الرحلة الداخلية هي حينما يتوقف الإنسان للحظة، لحظة سحرية ويبدأ في الاستماع إلى الصمت،
نداء الروح
الرحلات الكبرى تعني أن نراقب خوفنا ونراقب غضبنا ونراقب عارنا وكل مشاعرنا بتقبل وحب واتساع .
الرحلات الكبرى هي رحلات التغيير لعاداتنا ولأفكارنا ولمعتقداتنا،
هي رحلات نمونا وازدهرنا وحبنا وبعد ذلك لعطائنا.
رحلاتنا الكبرى تجعل أيامنا ثرية بالامتنان
وصعوباتنا معلمين لنا، وقلوبنا منبع لا نهائي للحنان،
الرحلات الكبرى تعني أن نسمح للصور التي تُرسم في عقولنا أن تنطفئ
وأن نختار بوعي ما سنرسمه في عقولنا.
الرحلات الكبرى تعني أن نتعلم دروسنا ونكتشف مواهبنا ونستمع لما نريده ونحدد قيمنا ومسار أخلاقنا، يعني أن كل المتحدثين عنا لنا لا يكون لصوتهم علو فوق أصواتنا،
الرحلات الكبرى هي من ذاتنا إلى ذاتنا،
الرحلات الكبرى هي حينما يتوقف حلم الدنيا عن الصراخ،
ونقف خطوة واحدة إلى الوراء فنستمع إلى موسيقى الصمت،
ذاك الخلود الحتمي الذي نشعره ولا كلمات يمكن لها أن تصل إليه،
ذاك هو نعيمنا الذي لا يمكن لأحد أن يسلبه منا،
فدعك من العراك مع الوقت واسمح للحظة الخلود الحاضرة أن تخترق جسدك، لا تخشى صمتك.
إن الرحلات الداخلية تبدأ بنداء، ولكن نادرون هم من يلبون ذاك النداء كل ما عليك في البداية هو أن تستمع لحدسك وسوف يقودك في هذه الرحلة.
هذه الدنيا ليست سوى حلم وكل إنسان منا هو حالم، نستقي ذواتنا من عالمنا فيخبرنا عالمنا بشروطه اللانهائية لوجودنا ولقبولنا، فدعك من هذا كله، فتلك الذات المستقاة من ذاك العالم المفبرك سوف تتحطم هي أو ستحطمك،
فتلك الذات لا تشبهك ولا تعرفك، بل هي مجرد مرحلة في رحلتك.
نحن كبشر متشابهون ومختلفون في آن معاً،
ولكن كل تميزنا واختلافنا يتركز في مكان وهو في إبداعنا وفي تحقيق ذواتنا،
ولكي نحقق ذواتنا علينا أن نسأل الأسئلة الصعبة وسيجدنا الجواب.
أسئلة على غرار، كيف أفتح قلبي للحب؟ أو ما هي رسالتي؟
أو ما الشخص الذي أريد أن أكون عليه؟ ما هي دوافعي؟ ما هو نوري؟ وما هو ظلامي؟
ما هي نواياي؟ ما الذي أريد أن أتعلمه وما الذي أريد أن أفعله؟ هل واجهت فكرة الموت والحياة؟
وبعد ذلك كرس حياتك لرسالتك، ستقدم على أهدافك الجديدة التي اخترتها بنفسك فحتى أبسط الأعمال حينما ترتبط برسالتك ستنطوي على غبطة عظيمة.
حينما ترتبط برسالتك فأنت تعرف نواياك ودوافعك وأهدافك وقيمك ومرتبط بشجاعتك وثري بعطاءك.
وملتزم بتطورك.
الروح جاءت لتخدم، وما لم تستمع لها سيظل نداء الروح يطاردك، فهلا فتحت قلبك؟ واستمعت إلى حدسك؟ واخترت نفسك؟ وقدمت خدمتك للعالم، فكل ما نراه اليوم هو نتيجة للجهود الإنسانية والعالم
مهما بدأ ممتلئاً فصدقني هو سيزداد ثراءً بعطاءك.
أيها الإنسان جد مكانك في هذا العالم. وتذكر مقولة جلال الدين الرومي "ما تبحث عنه يبحث عنك"
