![]() |
| ليت ذلك الوهم للحظة واحدة من الزمان لك يكن سراب ومحال |
سراب...
يا ليت ذلك الوهم كان حقيقة، ولو للحظة عابرة من الزمان. يا ليت تلك الصورة، التي سكنت الخيال، غمرت الوجود حقاً وأغرقت الأمكنة بحضورها البهي. لكن هيهات للسراب أن يكون شيئاً سوى وهم، كطيف عابر في أقبية الذاكرة.
ليت ذلك الوهم للحظة واحدة من الزمان لك يكن سراب ومحال
سراب...
إنه الأوان، يا قلب، لترميم الخراب وتضميد الجراح. لا مجدَ للأحكام، ولا رايات تُرفع ولا قصص تُروى. يا قلب المُرهَف، ويا روح متعبة، ما بالكُم تئنّون في صدري بلا هوادة؟! أأنا أسير سجني الخاص أم سجين كوابيسي وضياع سبلي؟ رفقاً بي، فقد طال العناء وثقل المسير.
ترى ما لا يُرى... وتلمح ما يخفى عن الأبصار؛ تائهٌ أنا بين تساؤلاتك، أسير الشعور الغامر كدوامة تستنزف طاقتي. لا نجوم تُنير السماء ولا بريق يمهد طريق الخروج. لماذا، يا كيان الذات، كل هذا الصخب وهذه الفوضى؟ كفى عشوائية، كفى تساؤلات تعصف بي كشظايا كلمات تقسم روحي وتبعثر كياني.
سألتِ عن الأمل، لكنكِ أغفلتِ الحديث عن هذه الوحدة المثقلة بالملل. ألا ترين ما أتحمله؟ أعباء لا تنتهي... ورغم انهماكي التام في دوامة العمل، يبقى الجرح نفسه مفتوحاً دون شفاء. جرحٌ واحد رفض أن يبرأ، جرحي الذي وقف عائقاً أمام كل محاولاتي للنسيان. حتى مقاومتي الواهنة باتت عاجزة أمامه؛ لا دواء يشفي ولا عزاء يجلو ألم فقد ظن نفسه حراً طليقاً.
لكن ما هذا؟! أراه ماء يراقصه النسيم ويواسيه العزاء، لا، بل... هيهات! إنه سراب، مجرد سراب يواري الخيال في دهاليز الأمل الكاذب. صرتُ أعد لياليًا من الأحلام المتكسرة، حتى تهدمت تلك الصورة وتهاوت لحظات الزمن كحجارة رمادية فاقدة الروح.
ما أشد حسرتي على أشجار ذبلت وثمار لم تُجنى! هذا الخراب تسلل إلى الجدران الهشة وأحالها رماداً. بقي اللونان فقط... الأبيض المُهيمن كالكهل الحكيم، والرمادي الباهت كرواسب عدم.
لولا هذا السراب...
لولا هذه المأساة المتجددة في أعماقي:
- لما سعى السحاب محاولاً احتضان نبع الحياة المفتقد.
- ولما قاومتُ، رغم كل شيء، لأبقى حياً.
السراب ليس وهماً فحسب؛ إنه طريق شائك يختبرنا بلا رحمة لكنه يدفعنا مراراً للسعي خلف بصيص أمل.
برجاء الإنتظار قليلا والإستمتاع بمشاهدة الفيديو
مجلة الأستاذة
للمشاهدة باليوتيوب اضغط على الزر اسفل.
إذا لم يتم تنزيله تلقائيًا ، فيرجى النقر على إعادة التنزيل. وإذا كان الرابط معطلاً ، فيرجى الإبلاغ عبر صفحة نموذج الاتصال في هذه المدونة.

تعليقات
إرسال تعليق