![]() |
| تفسير الرجال قوامون على النساء |
يتعين على كل مسلم أن يعي حقيقة التفضيل الذي أقره الله عز وجل بين الرجل والمرأة في بعض المجالات، وأن يدرك في الوقت ذاته أن هذا التفضيل يتبادل بينهما بحسب الدور والوظيفة التي خلقهما الله لأدائها. الآية القرآنية الكريمة في قوله تعالى: *"الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم"* لا تشير إلى تفضيل مطلق للرجل على المرأة كما يظن البعض، بل تسلط الضوء على جانب الإنفاق الذي يُمنح للرجل كمسؤولية.
معنى القوامة:
القوامة تعني القيام على الشيء بالرعاية، الحماية، والإصلاح. وقد ذكرها الله سبحانه وتعالى في سياقٍ محدد لأسباب رئيسية:
1. **الفضل الإلهي:** المولى عز وجل أعطى الرجل قدرات عقلية وبصيرة أوسع في بعض الجوانب مقارنة بالمرأة، جعل منه الأنبياء والخلفاء والقيادات، وزاد نصيبه في الميراث، ووضع الطلاق والانتساب إليه.
2. **المسؤولية المالية:** الرجل مُكلف بالسعي والعمل لكسب المال والإنفاق على زوجته.
السبب الثاني، أي الإنفاق، يُعتبر عمود القوامة؛ فإذا تخلى الرجل عن أداء هذا الدور، يسقط عنه حق القوامة، ويحق للمرأة فسخ عقد النكاح بالطرق المشروعة. إذن ليس المقصود بالتفضيل ذكر جنس على جنس، بل إشارة إلى الوظيفة المسؤول عنها كل فرد وفق الطبيعة الإلهية التي خلقه الله بها.
ومن المفهوم أن التفضيل هنا متعلق بالوظائف التي يقوم بها كل من الرجل والمرأة وليس مقارنة عامة بينهما. فقد نجد نساء يتفوقن على الرجال في العلم، الدين، الرأي والعمل. القوامة للرجل تأتي من دوره في الكد والعمل والتعب لتوفير احتياجات أسرته، وهي مهمة لا تتوافق مع طبيعة المرأة التي تقابلها بدورها وظيفتها الخاصة مثل الحمل والولادة ومهام أخرى فطرية.
تكامل الأدوار:
الرجل والمرأة ليسا متنافسين يمكن مقارنة أحدهما بالآخر؛ فكلاهما خلق لأداء وظيفة تكمل الأخرى. هذا الاختلاف لا يعني تفوق أحدهما بل يدل على التكامل بينهما. وبالتالي ينبغي على الرجل فهم القوامة كمسؤولية تستوجب منه بذل الكد والسعي لحماية ورعاية زوجته، وليس النظر إليها كسلطة أو تفوق يعتمد على إصدار الأوامر فقط.
ختاماً، يجب أن يدرك كل طرف دوره في بناء العلاقة الزوجية المتوازنة، القائمة على الاحترام المتبادل والتعاون لتحقيق الهدف المشترك الذي شرعه الله لهما معاً.

تعليقات
إرسال تعليق