أحدث المواضيع

نقلة زمنية من فتى الكاراتيه إلى كوبرا كاي

في كوبرا كاي عودة غير عادية لشخصيتين مبدعتين، بالأصل خصمان لدودان من سلسلة أفلام The Karate Kid الأسطورية.

نقلة زمنية من فتى الكاراتيه إلى كوبرا كاي

 نقلة زمنية من فتى الكاراتيه إلى كوبرا كاي

في كوبرا كاي عودة غير عادية لشخصيتين مبدعتين، بالأصل خصمان لدودان من سلسلة أفلام The Karate Kid الأسطورية.

 نقلة زمنية من فتى الكاراتيه إلى كوبرا كاي

بعد أكثر من 30 عاماً من أحداث بطولة All Valley Karate لعام 1984 يعود دانيال لارسو (رالف ماتشيو) الذي يعيش الآن في تلال إنسينو الغنية حياة يُحسد عليها. بالمقابل اتخذ خصمه الثري في المدرسة الثانوية جوني لورانس (ويليام زابكا) منعطفًا صخرياً، لكنه يسعى للخلاص من خلال إعادة فتح كوبرا كاي كاراتيه دوجو، فتتشابك حياتهما مرة أخرى ويشتعل التنافس مجددًا، ما يؤدي إلى ظهور الجيل القادم من "أطفال الكاراتيه".

اعتدنا مؤخراً من هوليوود على نهج إعادة انتاج واحياء شخصيات تتمتع بشعبية عالية في السينما والمسلسلات الكلاسيكية خاصة لشخصيات الثمانينات والتسعينات مثل أبطال سلاحف النينجا وباور رينجرز وغيرهم، مع ذلك تمكّن القليل منها ربما من تحقيق النجاح المرجو، لكني شخصياً لم أتابع حتى الآن احياءً لأفلام سينمائية في قالب مسلسلات بالطريقة الذكية التي تم خلالها احياء قصة معروفة مثل فتى الكاراتيه دانييل الفتى المستضعف الذي وضع حدّا لظلم جوني من خلال فن القتال والدفاع عن النفس "الكاراتيه" والتي نالت اعجاب جيل الثمانيات والتسعينات في قالب مسلسل كوبرا كاي بكل أجزائه المتوفرة حالياً على Netflix.

عودة للبداية:-

في طفولني شكّل هذا الفيلم بأجزائه الثلاثة بالنسبة لي أحد أهم الأفلام تجسيداً لفكرة انتصار الخير على الشر في المحصلة النهائية. وهذه هي النهاية التي نتوق إليها جميعاً، فالنهايات من هذا النوع هي أمل لنا عندما نقبع تحت طائلة الظلم بشتى أشكاله.

قد يُثير استغراب البعض أن هذا الفيلم يستحوذ على اعجاب الفتيات مثلي آنذاك خاصة أن فنون القتال والدفاع عن النفس تستحوذ على اهتمام الذكور إجمالاً، لكن القيم التي عرضها الفيلم نالت استحسان كثير من الفتيات خاصة من خلال فتى يتيم فقير يعيش وحده مع والدته، يتعرض للتنمر في المدرسة، ويتلقى فنون الدفاع عن نفسه من شخصية رجل ياباني وقور مثل السيد مياغي (بات موريتا) الذي دعمه بالاتجاه الصحيح وشكّل عنصراً مهماً فعّالاً في حياته كمرشد له، وكأنه بديلاً للأب الذي رحل باكراً في طفولته، وقام السيد مياغي بغرس قيماً مهمة في حياته، فمهما تعثر وساءت أحواله كانت القيم تقوده دوماً لايجاد التوازن داخله، وهذا شيء إنساني يوحد الذكورة والانوثة. وهذه أهم عناصر الجذب لمثل هذا النوع من الدراما بالنسبة لي.

جاء المسلسل مع القصة القديمة وبعد كل هذه السنوات ليعرض مجدداً مشاهد عصرية تمثل الخير والشر بذكاء، فهو يخلق داخلنا وجهات نظر جديدة لهذا الصراع الأزلي، ولنجدد نظرتنا للآخرين، فمهما بدو لنا سيئين سنجد الخير فيهم من زوايا مختلفة، وهذا يدفعنا لا شعورياً لمحاولة فهم أعمق لمنبع وسبب الشر. المشاهد المشتركة لدانييل وجوني كانت مثيرة ومؤثرة؛ فمرةً تنجر لتشعر مع دانييل ضد جوني ومرة أخرى العكس. صحيح أن المسلسل تعامل مع الذكورة بشكلها السام العنيف في مشاهد عراك أجدها مثيرة ومبالغ بها خاصة في المدرسة دون قدرة المعلمين على التدخل، لكن العبرة أنها تعكس شئياً ما في الواقع. ومن الذكاء أنه أدخل العنصر الأنثوي في هذا الفن. فابنة دانييل تتلقى أيضاً من والدها تعاليم وفنون هذا الفن القتالي، ونجد أنها تأثرث بنفس القيم التي تلقاها والدها من معلمه ومرشده السيد مياغي، وهنا سر المرشد الحقيقي في الحياة.

الشخصية المحورية في الفيلم كانت دانييل، لكن في المسلسل نجد أن المهيمن هو جوني كشخصية رئيسية، ولكن ذلك لا يرفعه مطلقاً لمرتبة البطل، فالنقطة المهمة في القصة هي كيف اختبر جوني قصة هزيمته. يركز المسلسل في بدايته على جوانب جوني الطالب النموذجي السابق لكوبرا كاي دوجو السيئة السمعة في الماضي والتي تم الغاء اشتراكها في المباريات، وكيف أصبح في الواقع الآن: رجل خاسر لكل جوانب حياته فهو سكّير فاشل مهنياً، وحيد في شقة متداعية، أباً لا يعرف كيف يجد طريقة إلى دور الأبوّة ولا يتمكن من التواصل مع ابنه المراهق. ولكن هناك جوانب مهمة جيدة في شخصيته؛ فهو يتدخل بفعل الصدفة لانقاذ الفتى ميغيل الخجول الذي يتعرض للتنمر أيضاً من رفاقه في المدرسة ولنجد في الشجار أن جوني ما زال يتمتع بحب الكاراتيه واللياقة الجسدية. وتبدأ رحلة التغيير مع ميغيل الذي يود تعلم الدفاع عن نفسه ويعيد جوني فتح دوجو كوبرا كاي بشعاره (لا رحمة).ونتعرف في الحلقات الأولى لأول جزء على زوج أمه لجوني، الرجل الثري المهيمن الذي لم يعامل جوني كطفل بل كخاسر وعاجز ، هذه المعاملة شكّلت الدافع لجوني وراء رغبته لاثبات نفسه فالتحق بكوبرا كاي بالماضي.

هذه الخلفية في دراما المسلسل كانت مهمة جداً، وتم تجسيدها بذكاء فأصبح المُشاهد يجد نفسه متعاطفاً مع الحالة المأساوية لجوني، لكن ذلك لا يعني تقبل أفعاله، المهم في العملية أن هذه الأفعال قابلة للفهم. ومع ذلك نجد أن الهزيمة ما زالت تلاحق جوني حتى بعد عقود من الزمن، وتجد أن جوني شخصية محورية معقدة، فعندما تشاهد جوني ودانييل تشعر أن تنافس الثمانينات لم ينته أبداً. فدانييل الشاب المتعاطف ذو نيّة حسنة ورجل أعمال محبوب وصالح وناجح مهنياً وعائلياً وعلى كل الأصعدة، لكنه يفترض النوايا السيئة عندما يُعاد فتح كوبرا كاي ليشتعل التنافس القديم مجدداً وسيرغب دانييل أيضاً نقل قيمه وخبرته في الكاراتيه إلى أتباعه الذين يرغبون تعلم أسلوبه. لكن دانييل مثل جوني يتعثر بالزمن ويجد أن أسلوبه القديم لا يتماشى مع عصر الشباب الحالي ولا يثير حماستهم، جوني بخلافه ما زال لديه القدرة على إثارة حماس طلابه ما يثير حماسة آخرين يودون الالتحاق معه وتعلم أسلوبه. هذا الأسلوب الأمريكي العصري في إثارة الحماس.ومع ذلك لا يتصرف المراهقون في كوبرا كاي كما هو متوقع أو كما يأملون جميعاً، فهناك مستضعفين تحوّلوا إلى حزم مثيرة للاشمئزاز يبحثون عن حل المشاكل بالعنف وتحت شعار (لا رحمة)!

مقارنة الأمس باليوم

يتيح المسلسل الفرصة لفتيات وفتيان الثمانينات والتسعينات اجراء مقارنة لا شعورية بين عالم الماضي وواقع اليوم، أين كانوا وكيف تطوروا؟ هل حققوا نجاحات لهم في مسيرتهم المهنية وحياتهم الشخصية. ما هي القيم التي تلقوها في الماضي وكيف كان تأثيرها على الحاضر؟ من هو المرشد أو الملهم أو المعلم وكيف تؤثر أفكاره علينا وعلى الأجيال اللاحقة؟ المسلسل تمكّن حسب رأيي من كسب جمهوره القديم لفتى الكاراتيه والجمهور الجديد من أجيال المراهقين والشباب. وأظهر إمكانات الممثلين الكامنة في أبطال طفولتنا ومراهقتنا، لأن دانييل ليس فقط ذاك الفتى المحبوب الفقير، وجوني ليس فقط مجرد ذلك الشاب الثري مفتول العضلات.

مشاهدة ممتعة لمن لم يشاهد المسلسل وأتمنى مِن مَن شاهده أن يكتب في التعليقات رأيه فيه

برجاء الإنتظار قليلا والإستمتاع بمشاهدة الفيديو

مجلة الأستاذة

للمشاهدة باليوتيوب اضغط على الزر اسفل.
إذا لم يتم تنزيله تلقائيًا ، فيرجى النقر على إعادة التنزيل. وإذا كان الرابط معطلاً ، فيرجى الإبلاغ عبر صفحة نموذج الاتصال في هذه المدونة.
شاهد مواضيع مميزة قد تهمك ايضا

إرسال تعليق