قد تمنى الدولة أو المنطقة التي يعمل فيها المعد بكارثة من الكوارث الطبيعية، كالفيضانات أو الهزات الأرضية أو حمم بركانية متدفقة أو حتى وباء مرضي معين.
الفرق بين برامج الكوارث وبرامج الحداد العام فى الوسائل الاعلامية
برامج الكوارث
وتكون أجهزة الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية في الغالب متفرغة لمثل هذا الحدث، مما يضع ضغطا مضاعفا على المعدين، لأن إعداد برامج الكوارث تتميز بطبيعتها عن غيرها من البرامج أنها تحتاج إلى:
1. لغة خاصة تنسجم مع الحالة العامة التي يعيشها المتلقي
2. مادة كلماتها منتقاة تلعب دورا مزدوجا هو العزاء ورفع الروح المعنوية، فمواساة أسر الضحايا تتطلب التسرية عنهم للتخفيف من معاناة الفقد، والحديث مع المصابين يجب أن يتجاوز هم الإصابة لأمل الشفاء، وفي الوقت ذاته يجب تعميق آثار الكارثة لحث الجهات المستهدفة على تقديم الدعم والعون.
3. معد يملك خاصية التفاعل مع هذه الأمور، خاصة لو كان المعد نفسه من المصابين بفقيد أو ضرر ما.
4. براعة في إعداد المادة الحوارية التي تجعل الملتقى به يتحدث بعفوية أو بالأصح يجدها متنفسا لما يكبته من قول، خصوصا إذا كان من المصابين أو ممن فقد قريبا له.
5. أن تتسق المقدمة والخاتمة مع ما تحمله المادة المعدة من أبعاد، فالبرامج الكوارثية تختلف باختلاف أنواع الكوارث وأيضا باختلاف المدى الزمني للكارثة، فإعداد البرامج التحذيرية قبل الكارثة تحمل لغة غير التي تحملها إعداد البرامج التي تأتي وقت الكارثة.
برامج الحداد العام
الحداد العام يأتي بموت جماعي كسقوط طائرة أو غرق سفينة أو عبارة أو اصطدام قطارين أو حتى تدهور حافلة ركاب وغيرها من الحوادث التي تتميز بالفناء الجماعي، وهناك شق آخر من حالات الحداد العام كموت علم من أعلام الدولة والمجتمع.
وإعداد برامج الحداد العام يحتاج من المعد تعميق حالة الفقد، وقيادة المتلقي باتجاه التأثّر به والتفاعل معه، خاصة وأن معظم المشاهدين قد لا يهمهم الفقيد بالدرجة الأولى، وأن البرنامج قد يأتي بديلا لمادة محببة ينتظرها المتلقي كمسلسل أو برنامج مسابقات أو غيره من البرامج الجماهيرية.
ومهمة المعد في هذه الحالة أن يجعل المادة التعويضية مادة جاذبة، لو أحسن المعد نسج خيوطها، لأن المادة الجاذبة هي المادة التي تلفت الانتباه، كأن يستشهد بشواهد قد تكون خافية على الجمهور، ويستدعي المواقف التاريخية للحدث، فمثلا في حالة احتراق طائرة بركابها، قد يكون الحدث عاديا بعض الشيء ويهم بالدرجة الأولى أسر الضحايا وأقاربهم ومعارفهم، غير أنه من الممكن أن يكون جاذبا في حال ولوج المعد بإعداده حوادث مماثلة حدثت في نفس المنطقة، والأسباب المفترضة للحادث والصندوق الأسود وكيفية البحث عنه، وهل تم العثور عليه أم لا؟ وما هو الصندوق الأسود ولماذا لا يحترق مع الطائرة؟ وماذا دار في اللحظات الأخيرة للمأساة؟ وما إلى ذلك من مواد تجعل من الخبر الصغير، مادة برامجية تملك كل خواص الشد والمتابعة.
شاهد ايضا
العوامل التى ساعدت على ظهور الصحف فى صورتها الحالية
