![]() |
| قصة أصحمة النجاشي ملك الحبشة مع رسول الله |
الملك النجاشي هو أحد الحكام الذين حكموا الحبشة، وقد وصف رسول الله ذلك الملك بـ "الملك الصالح"؛ نظرًا لما عُرف عنه من عدل وصلاح.
قصة أصحمة النجاشي ملك الحبشة مع رسول الله
النجاشي
النجاشي أصحمة بن أبجر، كان من ملوك الحبشة، وهو الملك الذي أقام صلة بالمسلمين في أيام الرسول. وردت رسائل متبادلة كثيرة بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم. عُرف عن هذا الملك بأنه كان ملكًا عادلاً لا يظلم، وقد تولى عرش الحكم بعد وفاة عمه. امتدت سيرته العطرة لتتجاوز حدود الحبشة إلى مختلف البلدان المجاورة. بناءً على هذه السيرة الطيبة، أقام علاقات جيدة مع المسلمين.
رسالة رسول الله إلى النجاشي
"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ من محمد رسول الله إلى النجاشي عظيم الحبشة. أسلم أنت، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن، وأشهد أن عيسى ابن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيبة الحصينة، فحملت بعيسى، فخلقه الله من روحه ونفخه كما خلق آدم بيده، وإني أدعوك إلى الله وحده لا شريك له، والموالاة على طاعته، وأن تتبعني وتؤمن بالذي جاءني، فإني رسول الله، وإني أدعوك وجنودك إلى الله عز وجل، وقد بلغت ونصحت، فاقبلوا نصيحتي، والسلام على من اتبع الهدى". وصلت هذه الرسالة عن طريق جعفر بن أبي طالب، ابن عم رسول الله.
رد النجاشي على رسول الله
"بسم الله الرحمن الرحيم، إلى محمد رسول الله، من النجاشي الأصحم بن أبجر. سلام عليك يا نبي الله، ورحمة الله وبركاته، من الله الذي لا إله إلا هو، الذي هداني إلى الإسلام. أما بعد، فقد بلغني كتابك يا رسول الله، فيما ذكرت من أمر عيسى، فورب السماء والأرض، إن عيسى ما يزيد على ما ذكرت شيئًا، إنه كما قلت، وقد عرفنا ما بعثت به إلينا، وقد قرأنا ابن عمك وأصحابه، فأشهد أنك رسول الله صادقًا مصدقًا، وقد بايعتك وبايعت ابن عمك، وأسلمت على يديه لله رب العالمين، وقد بعثت إليك بابني أرهَا بن الأصحم بن أبجر، فإني لا أملك إلا نفسي، وإن شئت أن آتيك فعلت يا رسول الله، فإني أشهد أن ما تقول حق، والسلام عليك يا رسول الله".
النجاشي والمسلمون
– منذ وصول جعفر بن أبي طالب إلى النجاشي، كان النجاشي خير معين للمسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة، هربًا من الاضطهاد الذي تعرضوا له من قبل المشركين. بالفعل، بقي العديد من المسلمين في الحبشة حتى موعد الهجرة النبوية المشرفة. كان كريمًا جدًا مع المسلمين، لدرجة أنه نصح رسول الله بترك مكة والذهاب إلى الحبشة. كما كانت مواقف النجاشي مع المسلمين سببًا في إسلام عمرو بن العاص.
– موقف عمرو بن العاص من النجاشي قبل إسلامه: ذهب إلى النجاشي بالهدايا طالبًا منه تسليم المسلمين إليه. لكن النجاشي رفض تسليمهم قبل أن يستمع إليهم وإلى رغباتهم. عندما حضر جعفر بن أبي طالب، فهم النجاشي أنه لم يأتِ بالخير، وكان هذا الموقف النبيل سببًا في إسلام عمرو بن العاص.
– ذكر البيهقي وابن كثير وغيرهم تفاصيل ما دار بين المسلمين والنجاشي، وتلبية طلبه لرسول الله، وإرساله لأم المؤمنين حبيبة. حتى أنه عندما توفي، رثاه رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً: "مات اليوم رجل صالح، فقوموا فصلوا على أخيكم أصحمة". وبالفعل صلى عليه صلاة الغائب.
شاهد ايضا
.webp)
تعليقات
إرسال تعليق