سنة أخرى فقط!
سَنَةً وَاحدةً تكفي لكي أحيا حياتي كُلّها دُفعةً واحدةً _محمود درويش
سنة أخرى فقط!
الساعة الحادية عشر ليلاً..
أريدُ أن أكتب! يجب أن أكتب!!
طوال الأيام الفائتة
تجاهلتُ كثيرًا من صفاّرات الإنذار التي لم يقف ضجيجها ولا لحظة إلاّ الآن!
كلها تصرخ لأكتب
أؤجّل الكتابة لأمرٍ "أكثر استعجالا"
أقولُ: بعد أن أفعل هذا، يُمكن للكلمات أن تنتظرني لأكتبها.
ونسيتُ بعجلتي أنني سأدفع ضريبة التأخير والمماطلة!
ايييييه..
ما أسوأَ أن تستمرّ بنفس الدائرة المغلقة -التي اعتقدتَ غباءً منك- أنك كسرتَها وتحرّرت.
والحقيقة أنّك ما زلتَ فيها، لكنّها لم تعد تقيّدك كما سبق.
فقدِ اتّسعت دائرتك أكثر، لكنّها لم تنكسر.
فصرتَ مع هذا الاتّساع الممنهجِ تمكثُ في بقعةٍ واحدة منها، ناسيًا (أو لأكون أكثر دقّة: متجاهلاً) بقيّة أجزائها.
لكن لحظة!
أنا لم أنسَ كل بقعةٍ ما تزالُ تحاصرني وأحاصرها..
أنا مازلتُ هائمةً على وجهي داخل هذه الفقّاعة العملاقة.
أقولُ...
"انتظروني سنةً أخرى
سنةً أخرى فقط
رُبَّما أنُنْهي حديثاً قد بَدَأْ
ورحيلاً قد بدأْ
ربما نستبدل الأفكارَ بالمشي على الشارعِ
أحراراً من الساعة والرايات
هل خُنَّا أحدْ
لنسمِّي كُلّ أرض خارجَ الجرح، زَبَدْ؟
ونخافَ الدندنهْ
رُبَّما نحمي اللُغَهْ
من سياقٍ لم نكن نقصدُهُ
ونشيدٍ لم نكن ننشدُهُ"¹
مجلة الأستاذة
