 |
| خواطر... رسالة إلى أمى الحبيبة |
إلى أمي،
هناك أمهات خصّهن الله ليكن شفاءً ورحمة، لتعويضٍ من السماء عن أولئك اللواتي تخلين عن أمومتهن بسهولة.
خواطر ورسالة تحمل حبًا وتقديرًا إلى أمي الحبيبة:
لا يمكنني تصور حياتي بدونك، فأنتِ الشخص الذي كان سندًا لي دومًا، وكم كررت هذه الجملة: "أنتِ هدية الله لي، جبرٌ لروحي ومصدرُ القوة بداخلي"؛ بالفعل، كنتِ وما زلتِ كذلك.
قمتِ بما لم يقدر أي إنسان على القيام به. احتويتني بكل ما أنا عليه: بضعفي، بمشاعري المُنهَكة، وقلة الأمل الذي كان يحيط بي. بدلاً من الاستسلام لتلك الظروف، تحديتِها جميعًا من أجل رؤيتي صامدةً، قوّية، غير قابلة للكسر.
كنتِ الهواء الذي افتقدته الحياة حتى ارتسم اليأس على الجسد والعقل؛ قيل يومًا إن المشي بعيد المنال بالنسبة لي. لكنكِ كنتِ الأمل الذي رفض التسليم لفكرة المستحيل، سحقتِ تلك الفكرة بالإصرار والإيمان بأن ما يبدو صعبًا يمكن تجاوزه، وهكذا جعلتِني أبدأ المسير بعد سنواتٍ من جهودٍ جبّارة.
منحتِني دروسًا في تحدي الروح قبل كل شيء آخر. أرشدتِني إلى إصلاح اعوجاج أفكاري وانتشالي من دروب اليأس. علّمتِني أن أمسك بآخر قشة من الأمل مهما كانت الظروف قاسية.
علّمتِني كيف أقاتل من أجل ما أريد، كيف أتجاهل الألم وأصم أذني عن كل كلمة جارحة تهزّ كياني. ذكّرتِني بجمالي الداخلي والخارجي، وأخبرتِني أن الله ميّزني عن الآخرين، وأن اختلافي هو دليلٌ على محبته لي.
علّمتِني كيف أحتضن نفسي، وأحبها كما هي حتى لو شعرت بعدم قبولها من أحد. أمددتِني بالشجاعة لأصدقها وأحميها، لأنها أنا، وهي أثمن ما أملك في الدنيا بجانب قلبك الكبير.
اليوم أشعر بحاجة ملحّة للتعبير عن حقيقتي تجاهك. أرغب في أن تعلمي أنّكِ الروح التي تُبقي حياتي حيّة. أحبكِ دائمًا، وكل يوم يبدأ دون وجودكِ بجانبي يشعُر بالنقص. الكلمات التي لا تُنسج لأجلك لا تمس قلبي ولا تُبهر نظري؛ فأنتِ مصدر القوة وراء كل حرف كتبته يومًا.
لقد علّمتِني كيف أُغنّي مع الكلمات، وكيف أرقص بينها على أوتار المشاعر والنبض. علّمتِني عشق الكتابة وكيف أجعل الحروف تنطق بصدق.
هذا النص وكل حرف من قلبي موجّه إليك؛ أنتِ الروح التي مني، ودين الكلمات مهما كثرت لن يفي بحقك في الحب والعطاء الذي أغدقتِه عليّ والذي ما زلت تمنحينني إياه!
أحبكِ دومًا أمي.
رسالة الى امي الحبيبة | الشاعر عبد العزيز جويدة | اداء حمزة الاغا #شعر
تعليقات
إرسال تعليق