القائمة الرئيسية

الصفحات

مركبات صغيرة تلعب دورًا في تعزيز شعورنا بالسعادة، ما هي؟

Small-compounds-that-affect-our-sense-of-happiness
 مركبات صغيرة تؤثر على شعورنا بالسعادة


السعادة موضوع شيق وغامض مرتبط بالعلم بشكل مثير للاهتمام. دعونا نتعرف على النواقل العصبية الدقيقة المسؤولة عن حالتنا المزاجية، والتي تؤثر على مشاعرنا، وحتى على مستوى ثقتنا بالآخرين.

كل البشر يطمحون لأن يكونوا سعداء، حيث يُعد تحقيق السعادة هدفًا أساسيًا في حياتنا. لكنها ليست مجرد حالة عابرة؛ بل تجربة معقدة تتراوح بين الفرح واللذة والشعور بالرضا.

ما هي السعادة؟ وما علاقتها بالعلم؟


على مدار العصور، اختلف تعريف السعادة بناءً على وجهات النظر الفلسفية. أرسطو على سبيل المثال رأى أن السعادة تعتمد على الذات وليست هبة من الخارج، معتبرًا أنها مسؤولية الفرد. بينما نيتشه اعتبرها شعورًا مرتبطًا بزيادة القوة الشخصية وسلطة الفرد على محيطه. أما الفارابي فقد رأى السعادة بأنها جماعية وليست شخصية فقط. وفي علم النفس الحديث، تُعرف السعادة بأنها تحقيق مستوى معين من الرضا العام عن الحياة والانفعالات الإيجابية التي تشمل الفرح والمتعة مع تقليل المشاعر السلبية.

هل السعادة أمر وراثي أم مرتبطة بالخلايا العصبية؟


وفقًا لدراسات نُشرت في 2009 و2013، تم تحديد الجينات التي قد تؤثر على مستوى السعادة المرتبط بالتفاعل الاجتماعي. وعلى الرغم من أن الجينات جزء من الصورة، فإن التركيبة العصبية للدماغ والنقل العصبي يلعبان دورًا رئيسيًا. أي خلل بسيط في هذه النواقل العصبية داخل الدماغ قد يؤدي إلى الاكتئاب أو اضطرابات المزاج.

النواقل العصبية المسؤولة عن الشعور بالسعادة تُعرف اختصارًا بـ “DOSE”: دوبامين (dopamine)، أوكسيتوسين (oxytocin)، سيروتونين (serotonin)، وأندورفين (endorphin). 

**دوبامين (dopamine)**  

يُعتبر هذا المركب الناقل العصبي المسؤول عن التحفيز والمتعة والإدمان. إفرازه يعتمد على تكرار السلوك الذي يمنحنا شعورًا بالسعادة، سواء كان طبيعيًا مثل تناول الشوكولا، أو غير طبيعي كالإدمان. أي نقص فيه يرتبط بمشاكل الصحة النفسية والبدنية. لتحفيز إنتاجه، ينصح بتناول أطعمة مثل الموز، البروكلي، البطاطا، والأفوكادو.

**سيروتونين (serotonin)**  

المعروف بهرمون السعادة، يلعب دورًا في تحسين المزاج والرغبة الجنسية. المركب الأساسي في تكوينه هو التربتوفان الذي يحتاج إلى المعادن مثل المغنيسيوم وفيتامين C لتبدأ عملية إنتاج السيروتونين. توجد التربتوفان في أطعمة مثل الشوكولا الداكنة، السلمون، الأفوكادو، الجوز، الأناناس، السمسم والطماطم. كما يساعد التعرض للشمس والرياضة اليومية في تحفيز إفرازه. المثير للاهتمام أن 90% من السيروتونين يتم تصنيعه في الأمعاء ضمن العلاقة بين الجهاز الهضمي والدماغ.

**أوكسيتوسين (oxytocin)**  

يُسمى بهرمون الحب ويُعزز الترابط العاطفي والثقة بالنفس والشعور بالرضا. يُفرز خلال التفاعلات الاجتماعية الحميمة أو حتى عبر الأنشطة المشتركة بين الأفراد. نقص هذا الهرمون قد يؤدي إلى مشاكل ترتبط بالذاكرة والتعلم. يعمل أيضًا خلال الولادة وتقلصات الرحم. لتحفيز إفرازه يمكن تناول أطعمة مثل الجرجير، المانجو، الفراولة والأسماك.

**الأندورفين (endorphin)**  

هذا المركب يعمل كمسكّن طبيعي للألم ويشبه في تأثيره المواد مثل المورفين. يُحفز إفرازه عبر ممارسة الرياضة كشكل من أشكال تحسين المزاج، وتحديدًا التمارين اليومية مثل الجري، وهو ما يُعرف بمصطلح "نشوة العدائين". حتى الأنشطة الجريئة مثل لعب ألعاب خطرة أو مشاهدة أفلام رعب يمكن أن تُفرز الأندورفين لتعزز الشعور بالرضا بعد انتهاء التجربة.

غذاؤك وبيئتك هُم سر سعادتك.

أخيرًا، مشاركة تجربتك مع هذه المعلومات أو طرح الأسئلة يُشرفني ويمنحني فرصة للتفاعل البنّاء حول هذا الموضوع الغني.

برجاء الإنتظار قليلا والإستمتاع بمشاهدة الفيديو

مجلة الأستاذة

للمشاهدة باليوتيوب اضغط على الزر اسفل.
إذا لم يتم تنزيله تلقائيًا ، فيرجى النقر على إعادة التنزيل. وإذا كان الرابط معطلاً ، فيرجى الإبلاغ عبر صفحة نموذج الاتصال في هذه المدونة.
شاهد مواضيع مميزة قد تهمك ايضا

تعليقات

ليصلك كل جديد تابعنا بالضغط على الصورة

اضغط لمشاهدة الفيديو