ضروري أن يعمل الإنسان الذي يريد أن يطور ذاته وينمو بشخصيته، على ضبط بوصلته نحو مبادئه وقيمه التي فطره الله عليها، وذلك حتى لا يختلط عليه طريق التغيير فتصبح مسيرته في طريق مختلف عن مبادئه وأصوله التي عاش عليها لفترة طويلة من حياته.
على الإنسان أن يدرك دائماً أن القيم هي نقطة الارتكاز التي تنطلق منها كل عمليات التغيير والتطوير، وهي صمام الأمان الذي يحافظ على توجهات الإنسان ويرسم له طريقه في المستقبل.
2.الأولويات
تحديد أولوياتك قبل البدء في أي خطط تغيير، أفضل ما تقدمه لنفسك خلال مشوارك في النمو الشخصي، فمن خلال جدول أعمال زمني يضاف إليه المهمات التي عليك اتباعها وتنفيذها في وقت محدد، تساعد نفسك في تحقيق الأهداف حسب أولوية كل منها، وهذا يكون معنى الإنجاز الحقيقي، أما العشوائية في إنجاز المهمات ومع إهمال المهم والأهم، فإنها تؤدي إلى خلل في النتيجة، والقيمة النهائية المحصلة.
3.التعلم والخبرات
من أهم ركائز تطوير الذات، هي المقدرة على التعلم واكتساب الخبرات المختلفة في فترة وجيزة، حتى تتمكن من التطوير الحقيقي المطلوب، ذلك لأن التطوير القائم على العلم يعود بالنفع على صاحبه في جميع الأحوال، ويؤدي العلم إلى التحسين المطّرد والملائم في جوانب الشخصية، ومهاراتها، وسلوكها، ويدفعها باستمرار للتجويد بأفضل المتاح وأطيبه.
4.التفكير الإيجابي
يعد التفكير الإيجابي عملية أساسية ملازمة للتطوير والتحسين في الذات، فعندما يكتسب الإنسان صفات إيجابية، تساعده على المضي قدماً نحو أهدافه، فضلاً عن أنها تجعله الشخص المفضل لجميع من حوله، وتفتح له العديد من الفرص المميزة، كما أن التفكير بإيجابية ينعكس على سلوكيات الفرد ومهاراته وواقعه، إذ لا يعرف الإيجابي طريقاً مسدوداً، فالخيارات أمامه مفتوحة، والبدائل بجعبته متعددة.
5.التفاؤل
تظهر فائدة التفاؤل كقيمة نبيلة في تنمية دوافع الإنسان، وتحفيزه على إتمامِ مسيرته وسعيه في تطوير ذاته، وتحقيق أهدافه وطموحاته، وينعكس التفاؤل في استشعار السعادة أثناء العمليات المعتادة لتطوير الذات، والتنمية، والتعلم المستمر.
6.الثقة بالنفس
احترام الذات وتقديرها والثقة فيها، من أول مقومات النجاح الحقيقي، فعندما يبرز الإنسان ثقته بنفسه، يمكنه من تحقيق تقدم وخطوات ناجحة في حياته، لأنه أصبح شخصاً ناضجاً مميزاً يختلف عن كل المحيطين به.
7.التوازن
على الإنسان الذي يطور من ذاته، أن يعمل على تحقيق الترتيب والتوازن، حيث يتمكن من تحقيق طموحاته شيئاً فشيئاً ببناء متناغم ومنظم.
8.المثابرة والتركيز
إن أكثر ما يمنع الإنسان من تطوير ذاته ويحرمه لذَة النجاح والإنجاز هو التسويف، ومن أراد الوصول إلى ما يتمنَّاه وتطلبه نفسه فعليه بالسعي، والعمل، وتركيز الجهود نحو أهدافه دون تخبط أو تشتت، فالإنجاز لا يتحصل دفعة واحدة، وإنما يأتي بمواظبة مرحلية تتحقق فيها مكتسبات أولية تستلزم المثابرة والسعي لإكمال البناء، وتحقيق النجاح الكلي عبر الخطط المرسومة، والتركيز على الأهداف المنشودة.
خطوات تطوير الذات
هناك العديد من أساليب وخطوات تطوير الذات التي يمكن أن تمارسها على نفسك في رحلة نموك الشخصية، حتى تتمكن من أن تصبح شخصاً واعياً وعلى قدر كبير من الإدراك، نحن الآن جمعنا لك أفضل خطوات تطوير الذات وها هي:
1. اقرأ كتاباً كل يوم
الكتب هي مصادر مركزة للحكمة، كلما قرأت المزيد من الكتب، زادت الحكمة التي تعرض نفسك لها، هناك الآلاف من الكتب التي تتحدث عن تطوير الذات والمهارات الشخصية للإنسان، لكن إذا لم تكن هذه الكتب من مفضلاتك، يمكن قراءة أي نوع من الكتب، وتأكد من أنك سوف تستفيد بشتى الطرق.
2. تعلم لغة جديدة
تعلم لغة جديدة هي مهارة جديدة تثقل إدراكك وتفكيرك وتوسع مداركك، لأنها لا تمكنك من تعلم كلمات ومصطلحات جديدة فحسب، بل تعلم ثقافة شعوب جديدة أيضاً ومختلفة عنك، وهذا في حد ذاته تجربة رائعة لتطوير الذات.
3. اختر هواية جديدة
بخلاف هواياتك المفضلة المعتادة، هل هناك شيء جديد يمكنك التعرف عليه؟ أي رياضة جديدة يمكنك تعلمها؟ يمكن أن تكون هوايتك الجديدة أيضاً هواية ترفيهية، مثل صناعة الفخار، أو الطبخ، أو الرقص أو تصميم الويب وما إلى ذلك.
4. احصل على دورة تدريبية.
هل هناك أي دورة جديدة يمكنك الانضمام إليها؟ الدورات هي طريقة رائعة لاكتساب معرفة ومهارات جديدة، ليس من الضروري أن تكون دورة طويلة الأمد، فالندوات أو ورش العمل تخدم غرضها أيضاً.
يجب على أي شخص يريد أن يكون متعلماً أكثر ذكاءً، أن يأخذ هذه الدورات أو الورش على الأقل لمدة 20 دقيقة، لأنها سوف تطلق شرارة عبقرية التعلم بداخلك، وسيساعد ذلك في زيادة قدرتك على التعلم واكتساب أي مهارة بشكل أسرع.
5. إنشاء أماكن ملهمة
بيئتك المزاجية لها تأثير كبير على تطوير ذاتك، فإذا كنت تعمل أو تدرس في مكان وبيئة ملهمة، بالتأكيد ستكون هي مصدر إلهامك كل يوم، وسوف تدفعك إلى تعلم المزيد والانفتاح على كل ما هو جديد بشغف متجدد.
6. تغلب على مخاوفك
كل منا لديه مخاوف، الخوف من عدم اليقين، الخوف من التحدث أمام الجمهور، الخوف من المخاطرة، كل مخاوفنا تبقينا في نفس الموقف وتمنعنا من النمو.
اعلم أن مخاوفك تعكس المجالات التي يمكنك أن تنمو فيها، فكر دائماً في المخاوف على أنها بوصلة للنمو، وإذا كان لديك خوف من شيء ما، فإنه يمثل تحدياً جديداً لك لا بد من التطرق إليه ومعالجته، ليساعدك ذلك على النمو والتطور.
7. استيقظ مبكراً
العديد من الأشخاص الناجحين والملهمين حول العالم، يتفقون على خطوة الاستيقاظ مبكراً، إذا كنت تريد أن تكون شخصاً ناجحاً في حياتك، لتحسين إنتاجيتك ونوعية حياتك.
قد يعود السبب هو أنه عندما تستيقظ مبكراً، فإن عقليتك جاهزة بالفعل لمواصلة الزخم والعيش بشكل استباقي في يومك.
8. روتين تمرين أسبوعي
من الأفضل أن تبدأ في أن تكون في حالة بدنية أفضل، لذلك عليك الالتزام بروتين تمرين أسبوعي على الأقل، حتى تتمكن من تحقيق أهدافك، حتى لو كنت تتمتع بجسد رشيق ولا تحتاج إلى إجراء تمارين لتخفيف الوزن، لكنك بالتأكيد تحتاج إلى تمارين صباحية حتى تجعلك أكثر نشاطاً وتقبلاً لليوم.
9.اعترف بعيوبك
كل شخص لديه عيوب، الأهم هو فهمها والاعتراف بها والتعامل معها، لذلك عليك سؤال نفسك: «ما هي العيوب التي يمكنك العمل عليها الآن؟ كيف تريد معالجتها؟».
10.ابدأ العمل
أفضل طريقة للتعلم والتحسين هي اتخاذ الإجراءات اللازمة، الانتظار لا ينجز أي شيء، يمنحك اتخاذ الإجراءات نتائج فورية للتعلم منها.
11. تعلم من الأشخاص الذين يلهمونك
فكر في الأشخاص الذين تحبهم، الأشخاص الذين يلهمونك، يعكس هؤلاء الأشخاص صفات معينة تريد أن تمتلكها لنفسك أيضاً.
12.تجنب الأشخاص السلبيين.
أينما ذهبنا، لا بد أن يكون هناك أشخاص سلبيون، لا تقضي الكثير من وقتك حولهم إذا شعرت أنهم يجرونك إلى أسفل.
13. تعلم كيفية التعامل مع الناس
هناك أوقات يوجد فيها أشخاص سيئون لا يمكنك تجنبهم مثل مكان عملك أو عندما يكون الشخص جزءاً من دائرة معارفك الداخلية، تعلم كيف تتعامل معهم، وألا تجعلهم يؤثرون عليك في حياتك الشخصية والمهنية.
14.توقف عن مشاهدة التلفاز
حاول أن تقلل من وقت مشاهدة التلفاز، لأنه لا يقدم لك الوعي الكافي، بل العكس هو يحاول أن يسيطر على أفكارك وغرائزك طوال الوقت، من خلال الإعلانات التجارية أو البرامج التلفزيونية الموجهة لصالح معين.
في المقابل، يتم الآن استخدام الوقت الذي حررته من عدم مشاهدة التلفزيون بشكل بنّاء لأغراض أخرى، مثل التواصل مع الأصدقاء المقربين، والقيام بالعمل الذي تستمتع به، والتمارين الرياضية، القراءة، وما إلى ذلك.
15. ابدأ تحدياً لمدة 30 يوماً
حدد هدفاً وامنح نفسك 30 يوماً لتحقيق ذلك، يمكن أن يكون هدفك هو التمسك بعادة جديدة أو شيء لطالما أردت فعله ولكنك لم تفعله.
30 يوماً هي وقت كافٍ فقط لوضع الاستراتيجيات والتخطيط والبدء في العمل والمراجعة وتحديد الهدف.
16.تأمل
يساعد التأمل على تهدئتك وزيادة وعيك، خاصة إذا كان تأملك في الساعات الصباحية المبكرة أو الساعات الليلية قبل النوم مباشرة، فالأولى تساعدك على التركيز والحماس للاستعداد لليوم، والثانية تمنحك نوماً عميقاً وتقلل من الفوضى الداخلية لديك.