![]() |
| للأبواب المغلقة هيبةٌ وخيبةٌ |
سجن خانقٌ تتوارى خلف أبوابه المغلقة الكثير من الهيبة وخيبة الأمل، لكن الإيمان بقدرة الله على فك القيود وفتح الأبواب المغلقة يظل أكبر وأعمق من كل إحباط.
للأبواب المغلقة هيبةٌ وخيبةٌ
أنا في هذا السجن، محاطة بجدران تستنزف الروح، لا أعلم ما يحمله لي المستقبل أو أين سيكون موقعي فيه. أتراني أجد نفسي في المكان الذي يناسبني؟ أم سأبقى سجينةً في بقعة لا تتناغم مع أحلامي ولا تعكس طموحي؟
الحرب جاءت، ووزعت القدر مثل أوراقٍ مبعثرة على العالم. من الناس من اختارته الأقدار ليعيش في أرضٍ تتقبله بحب، تفتح له الأبواب وتحتضنه كأنه أحد أبنائها. ومنهم من قذفته الحروب إلى سجون خانقة، لا تختلف عن الحريق الذي فرّ منه إلا بأنها مغلقةٌ ومظلمة بصرامة.
هناك من يتجرع مرارة الوحدة وعجزًا يقيده كالحبال التي لا تُفك، وفي تلك اللحظة يسكت ويتلبّس الصبر رغم الألم. يرى الهموم تتهاوى عليه من كل الجهات، ويتحطم كلما تجرأ على الحلم ورأى بابًا يُغلق أمامه بابتسامة ساخرة.
يغرب ويبتعد بينما الحياة تشرق خارج حدود عالمه. يقارن حاله بحال الآخرين، فيكتشف أنه ما زال واقفًا في ذات النقطة رغم كل محاولات التحرر وكسر جزئيات القيود. ينتظر… انتظارًا مفرطًا لا يكاد ينتهي؛ فهل سينتهي؟
كيف له أن يتخلص من اليأس، إن كان الجميع حوله سجّانين وهو وحده السجين؟ يرى عبر نافذة صغيرة لونًا خافتًا للحياة، بينما يكاد السواد يبتلع كل شيء. يسمع صوت الحياة بعيدًا، لكنه محاطٌ بالصمت وحزنٍ مكتوم يأبى الانطلاق.
يحاول التطلع إلى تلك النافذة العالية ليقترب من ذاك الضوء الهشّ، لكنه يسقط كل مرة… يسقط على أرضٍ مملوءة بخيباته التي صنعها بنفسه، تلك الخيبات المعلقة على أبواب الواقع، الأحلام المدفونة والآمال المبتورة، الوحدة القاسية والخذلان المُتكرِّر. وكلما فكر فيمن تركوه وحيدًا في طريقٍ موحش أو سيتركونه قريبًا، يزداد خوفه ويتضخم مثل كائن غريب ينمو بلا توقف.
هذا الخوف يكبر بسرعة مخيفة، يدفعه نحو مشاعر خانقة تعزله عن كل إحساس جميل من حوله. كل شيء يبدو رائعًا إلا ما يخصه هو! لا أمان، ولا حضنٌ دافئ، ولا حتى شبح اطمئنان.
ما أصعب المقولة التي تقول: "إذا ما ضاق صدرك من بلاد، ترحَّل طالبًا بلدًا سواه". كيف يكون ذلك عندما تكون الحيلة معدومة، والأمل عالق بين ضعفٍ وانكسار؟
أمنيتي ودعائي في هذا الشهر المبارك ليس لي وحدي، بل لكل قلب مقيد يتوق إلى الحرية. أدعو أن تُفتح كل أبوابٍ مغلقة لنستقبل البشائر والفرح الذي طال انتظاره. أن تُكسر قيود الخوف فلا يتردد في الأسماع سوى صوت النجاح والطموحات التي تحققت أخيرًا!
برجاء الإنتظار قليلا والإستمتاع بمشاهدة الفيديو
مجلة الأستاذة
للمشاهدة باليوتيوب اضغط على الزر اسفل.
إذا لم يتم تنزيله تلقائيًا ، فيرجى النقر على إعادة التنزيل. وإذا كان الرابط معطلاً ، فيرجى الإبلاغ عبر صفحة نموذج الاتصال في هذه المدونة.

تعليقات
إرسال تعليق