تأتي المسئولية في العقيدة الإسلامية بعداً أساسياً يدخل في نطاق الإعلام الإسلاميّ مرتبطاً بالعقيدة الإسلامية التي تغرس في الإنسان المسلم قيمة المسئولية أمام الله وأمام المجتمع المسلم والحياة الإنسانية... وفي ضوء هذا التأثير العقدي فإن الإعلام مسئول عن تبصير الناس بالحقائق من منطلق الولاء لله والخوف من حسابه، والولاء للوطن أو للأمة.. فإذا لم يكن هناك ولاء لله، فلا أقل من أن يكون هناك ولاء للوطن والمنهج العلمي والمصلحة العامة... أما في الإسلام ـ إعلاماً أو تربية ـ فالشعور بالمسئولية أمام الله هو الدافع الأول للالتزام وللشعور بالمسئولية الإعلامية.
المسئولية الإعلامية في العقيدة الإسلامية
وحسبنا أنه من شروط الوصول إلى الإيمان في الإسلام (العمل الصالح) فتعريف الإيمان عند المسلمين: (ما وقر في القلب وصدقه العمل)، وهذا هو مظهر المسئولية الأكبر... وما من آية في كتاب الله ذَكَرتْ الإيمان مجرداً ؛ بل عطفت عليه (عمل الصالحات)، أو (تقوى الله)، أو (إسلام الوجه لله) ؛ بحيث أصبحت صلة العلم الصالح بالإيمان صلة عضوية.
ـ وثمة آيات كثيرة في القرآن الكريم تؤكد الالتزام بالمسئولية بطريقة مباشرة منها:
ـ {تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنتُمْ تَفْتَرُونَ} .
ـ {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً}.
ـ {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ القِيَامَةِ فَرْداً}
ـ {وَقِفُوَهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ} .
ـ أما الأحاديث النبوية عن المسئولية وحدودها الاجتماعية فهي كثيرة، ومن أشهر هذه الأحاديث في المسئولية ما رواه ابن عمر t أنه سمع رسول الله r يقول: "كلكم راع ومسئول عن رعيته، الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية ومسئولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راع ومسئول عن رعيته، قال وحسبته قال والرجل راع في مال أبيه" .
وهكذا يكون الإعلامي راعياً مسئولاً عن رعيته، وهذه الرعية قد تصل إلى عدد من الملايين... فأيّ عبء يتحمله الإعلامي إذن؟ إنه عبء ثقيل... وإنها لمسئولية كبرى!!
المسئولية الإعلامية في العقيدة الإسلامية...شاهد الفيديو
