الرأي العام أو التوجيه المعنوي في بعض التسميات يعني توجيه المشاهد وتعبئته باتجاه معين، وإعداد برامجه من أخطر أنواع الإعداد وأصعبها، ذلك فمن الضروري أن يكون لكل معد رسالة مجتمعية أو بالأصح إنسانية سامية تفرض عليه الحياد والنظر لكل الأمور بعين مجردة من كل شيء، فعين المعد يجب أن تكون مفتوحة فقط على القيم الإنسانية الكاملة.
برامج الرأي العام
وبرامج التعبئة العامة لها متخصصون، هم في الغالب ينظرون بعين واحدة ويغمضون العين الأخرى في برامج التعبئة السياسية، ومثال لذلك أن تكون هناك حالة من الاحتقان بين دولتين أو طرفين سياسيين كما يحدث على سبيل المثال دائما بين مصر والسودان أو كنموذج لذلك ما حدث بين العراق والكويت أبان الأزمة والحرب وبعدهما.
وحتى على المستوى القومي وبعدما تغيرت الأحوال والظروف، نجد معظم المعدين الكبار يحجمون عن إعداد برامج التعبئة التي تسوق للتسوية والتطبيع، إما بسبب مواقفهم الثابتة أو بسبب ما أعدوه مسبقا.
وفي معظم الأحيان يعتمد إعداد برامج التعبئة السياسية على تفخيم طرف وتحقير الطرف الآخر ويعتمد على الصورة في التلفزيون بدرجة كبيرة .
على كل فان إعداد برامج الرأي العام على اختلافها يحتاج لعدة عوامل منها:
1. المعرفة الجيدة للتاريخ
2. التأكد من صحة المعلومة
3. امتلاك الناصية اللغوية ذات الألفاظ الخاصة
4. المعرفة التامة بمزاج الشريحة المستهدفة
5. اختيار الضيوف المناسبين
6. اختيار المادة الحوارية المناسبة للقاءات والريبورتاج
7. التدعيم بالتقارير القصيرة
8. المقدرة على نسج الجمل القصيرة المتكاملة
برامج التعبئة العسكرية
برامج التعبئة العسكرية تقوم على محورين؛ أحدهما بث روح العزيمة ورفع الروح المعنوية، وبث روح الانهزامية والإحباط في الطرف الآخر، وتعتمد برامج التعبئة العسكرية على مقدرة المعد في اللعب بالألفاظ واستدعاء الأشعار والأغاني والأناشيد الحماسية والاختيار الدقيق للألفاظ التي تغطي الصور، مع الاعتماد على الجمل القصيرة المتكاملة التي تبث الروح الوطنية وترفع وتيرة الاستعداد للقتال.
ويقع معد برامج التعبئة العسكرية في تأثيرات الضغوط النفسية الهائلة خاصة لو كان يتبع الطرف الخاسر أو المهزوم، ذلك أن إحساسه بالهزيمة والانكسار الداخلي يمثل عاملا نفسيا يؤثر في اختياره الألفاظ المناسبة، التي قد يحاول بها حسب مقتضيات الضرورة مغالطة الحقائق الماثلة على الأرض، إضافة لأنه يجد نفسه كالخياط الذي يقوم بتفصيل ما تمليه عليه الجهة التي يعمل لحسابها.
وتعتمد آلية إعداد مثل هذه البرامج على إخفاء الكثير من الحقائق وتفخيم الحقائق المسموح بها أو تحقيرها وهو ما يفقد المعد المصداقية حتى بينه وبين نفسه.
شاهد ايضا
الإعلام الإسلامي بديل للإعلام الغربي
تكنولوجيا الإعلام.. في خدمة الإسلام والإنسانية
الإعلام الإسلامي والمرأة ودورها البارز
الفرق بين برامج الرأى العام وبرامج التعبئة العسكرية....شاهد الفيديو
الفرق بين برامج الرأى العام وبرامج التعبئة العسكرية....شاهد الفيديو
