القائمة الرئيسية

الصفحات

بالفيديو | كيف مات النبي يحيى ، من قطع رأسه ؟وما السبب المدهش وراء ذلك وماذا حدث في النهاية؟

The-story-of-the-killing-of-our-master-Yahya,-peace-be-upon-him
قصة مقتل سيدنا يحيى عليه السلام

  قصة يحيى عليه السلام، المعروفة في الغرب بيوحنا المعمدان، مع سالومي، تُعدّ حكاية خالدة ألهمت الأدباء والشعراء، على الرغم من قسوتها وفظاعتها، وتستحق الدراسة بعناية منذ البداية.

قصة هيرودس وهيروديا

حكم الشام حاكم روماني يُدعى "هيرودس"، وكان وثنياً شريراً. وكان لأخيه فيليبس زوجة جميلة اسمها هيروديا، وكانت في غاية الجمال. عشق هيرودس زوجة أخيه، وتبادلا الحب والشهوة، مما أشعل نيران هذا العشق.


ولكن، ظلّ سؤال واحد يؤرق هيرودس: كيف يتصرّف وهي زوجة أخيه؟ لا يستطيع مقابلتها إلا في لحظات خاطفة كالسرقة. فبدأ هو وهيروديا في التفكير والتدبير، حتى توصلا إلى خطة: يجب التخلص من الزوج. شجّعتها هيروديا على ذلك، فقد استحوذت عليها الرذيلة من رأسها إلى قدميها. واستقر الأمر على سجن فيليبس حتى ينفرد هيرودس بزوجته.


وفي الليلة الموعودة، تسلل أعوان هيرودس في الظلام، ودخلوا مخدع فيليبس، وألقوا القبض عليه وقيّدوه، ثم اقتادوه إلى السجن. وما أن أشرق الصباح، حتى كانت هيروديا في أحضان هيرودس دون رقيب، بل جلست بجانبه على العرش أمام الجميع. انتشر الخبر في المدينة، فاستنكر الناس ذلك، ولكنهم لم يجرؤوا على البوح.


علاقة يحيى عليه السلام بهيرودس وهيروديا

أما يحيى عليه السلام، النبي التقي الذي كان يدعو إلى الله، ويبشر بقرب مجيء المسيح لمخلص البشرية من الشرور، فقد غضب غضباً شديداً. أخذ يقول: "هيروديا لا تحل له، لأنها زوجة أخيه وأخوه حيّ". واشتد في تقريعها، وكان في كل لقاء ببني إسرائيل يعلن سخطه على فعلة هيرودس وزوجة أخيه.


بلغ هيرودس خبر ما يقوله يحيى فغضب، ولكنه لم يجرؤ على إيذائه خشية ثورة الشعب عليه، فهو نبي يحبه قومه. ولكن حقد هيروديا على يحيى ازداد يوماً بعد يوم، فبدأت تحرض هيرودس على قتله. إلا أنه لم يستجب، بل كان يهدئ من روعها. فكر هيرودس أنه إذا قتل فيليبس سيهدأ غضب يحيى، وسيكون الأمر طبيعياً. وأسرع بتنفيذ ذلك، وأمر جلاده بذلك، وما أن طلع الصباح حتى تحول زوج هيروديا إلى جثة هامدة.


اشتد هجوم يحيى عليه السلام على الملك وعشيقته، ووصفها بالقاتلة الفاجرة، وحرض على قتلها، فثارت هيروديا وغضبت وطلبت من عشيقها أن يبطش به، وإلا فسوف تتركه. فأمر الملك بسجنه، ولكنه لم يجرؤ على قتله. كان لهيروديا ابنة فائقة الجمال تُدعى سالومي، وقد أغراها جمالها وسحرها، ولم تهتم بما حصل لأبيها لأنها كأمها تحب نفسها فقط، وفرحت بانتقالها إلى قصر هيرودس، لتلهو وتمرح.


علاقة يحيى عليه السلام بسالومي ابنة هيروديا

وفي أحد الأيام، كانت سالومي تتجول في باحات القصر، فاقتربت من السجن دون علم، فسمعت صوتاً عذباً عميقاً. سألت عن مصدر الصوت فأخبروها أنه صوت يحيى النبي المسجون بسبب انتقاده لأمها والملك، وتحريضه الناس عليهما. دفعها الفضول لرؤية هذا النبي الذي تجرأ عليهما.


طلبت من الحراس الدخول إليه، ففتحوا لها الباب. وجدت شاباً رائع الجمال، مما جعلها تقع في حبه. اقتربت منه وبدأت تتأمله، فرفع رأسه ورآها، فاستغرب وجودها، وسألها من أنت؟ فأجابت: "أنا سالومي ابنة هيروديا ملكة البلاد". فقال لها: "ابتعدي عني، فقد ملأت أمك الأرض عصياناً".


دنت منه، وحاولت لمسه وتقبيله، لكن يحيى هرب منها وقال: "اخرجي أيتها الملعونة سالومي، أنت كأمك". أصيبت سالومي بإحباط شديد، وتحول حبها إلى حقد ورغبة في الانتقام.


قصة مقتل يحيى عليه السلام وطبق الفضة

وفي يوم العيد، أقبل الأشراف وكبار الدولة للاحتفال. كانت سالومي جالسة حزينة. لاحظ هيرودس ذلك، فقال لها: "اشربي حتى يذهب عنك الحزن". فأجابته: "لا أرغب في الشرب". فقال لها: "إذن قومي وارقصي". قالت: "لا أريد". فقال مغرياً: "إذا قمتِ، أعطيتك ما تشائين". فخطر ببالها الانتقام من يحيى عن طريق الملك. قالت: "أقسم". قال: "أقسم لكِ يا سالومي بآلهتي". فرحت سالومي، وقامت لترقص رقصتها الماجنة. وبعد انتهائها، قال هيرودس: "اطلبي ما تشائين". صمتت، ثم أجابت: "أريد رأس يحيى على طبق فضة".


خاف، وقال: "لا يا سالومي، لا تسأليني ذلك". لكنها أصرت، وأيدتها أمها هيروديا، فما وجد هيرودس بداً من تلبية طلبها، فأمر الجلاد بذلك، وما هي إلا لحظات حتى عاد الجلاد برأس يحيى في طبق فضي. أمسكت سالومي بالطبق، وقبلت الرأس الدامي بشهوانية. استشهد يحيى، ولكن كلماته ظلت تتردد في القصر والمدينة.


ما حدث بعد مقتل يحيى عليه السلام

ذُكر في بعض الروايات إصابة هيرودس بالجنون، وسماعه صوت يحيى حتى بعد موته، وانتحار سالومي ندماً على فعلتها. أخذ تلاميذ يوحنا (يحيى) جثته ودفنوها، ثم أخبروا المسيح عيسى بمقتله.


حزن المسيح بشدة، وقال: "لم يقم في مواليد النساء من هو أعظم منه". سُميت المنطقة التي شهدت هذه المأساة، أو "يوحنا المعمدان"، كما يسميه أهل الكتاب، برقصة سالومي القاتلة في قلعة مكاور، التي تقع على "جبل مكاور" في جبل بني حميدة جنوب غرب محافظة مادبا.


وعلى بعد حوالي 30 كيلومتراً منها تقع بين زرقاء ماعين وشرق البحر الميت، ولم يتبق منها سوى آثار مثل بقايا القصر، والكنائس، والأقنية، والأعمدة، والساحات، والحجارة الضخمة، والفسيفساء.


تعليقات

ليصلك كل جديد تابعنا بالضغط على الصورة

اضغط لمشاهدة الفيديو