خواطر رائعة لاتفوتك | حي علي الغياب

حي علي الغياب. حين يغتالنا الغياب قد يهزمنا الاشتياق ويصبح الحنين قيد يُدمينا لأن الغيَابْ هو الحضورِ المُعْتَادْ
4 min read

خواطر رائعة لاتفوتك | حي علي الغياب

 
حي علي الغياب

حين يغتالنا الغياب قد يهزمنا الاشتياق ويصبح الحنين قيد يُدمينا

حي علي الغياب

لأن الغيَابْ هو الحضورِ المُعْتَادْ

بِتُ أَخْشيَٰ الْحضور

حتىّٓ لا أفيقٓ من سُكرةِ اسـتحضارِ أطيافٍ رحلتْ بلا رجوعْ

هُناكَّ علىَٰ الجِدرانِ

بقَايا ساعةٍ مَوشومةٍ بالأنٰٓا ثٓوانيها

دقاتُ قلبْ يقرعَ في صمتِ العُمر

حفيفَ الانتظارِ حوْلَهَٰا و حوليِ

يَجْعلُنَّا أشبهُ بـِأشْباحٍ تَسْتحضِرُ

روحَ حضورٍ ما عاد هُنَٰا

هَاهُنَّا حولَٰ مِعٓصَميِ قيدٌ مِنْ ذِكْريَٰ

حديثٌ أغْتَرَفَٰ مِنْ أشواقٍ تَكبَدُهٰا القلب

ويأبيَّٰ أنْ يِطلِق يديّ لِتسْبحَٰ فيِ عَالم الـحضورْ

يحْمِلُهَا ويحـمِلُنيِ مٓعهٓا لـِرقصةٍ على شرفِ الغِياب

مُنتشيةَّ بقاعدةِ الاستثناءِ للحضورِ المزعومْ

على بُعد خُطوتينِ منِيِ

مُفكرةٌ تحملُ الْكَثيرُٰ من الْصفحاتِ المُلطخةَ بالحبرْ

والقليلُ من الصفحاتِ البيضاءِ المؤرخةَ و المُوقعةَ بـ (كان) توًّا هُنَّا !!

حينَّ تصَفحْتُهٓا أدركتُ كَيفَّ يُثْرينيِ الغيٓاب

بِحنينيِ للـحَرفْ والشَبَقِ به

وعلى النقيضِ تماماً

حضورِكَّ يسْلِبُنيِ تَاريخيِ

ويكسرُ سنَّ قٓلميِ فلا يقوىَٰ علىَّ مُمٓارسة سَاديتهُ فوقَّ الصَفحاتْ

حتيَّ روحيِ تحْتضرُ فيِ حضوركَّ فيتوقفُ كُلُ شيء حتى النبضْ

فيِ غَمْرةِ تأٓرِجُحَ النفسْ ما بين روحِ الْحضورْ و جسدِ الغـيابْ

أَجدُنيِ أٓتوضأَّ بِدمعٍ ضلّ أَسْبٓابهِ

هلْ يهطلَ معذباً بالغيابْ أم مستعذباً لهُ

اشتهي الحضور أم يزهدُ فِيهِ ؟!

وحينَّ الحضور ألتَفُ حَولُك بِكُلّي

سابحةٌ ما بين اليقظةِ و الحلُم

لستُ أدريِ

هلْ هو حضورٌ أمْ استحضٓار؟!

هلْ هوَّ أنْتْ أَمْ طيفُكّٓ الذيِ اعتادَّ أن يبللَّٰ أوراقَ الْعُمرِ الذَابِلةٓ بـبَعضْ

فيِ حضورِكَّ المزعومْ أدْنو بـِقلميِ فأملأهُ

بـِحبرٍ يُعيننيِ فيِ غيٓابِكَّ

أبُثٰٓ شوقيَّ عليَّ أوراقِ زمنٍ غُلفَ بالغيٓاب

فيتهاوى القلمُ من يديِ

لـِينَبهُنيِ أنيِ هُنَّا وحديِ

مع تِلكَٰ الساعةِ علي الجُدران

و ذاكَّ القيدُ فيِ مِعْصَميِ

و تلكَّ المُفكِرةَ ذاتهٓا فأفتحُ منْهَا صفحةً جَديدةَ

وألطخُهٓا بحرفٍ جديدْ

مُهلِلاً:

حيَّٰ علىَّ الغيَابْ!

حياتُنا حكايَتُنا.

تدوينة فلسفية عن الحياة ، عن البطوله،عن الادوار ،

الحياةُ حكاية ، إلا انها لا تحتوي على شخصياتٍ ثانوية ؛ هاهنا انتَ البطلُ والمشكلةُ والحل، انتَ القبطانُ والملاح ، انت السفينةُ و الأمواج، وهكذا تنتهي حكايةٌ لتبدأ غيرها ، إلا انها ولابد ان تتقاطع الحكايات مع بعضها البعض لتكون انتَ الحلُ في حكايةٍ ما والمشكلةُ في اخرى ، نتبادل الادوار بالتناوب بشكل تلقائي دون تدخلٍ منا او من غيرنا، لكن المهم ليس في كونكَ بطلا او شخصيةً على الهامش هاهنا لا توجد هوامش . بل المهم هو ان تتقن الدور الذي توضع فيه ، ان كنتَ طائرا حلق ، وان كنتَ غصنً لشجرةٍ تمايل ، المهم ان لا تبقى ساكنا؛ لان العبوات التي تبقى دون استخدام تنتهي صلاحيتها اجلا او عاجلا، ولأن الشيءَ بالشيءِ يذكر ؛ هنا يحضرني قولُ درويش عندما قال:" سنكونُ حتما ما نريد ، لا القصةُ انتهت ولاالدربُ ابتدا" وها انا ذا اعطيك القلم لتكتب السيناريوا الخاص بك،اعطيكَ الدفةَ لتكون القبطان ،لذا اضبط شراعكَ وأبدأ بالإبحار.

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق