تعرف على الأسباب التي تدفع الموظفين إلى تقديم استقالتهم
عندما تلتحق بوظيفة جديدة فأنت تشعر بالسعادة وتؤدي مهامك على أكمل وجه، ومع مرور الوقت تزداد عليك المطالب وأنت في انتظار الحصول على الترقية التي تذهب لغيرك، من هنا تبدأ المشاكل وتلاحظ تصرفات مديرك أو رئيسك في العمل غير المبررة معك في أمور مختلفة، وهنا تتوقف وتسأل نفسك هل هذه هي نفس الشركة التي قمت بتوقيع العقد معها، أو هذا هو المدير ذاته الذي قمت بمقابلته في أول يوم التحقت فيه بالشركة.
ثم تسوء الأمور وتدرك أنك تعمل لأجل شخص أو مجموعة أشخاص لا يهتمون بك أو بمستقبلك، ونهاية القصة تختلف من شخص لآخر فهناك من يتحمل ويبقى وآخر يقرر الرحيل على الفور.
أحدث الأبحاث حول طبيعة عمل الموظفين
لم يتغير شيء حتى يومنا هذا منذ أن حدد الرئيس التنفيذي لشركة “غالوب” جيم كليفتون، السبب الحقيقي وراء تقديم الأشخاص لاستقالتهم. وقال ذلك في تقرير حالة العمل الأميركية: ” إنه أكبر قرار تتخذه في وظيفتك عندما تطلق لقب مدير على شخص خاطئ، فلا يوجد شيء يثنيك عن هذا القرار”.
الموظفون مهما كانت وظيفتهم أو مستواهم على استعداد لاتخاذ هذا القرار إذا لم يقم رئيسهم بوضع حدّ لصفقته. وبكل صراحة إنه قرار صائب من أجل تجنب المخاطر الصحية التي ينطوي عليها العمل مع مدير سيء. في شركة ” راندستاد ” في الولايات المتحدة الأميركية، أجرى الباحثون استقصاءً لتوضيح الأسباب الرئيسية وراء تقديم الأشخاص لاستقالتهم، وإليك بعض النتائج:
شعر أكثر من نصف المستطلعين 59 % أن شركاتهم تنظر إلى الأرباح أو العائدات باعتبارها أكثر أهمية من الطريقة التي تعامل بها الناس. و60 % من موظفي خدمة العملاء تركوا الوظائف أو قدموا استقالتهم عندما لم يعجبهم المشرفون المباشرون.
وترك خمسة وخمسون في المائة وظائفهم أو قدموا استقالتهم لأنهم يعتقدون أن أصحاب العمل لم يجندوا أو يحتفظوا بأفراد ذوي أداء عالٍ. وقال 58 % من العمال أن شركاتهم لا تملك حاليًا فرصًا للنمو كافية لهم للبقاء فترة أطول. وأوضح تسعة وستون في المائة أنهم سيكونون أكثر ارتياحًا إذا استخدم أصحاب العمل مهاراتهم وقدراتهم بشكل أفضل.
وقال أكثر من نصفهم 57 ٪ إنهم بحاجة إلى ترك شركاتهم الحالية لتولي وظائف جديدة تنقلهم إلى مستوى مختلف. وكما ترون فإن للمديرين تأثير مباشر على كل من هذه الأسباب لتقديم الاستقالة بشكل رسمي.
عدم احترام والتقدير
ومن الواضح بعد استعراض الأسباب وراء ترك الموظفين لشركاتهم أو تقديم استقالتهم، أن الأمر يكمن في شيء واحد وهو عدم الاحترام من جانب الإدارة. وعندما لا يتم احترام الموظفين أو تقييمهم كعمال وبشر، أو عدم تقديمهم بشكل جيد وتطويرهم كأشخاص ومحترفين، وعدم الاهتمام بإزالة العوائق من مساراتهم حتى يتمكنوا من أداء جيد، ولا يتم سماع أصواتهم وتجاهلهم، فإنك تواجه مشكلة كبيرة يجب التصدي لها وحلها بشكل سريع حتى لا تفاجئ بإعلان الموظفين تقديم استقالتهم.
وعندما يبدأ ذلك في الحدوث ولا يتغير بمرور الوقت، فقد خسرت الكثير من الأشخاص. وبمجرد ألا يصبح الموظفون ملتزمون عاطفيًا بعملهم وقرروا تقديم الاستقالة، فيمكنك أن تراهن بمرور الوقت على أنه سيتم تحديث سيرتهم الذاتية للالتحاق بالعمل الأفضل.
كما يوجد أيضًا أخطاء أخرى تجبر الموظفين على تقديم استقالتهم:
عدم تقديم المكافآت
يجب على المدراء تقديم الدافع المناسب للموظفين للحصول على أفضل النتائج منهم، حيث أن الموظفين الذين يعملون بجد ولا يجدون في المقابل أي مبادرة تقدير لما قاموا به سوف تنخفض معنوياتهم بشكل كبير، لذلك يجب تقديم المكافآت المعنوية والمادية بشكل مستمر للأشخاص الذين يقدمون أداء عالي في وظائفهم.
صعوبة أو عدم التواصل مع الموظفين
تعتبر العلاقة السيئة التي تجمع بين المدير والموظفين من أكثر الأسباب التي تدفع أصحاب المواهب إلى ترك الشركة، ولكن الشركات الناجحة تجعل يعرف مدراءها كيفية تحقيق التوازن بين المهنية والإنسانية وتطوير تواصلهم مع الموظفين الذي يقومون بإنجازات كبيرة أو أولئك الذين يمرون بأوقات عصيبة.
إرهاق الموظفين بالعمل
يقوم معظم المدراء بإعطاء مهام أكثر للموظفين الجيدين لديهم من دون الشعور بأنهم يطلبون منهم العمل فوق طاقاتهم، الأمر الذي يشعر الموظفين بالإرهاق ويجعلهم يشعرون بأنهم يعاقبون على أدائهم الرائع مما يؤدي إلى نتائج عكسية.
وأظهرت نتائج دراسة من جامعة ستانفورد إن إنتاجية الأشخاص تنخفض بشكل كبير عندما تتجاوز ساعات العمل خلال الأسبوع 50 ساعة، وتنخفض بشكل أكبر بعد 55 ساعة وتصبح غير فعالة في معظم الأوقات، فزيادة أعباء العمل من أكثر الأسباب التي تدفع أصحاب المواهب إلى تقديم استقالتهم.
ويشعر بعض الموظفين بأن لديهم أفكار عظيمة يريدون تنفيذها لكن مؤسساتهم لا تسمع لهم ذلك، مما يساهم في إحساسهم بالاستياء تجاه شركتهم وعدم الرغبة في العمل بجد للارتقاء بها، وبالتالي لن يستطيعوا تغيير مسار وظيفتهم داخل مؤسساتهم مهما طال الوقت لذلك يلجئون إلى الحل الآخر وهو تقديم استقالتهم بشكل رسمي.