مرحبا صديقي.. اسمح لي أن أثرثر كلما احتجتُ ذلك.. فأنت المستمع الجيّد.. وأنا الثرثار الذي يملك الكثير لقوله ويصمت عنه.. ثمّ يفجّر ذلك في خواطرٍ يكتبها لك!
ثرثرة لصديق..
مرحبا يا صديقي❤..
هل تسمح لي أن أكتب هنا وأن أضع الحروف كما هي.. أي كما ستُكتب لأول مرةّ؟
أتأذن لي؟
حسنا سأبدأ.. شكرا لك..
"أعلمُ أن الدراسة قد حالت بيننا، وربما جعلت أحدنا يتعثر ويسقط ويبكي وينهار دون علم الآخر..
وأنه لا وقت لكلّ هذا ولا توجد مساحة كافية للتعبير..
أتفهم ذلك..
أستوعب حجم هذه السنة الدراسية..
حجمها ضئيل جدا يا صديقي.. وإنها كمثلها من السنين التي مضت..
لكنّ آبائنا وأصدقائنا وأقاربنا والعالم أجمع من حولنا منحها حجما زائدا مزيّفا.. وحملنا نحن الوزر!
هذه السنة الدراسية التي ستخلّف فينا ذكريات.. لا أظنني سننساها..
أتعلمين لماذا؟
لأنها السنة الختام لإثني عشر عاما من الكدّ والمدرسة..
هذه السنة يا صديقي مميّزة.. تحتفل بتميّزها على حسابنا..
تأخذُ من دموعنا وأوزاننا وتعبنا وشهيتنا وعلاقاتنا.. وربّما من آمالنا أيضا...
أدري أن الواحد منّا يخوض حربه بمفرده.. على الرغم من أننا نخوض الحرب ذاتها..
وأنّه لا يسعني أن أذكر لكِ كم صار الكلام باهتا مع الحديث مع من هم سواك..
لأن الكلام يحلو بكِ ومعكِ..
أتعلم صديقي؟
نحن طلاب العلم سيكافئنا الله..
سيكافئنا لأننا نبتغي وجهه ونطلب العلم وننزع عنا الجهل ونقضي أوقاتا لوحدنا مع كتبنا ونشتاق لأحبتنا بصمت..
لا شكّ أن هذه السنة لها هيبتها الّتي طغت على بقية الأشياء من حولنا حتى صار لا وجود لها في حياتنا ولا طعم لها ولا ذوق ولا رائحة.. ولا أي شيء!...
الشّاي هنا معي.. أشربه كلما جلست مع هذه الكتب الصمّاء.. بعد أن امتنعت عن شرب القهوة التي كادت تقضي علي!
إنّي يا صديقي.. أشتاق..
أشتاق الكتابة وقلمي..
لم يعد لهما البريق الذي اعدته..
لم تعد تلفتني المسابقات الأدبية..
أقول في نفسي: هذا أفضل؛ فيجب أن أبذل جهدي الآن في دراستي.. تأتي المسابقات وتنتهي ويأتي غيرها.. أما هذا عامٌ يجب أن يأتي لمرّة واحدة ولا يعود..
أحاول اقناع نفسي أنّ الكتابة فقدت بريقها بسبب هذا العام الدراسي..
لكنّني أجزم أن حروفي تشتاق إليكِ..
وتشتاقُ أن تقرئيها بعينيكِ أنتِ..
فهي لا يهمّها أحدا مثلكِ..
الآن خرجت كلماتي مندفعة مسرعة إليكِ..
فاعذريني إن سبّبتْ لكِ الفوضى..
الأمر كلّه أنها..
تشتاقُ إليكِ❤..
