مفهوم شامل حول معنى الرأى العام
للرأى العام سلطات على الناس وخاصة الحكام مع التفاوت تبعا لظروف الزمان والمكان والاشخاص وهو اظهر تأثيرا فى النظم الديمقراطية حيث يوصف بسيد المشرعين واقوى المستبدين وهو حديثا اكثر قدرة منه قديما حتى عن المستبدون اكبر عناية بكسبه ومداراته . وتفننوا علميا ونفسيا فى اسباب ذلك تحاشيا لمصادمته وبذلك يؤثر الحكام فى الرأى العام كما يؤثر الرأى العام فيهم . وتتعدد وسائل التعرف على الرأى العام وتتفرع حتى يتعذر حصضرها كما تخصص هيئات رسمية وغيرها لبعض جوانب هذا التعرف واعلى الوسائل لذلك الانتخابات العامة والصحافة وسائر مجالات التعبير والنشر والاحصاء والاستفتاء وتتدانى الوسائل حتى لقد تتمثل فى فكاهة دارجة ربما تحمل مدلولا عميقا وكل هذه الوسائل تقدر بمقدار مايصاحبها من حرية ومن ضمانات لتلك الحرية
ويشير اخرون ان الرأى العام انما يعبر عن وجهات النظر والشعور السائد بين جمهور معين فى وقت معين ازاء موقف او مشكلة من المشكلات . ويتخذ الرأى العام شكله من المجتمع الذى ينبع منه ويتأثر بما يحث فيه من تفاعلات
مفهوم شامل حول معنى الرأى العام
والرأى العام اما ثابت يستمد من العادات والتقاليد واما متغير وغالبا ما يكون منطقيا مبنيا على حملة منظمة من الترويج والاغراء . وهناك الرأى العام الظاهر وهو تعبير مجموعة من الناس عن اتجاهتها وارائها ازاء مشكلة معينة تعبيرا صريحا حيث تتوافر الحرية ولايخشى الناس ان يعبروا عن ارائهم بصراحة والرأى العام الغير ظاهر اى هو الرأى العام غير المعبر لان افراد الجماعة فيه يخشون التعبير عن ارائهم واتجاهتهم لانها ضد القانون او المعايير الاجتماعية المتعارف عليها
ويهتم المجتمع الحديث بمعرفة اتجاهات الرأى العام لامكان وضع الخطط المختلفة بما يتفق مع هذه الاتجاهات .
ولقد تطورت الدراسة الاجتماعية للراى العام فى اواخر القرن التاسع عشر وبخاصة عمليات تكوين الرأى العام وتغييره او الجوانب العاطفية غير الفعليه فيه . ونستطيع ان نحدد اتجاهات الدراسة فى هذا الموضوع على انها تشمل تحليل محتوى او مضمون الرأى العام ويهتم به علماء النفس فى دراسة وتعريف الرأى العام واساليب تكوينه ويهتم به علماء الاجتماع ولدور سياسى فى الرأى العام ويهتم ايضا المؤرخون وعلماء السياسة
ومن جانبنا نستطيع ان نشير الى بعض الجوانب لان التعبير للجماهير من خلال الرأى العام انما يشير احيانا الى المطالب والاحتياجات التى تعبر عن مشاكل الجماهير وهنا يكون للخدمة الاجتماعية دورا بارزا فى التوفيق بين تلك المطالب والحاجات والامكانيات المتاحة فى المجتمع لذلك نجد ان الخدمة الاجتماعية دور هاما فى اعداد البرامج التى تستطيع من خلالها اشباع احتياجات الجماهير التى عبرت عنها من خلال الرأى العام
ويلاحظ ان الدراسة النفسية الاجتماعية للرأى العام قد تركزت حول موضوعات معينة فقد حظى موضوع التعصب وعلى الاخص التعصب العنصرى باهتمام خاص وانحصر اسهام علم النفس فى الكشف عن توزيع الاراء وتحولاتها دون محاولة تفسيرها وهناك الى جانب ذلك مسوح الرلااى العام التى تقوم بها معاهد متخصصة مثل معهد جالوب بالولايات المتحدة الامريكية والمعهد البريطانى للرأى العام وجدير بالذكر ان اغلب هذه المسوح قد تناولت فقط اراء بسيطة حول قضايا محدودة تحديدا واضحا . غير انهالم تستطع بذلك الا اكتشاف القليل من الوسائل التى من خلالها تدعم الاراء او ترتبط بالاراء والمعتقدات الاخرى . كما انها لم تستطع التمييز بين الاراء المتماثلة طبقا لدرجة ايمان الناس العميق بها وفضلا عن ذلك لم تسطع هذه المسوح تفسير التحول فى الاراء تفسيرا مقنعا بل انها لم تتمكنت من تتبع العلاقة بين الرأى العام والسلوك بصفة عامة
وحتى نتمكن من معالجة هذه المشكلات فانه من الضرورى ان ندرس الوسائل الفعلية التى يتشكل من خلالها الرأى العام وهذا يتطلب بالطبع دراسة وسائل الاتصال الجماهيرى مثل السينما الراديو الانترنت التلفزيون والصحف والهيئات الطوعية الاساساسية التى تسعى الى تدعيم معايير معينة سواء بشكل مباشر عن طريق الضغط على الرأى العام او بطريق غير مباشر عن طريق التشريع الذى يفرضه الرأى العام فى بعض الاحيان وعلينا ايضا ان نهتم بكيفية تأثر محتوى الرأى العام بكل من القيم والمعايير المشتقة من الدين والاخلاق والعرف ومن ناحية وكيفية تأثره بالمصالح الاجتماعية من ناحية اخرى
شاهد ايضا
