علاقة التقلبات الجوية بالتغيرات المناخية

خلال الأيام الماضية، هطلت أمطار غزيرة على عدة مناطق، حيث سجلت إمارة الفجيرة 170 ملم من الأمطار في فترة زمنية قصيرة، مما أدى إلى حدوث سيول وارتفاع منسوب المياه في بعض المناطق الشرقية مثل رأس الخيمة والشارقة والفجيرة. وقد استنفرت الحكومة جهودها لإيواء المتضررين وتقديم المساعدات اللازمة.

**أسباب التقلبات الجوية**

وفقًا للمركز الوطني للأرصاد، فإن الأمطار الغزيرة والسيول التي شهدتها البلاد كانت نتيجة لتكون سحب ركامية ممطرة على المناطق الشرقية، مصحوبة برياح نشطة قد تصل سرعتها إلى 45 كم/س. كما أشار المركز إلى أن البحر لا يزال مضطربًا، مع ارتفاع الموج إلى 7 أقدام في عمق الخليج العربي، ومن المتوقع أن تستمر هذه الحالة حتى يوم الخميس.

تصدرت الإحصائيات المناخية لشهر يوليو عبر حساب المركز الوطني للأرصاد على "تويتر"، حيث يتابع المركز حالة الطقس بشكل مستمر وينشر تحديثات حول المناطق المتضررة. وقد وجه مجلس الوزراء بتشكيل لجنة عاجلة برئاسة وزير الطاقة والبنية التحتية لتقييم الأضرار الناتجة عن السيول والأمطار، بالتنسيق مع الجهات المحلية.

**التغير المناخي في الإمارات**

لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه الموجة من الأمطار مرتبطة بالتغير المناخي العالمي، الذي أثر على العديد من الدول، بما في ذلك بعض الدول الأوروبية التي تعاني من موجات حر غير مسبوقة. وفقًا لوزارة التغير المناخي والبيئة الإماراتية، يُعتبر تغير المناخ من القضايا البيئية الرئيسية على المستويين الوطني والدولي، حيث يترتب عليه مخاطر اقتصادية واجتماعية وبيئية.

تُصنف الإمارات من بين الدول الأكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ، مما قد يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة، وانخفاض هطول الأمطار، وزيادة الجفاف، وارتفاع مستوى البحار، وزيادة العواصف. وقد أولت الدولة اهتمامًا مبكرًا لهذه القضية، حيث تبنت مجموعة من السياسات لمواجهة تداعيات التغير المناخي.

تأسست وزارة التغير المناخي والبيئة الإماراتية شبكة الإمارات العربية المتحدة لأبحاث تغير المناخ، التي تضم مجموعة من العلماء والباحثين لتعزيز التعاون البحثي ونشر المعرفة. تعتبر الأبحاث المناخية ضرورية لفهم التغيرات في درجات الحرارة ومستوى سطح البحر وهطول الأمطار، وتقييم آثار هذه التغيرات على البيئة والاقتصاد والمجتمع.

تهدف الشبكة إلى تعزيز فعالية جمع البيانات وإدارتها، ودعم الأبحاث المتعلقة بالسياسات العامة حول التأثيرات المناخية، مما يساعد في اعتماد أدوات ومنهجيات بحثية جديدة. ومن المتوقع أن تسهم هذه الجهود في فهم أفضل لتغيرات الطقس في الإمارات وعلاقتها بالسيول والأمطار المفاجئة.