القائمة الرئيسية

الصفحات

أَدرَكت بَعْد فَوَات اَلْأَوان أَنِّي أَهرُب مِن ذَاتِي...خواطر ادبية

I-realized-too-late-that-I-was-running-away-from-myself


مجلة الأستاذ للمنوعات تسعى جاهدة إلى الإسهام الفعّال في إثراء المحتوى العربي وتعزيز حضوره. ولهذا السبب، اختارت استعراض موضوعات متنوعة ومميزة من مواقع تحمل قيمة عالية وتستحق التقدير على ما تقدم من محتوى فريد يتناول جوانب أدبية، تطوير الذات، الصحة، والاهتمام بالإنسان بكل نواحيه الصحية والعلمية والثقافية. بدلاً من إعادة صياغة تلك المقالات بصورة حصرية، نجِد الأفضل أن ننشرها كما هي مع الإشارة إلى اسم الكاتب والمصدر الأصلي، حرصًا على إحقاق الحق واحترام جهود الآخرين. ولهذا الغرض، نؤكد التزامنا بالشفافية مع قرائنا.

كما نسعى لإثراء تجربة القارئ، نضيف إلى كل مقالة فيديو وثيق الصلة بموضوع المقال أو قريب منه، مما يجعل المعلومات المقدمة أكثر انسجامًا وسهولة في الفهم والمشاهدة مباشرة عبر الموقع.

هذه المجلة تسعى بكل جهد إلى تقديم محتوى مفيد لجمهورها العزيز. ونأمل من قرائنا الكرام أن يساهموا في دعمنا من خلال متابعة المجلة والتفاعل معنا عبر التعليقات. رأيكم يساعدنا في تطوير عملنا وتقديم الأفضل دائماً.

المقالة بعنوان: *إلى أين المفر؟*

خواطر أدبية - ما تبوح به الروح


وصلت متأخرة إلى حقيقة طغَت بعدها على ذاتي: أنا أهرب من نفسي. أجدني وحيدة في وسط محيط شاسع تحيط بي المياه من كل جانب دون أفق أرض يلوح للنظر. أستقل قاربًا خشبيًا قديمًا مثقوبًا، يكاد يغرق في أي لحظة، وأُحيط بنور شمس حارقة وهدوءٍ يخترقه صوت الأمواج المتدفقة فقط. ينهكني الجوع الذي لا يُحتمل، وكل ما أتذكره هو رغبتي الشديدة في الهروب.

هربت من الناس ومن الحياة بما تحمله من مسؤوليات ومتاعب. شعرت وكأن الجميع يلاحقني ليقضي عليّ، وكأن الحياة كانت حبلاً يشد وثاقي. كل هذه المشاعر دفعتني للركض بعيداً دون وجهة واضحة، حتى وجدت هذا القارب ولم أفكر كثيراً قبل الإبحار به دون استعداد أو تخطيط.

ظننت حينها أن الابتعاد سيمنحني الطمأنينة والسلام الداخلي. إلا أنني اكتشفت أنني ما زلت أرغب في الهروب. الخوف يغزو صدري، والقلق ينهشني، بينما الهواء ذاته أصبح خانقًا. أدركت، للأسف بعد فوات الأوان، أني لا أهرب من الآخرين بل أهرب من ذاتي. هي ذاتي التي تلاحقني بلا هوادة، وهي من لا تنوي أن تترك لي مخرجاً للهروب منها. إلى أين المهرب؟ يبدو أنه لا سبيل للنجاة منها، وربما تحقق ذاتي ما تسعى إليه قريباً.


تعليقات

ليصلك كل جديد تابعنا بالضغط على الصورة

اضغط لمشاهدة الفيديو