.webp "منهجية التعلَم (الجزء الأول)")
منهجية التعلَم (الجزء الأول)
لماذا أنفر بسرعة من عملية التعلًم ؟ كيف أتمكًن من فهم هذه المعادلة الصَّعبة ؟ هل هناك وصفة سحرية أو تمشي معين يخوَل لي تعلم ما عسر عليَّ تعلَّمه ؟
منهجية التعلَم (الجزء الأول)
كثيرا ما يتبادر لأذهاننا هذه التساؤلات و ترى كثيرا منا يسعى جاهدا في البحث لعله يعثر على ما يرومه من أجوبة.
سنحاول في مجموعة من التدوينات الكشف عن مجموعة من التقنيات التي من خلالها سنتمكن إن شاء الله من تعلم أي محتوى علمي و إن عسر أو استعصى تعلَمه.
قاعدة المبادئ الأولى:
عملية التعلم تشبه في سيرورتها نمو الشجرة، إذ أن الشجرة تقوم على الجذور ثم الجذع ثم الأغصان و الأوراق، فمن البديهي إرتباط وجود الأوراق بضرورة وجود الجذور، كما هو الحال في عملية التعلم فلا يمكن للإنسان إتقان علم دونما أن يتقن حيثياته و أسسه. على سبيل المثال لا يمكننا أن نفهم ماهية المركب ما إن لم نفهم ماهية الذرة و لا يمكننا أن نفهم ماهية الذرَة ما إن لم نفهم ماهية النواة و هكذا دواليك. إذن فمن الضروري للمتعلم أن يدرس أساسيات المحتوى العلمي المراد تعلمه و التنقل من ما هو "عام" إلى ماهو "حقيقة أساسية" ليصل لمرحلة الإتقان, و في هذا السياق يقول إيلون ماسك : "من المهم أن تنظر إلى المعرفة كشجرة. تأكد من أن تفهم المبادئ الجوهرية، أي جذع الشجرة وغصونها الكبيرة، قبل الانتقال إلى الأوراق (التفاصيل)، وإلا لن يكون لهذه الأوراق ما تتثبت عليه"
التعلَم بالتّشبيه :
يمكن أن يكون التعلم بالتَّشبيه طريقة فعالة لإستنباط العلاقات المألوفة مع المواد الجديدة. لا تساعد هذه الطريقة المتعلم فقط على فهم بنية المواد الجديدة من حيث ما يعرفه بالفعل ، بل تمكَنه أيضًا من المساعدة في لفت الانتباه إلى الميزات الرئيسية والحدود المفاهيمية للمادة الجديدة التي يتم تعلمها.
على سبيل المثال، في تشبيه الدورة الدموية بالسَباكة ، قد يقوم الطلاَب أولاً بمماثلة الحقائق المعروفة بأن المضخَة تتسبَب في تدفق الماء عبر الأنابيب مع حقيقة أن القلب يتسبَب في تدفَق الدَم عبر الأوردة. بالنظر إلى هذا التَّشبيه، يمكن للمتعلَّم أن يحمل استنتاجات إضافية: على سبيل المثال ، تلك اللويحة في الأوردة تجبر القلب على العمل بجدية أكبر ، تمامًا كما تتطلب الأنابيب الضيقة المضخة للعمل بجدية أكبر.
سنكمل مع بقية التقنيّات في التدوينات المقبلة إن شاء الله.
