القائمة الرئيسية

الصفحات

شاهد بالفيديو| سَنَةً وَاحدةً تكفي لكي أحيا حياتي كُلّها دُفعةً واحدةً

One-year-is-enough-for-me-to-live-my-whole-life-at-once
سَنَةً وَاحدةً تكفي لكي أحيا حياتي كُلّها دُفعةً واحدةً 

سنة أخرى فقط!  
الساعة الآن تشير إلى الحادية عشرة ليلاً، والليل كما هو معتاد ينسج حولي هدوءه الغارق في التأمل. التفتُّ إلى نفسي، إلى أذنيّ التي أرهقتها صفارات إنذار لا تكلّ. كانت تلك الصفارات تزداد ضجيجاً يوماً بعد يوم، وكأنها وحدها ملت من صمتي ومن تأجيلاتي التي لا تنتهي. تطلب مني أن أكتب، تصرخ بي، لكنني أستمر في التهرب.  

سنة أخرى فقط!  


أُجل الكتابة دائماً بحجة أن هناك ما هو "أكثر استعجالاً". أقول لنفسي: بعد أن ينتهي هذا الأمر، سأجلس لأكتب، فالكلمات يمكنها الانتظار قليلاً. إلا أنني نسيت—أو ربما تناسيت—أن التأجيل له ثمن، ثمن يدفعه الكاتب المتردد من روحه أولاً، قبل أوراقه.  

يا لها من دائرة مفرغة تلك التي أظنني كسرتها، متوهماً أنني تحررت منها منذ زمن. لكن الحقيقة أنها ما زالت تطوّقني! ربما تغيّر شكل الدائرة، أو اتسعت حدودها قليلاً، لكنها لم تُكسر كما كنت أدّعي. أصبحتُ أسير هذا الاتساع في مكان واحد منها، غير معني ببقية الأجزاء المحيطة بي—أحياناً ناسيًا، وأحياناً أخرى بكامل وعيي متجاهلاً.  

لحظة واحدة فقط! لستُ غافلة عن كل ما يحيط بي داخل هذه الفقاعة الكبيرة التي تبقيني في حالة ذهول مستمرة. أنا أعي الجدران التي تلفّني جيداً، وأعرف تماماً أنها رغم شفافيتها إلا أنها تمنعني من السقوط خارجها أو الطيران بعيداً عنها.

وأقول من جديد:  
انتظروني سنةً أخرى فقط، لأن سنة واحدة تكفي لتعيش ما كان يجب أن تعيشه في سنواتٍ عديدة، دفعة واحدة دون انقطاع. ربما خلالها أنهي حديثاً بدأ منذ زمن ولم يكتمل، وأغادر رحلة طال انتظارها. وربما أكتفي بإبدال الأفكار الثقيلة بمجرد السير على الطرقات بحرية؛ حرية منضبطة بالخروج على قيود الساعة وزيف الرايات.  

وفي لحظة فلسفية من القلب أتساءل: إن كنا قد خانهُمُا الحياة يوماً، فهل لنا أن نسمي كل أرض بعيدة عن ألمنا مجرد زَبَد؟ وهل يمكننا أن نخشى حتى الهمس وألحان السكون؟  

ربما تنتظرنا فرصة أخيرة لنحمي اللغة من سياق أُقحمنا فيه بلا إرادة، ومن نشيدٍ أراد منّا أن ننشده دون أن نؤمن به.  

المساحة بين ما نريد وما نحن عليه، بين الصخب والصمت... تنتظر دائماً سنة أخرى فقط!
برجاء الإنتظار قليلا والإستمتاع بمشاهدة الفيديو

مجلة الأستاذة

للمشاهدة باليوتيوب اضغط على الزر اسفل.
إذا لم يتم تنزيله تلقائيًا ، فيرجى النقر على إعادة التنزيل. وإذا كان الرابط معطلاً ، فيرجى الإبلاغ عبر صفحة نموذج الاتصال في هذه المدونة.
شاهد مواضيع مميزة قد تهمك ايضا

تعليقات

ليصلك كل جديد تابعنا بالضغط على الصورة

اضغط لمشاهدة الفيديو