![]() |
| الاستقلالية تهدد مجتمعاتنا العربية |
الاستقلالية هي مفهوم يثير الكثير من الجدل في مجتمعاتنا العربية، حيث يُنظر إليها غالبًا كتهديد للقيم والتقاليد الراسخة. العنوان الذي اخترته يأتي محملًا بتحدٍّ للقارئ، ومع التركيز على النساء، يطرح قضية تمسّ الواقع بشكل مباشر.
الاستقلالية خطر يهدد مجتمعاتنا العربية
في مجتمعنا، فكرة العيش بشكل مستقل بالنسبة للمرأة تُقابَل بسيل من الاتهامات الموجّهة إليها ولأفراد عائلتها. ولكن بدلًا من التطرق إلى هذه الجوانب المجتمعية التقليدية، دعونا نتحدث عن نوع آخر من الاستقلالية؛ الذي يجب أن يتحقق قبل أي خطوة نحو الاستقلال المادي أو السكني: إنها الاستقلالية الفكرية.
هذه الاستقلالية هي البوصلة التي تحتاجين إليها للعيش بمفردك في مجتمع مليء بالتحديات. يأتي ذلك عبر بناء قناعات ثابتة لا تؤثر عليها الأحكام المُسبقة أو النظرات السطحية. عندما تكونين مسؤولة بالكامل عن حياتك اليومية وتتعاملين مع محيطك بشكل مباشر، ستحتاجين لشخصية متماسكة تستطيع أن تتجاوز النقد السلبي دون أن تهتز أو تشكك في خياراتها. فالهدف ليس السعي لإرضاء الآخرين، بل الوصول إلى حالة من الثبات الداخلي والاحترام المتبادل.
الحل يبدأ بتحصين عقلك بالمعرفة والوعي، عبر القراءة المستمرة عن الدين والحياة والبحث عن جوهر الأمور بدلًا من مظهرها. وضع حدود واضحة لنفسك وللآخرين هو الخطوة الأولى نحو حياة مستقلة حقيقية، حيث يصبح الله وضميرك هما الرقيب الأساسي على أفعالك. بهذه الطريقة، تكتسبين قوة تجعل من حولك يعيدون النظر قبل تجاوز حدودهم معك.
ومع ذلك، لا يمكننا أن نعدك باختفاء التحديات تمامًا. ما يمكننا التأكيد عليه هو قدرتك على مواجهتها بثقة مدفوعة بفهم عميق للحياة والناس. هذا الفهم يتضمن التمييز بين الجدالات التي تستحق بذل الطاقة والأخرى التي يمكن تفاديها حفاظًا على سلامتك النفسية، فالهروب أحيانًا ليس ضعفًا، بل حكمة.
الاستقلالية ليست مجرد حرية، بل هي مسؤولية. حتى في مجتمع قد يفتقر إلى نموذج شائع للحياة المستقلة، يمكنك أن تكوني قدوة حسنة من خلال التعامل بحكمة واحترام للعادات والتقاليد، دون أن تجبري الآخرين على تقبّلك بالقوة أو الضغط. الحرية الحقيقية تكمن في التعبير عن نفسك دون إيذاء مشاعر الآخرين أو استفزازهم.
إذا لم تكن الاستقلالية المادية خيارًا متاحًا لك الآن، فلا داعي للاستسلام. يمكنك أن تعيشي مع عائلتك بينما تحافظين على رؤيتك المستقلة للعالم وأسلوب حياتك الخاص. هذه رحلة بناء للذات تبدأ من الداخل.
أما حلم الاستقلالية، فهو يأخذ شكله في تلك التفاصيل الصغيرة التي تجسد حياةً متفرّدة: منزل صغير بحجم غرفة واسعة، به نافذة تطل على السحاب والبحر اللامتناهي الذي يجسّد الإمكانيات المفتوحة. مكتب أبيض بسيط تزينه أزهار ملونة وأوراق تحمل إبداعك القصصي، بينما ينتظر كوب الشاي أن يبرد في مطبخ صغير مليء بالحياة.
خزانة الملابس قد تكون فوضوية بعض الوقت؛ ولكن هذا جزء من الحياة الحقيقية التي لا تخلو من عفوية. ومع ذلك، يبقى الحلم قائمًا؛ حلم المنزل الصغير الذي يعكس استقلالية العقل والروح قبل أي شيء آخر.
الآن الدور عليك: كيف ترين الاستقلالية؟
برجاء الإنتظار قليلا والإستمتاع بمشاهدة الفيديو
مجلة الأستاذة
للمشاهدة باليوتيوب اضغط على الزر اسفل.
إذا لم يتم تنزيله تلقائيًا ، فيرجى النقر على إعادة التنزيل. وإذا كان الرابط معطلاً ، فيرجى الإبلاغ عبر صفحة نموذج الاتصال في هذه المدونة.

تعليقات
إرسال تعليق