شرح قول الرسول عن السفر قطعة من العذاب
يوصي الرسول صلى الله عليه وسلم بتعجيل رجوع المسافر إلى داره وبلده وأهله بعد ان يفرغ من الحاجة التي سافر لقضائها، مشيراً صلى الله عليه وسلم ان السفر ما هو إلا قطعة من العذاب وذلك بسبب منعه للشخص من طعامه وشرابه ونومه لذلك فلابد من تعجيل رجوعه فور إنتهائه من حاجته، لقوله صلى الله عليه وسلم: «السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه، فإذا قضى أحدكم نهمته ـ بفتح النون أي حاجته ـ فليعجل رجوعه إلى أهله» (متفق عليه).
سنن وآداب السفر
أن تقوم بطلب الصحبة في سفرك ، لحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الراكب شيطان والراكبان شيطانان والثلاثة ركب» [إسناده حسن، أخرجه مالك وأحمد وأهل السنن].
تأمير أحد المسافرين أثناء السفر، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه وأبي سعيد: «إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم» (أخرجه أبو داود بسند جيد]، وفي حديث علي رضي الله عنه: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث جيشا أمر عليهم رجلا، وأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوا» (أخرجه البخاري).
قول دعاء السفر و دعاء ركوب الدابة وغيرها من وسائل النقل، فلقد جاء عن علي رضي الله عنه أنه أتى بدابة ليركبها، فلما وضع رجله في الركاب قال: (بسم الله)، فلما استوى على ظهرها قال: (الحمد لله)، ثم قال: (سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين (13) وإنا إلى ربنا لمنقلبون)، ثم قال: (الحمد لله) ثلاثا، (الله أكبر) ثلاثا، (سبحانك اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) [الحديث رواه أحمد وأهل السنن وفي إسناده اختلاف وإسناده عند الطبراني والحاكم جيد ثابت]، وأخرج مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى على بعيره خارجا إلى السفر كبر ثلاثا ثم قال: «سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل» وإذا رجع قالهن، وزاد فيهن «آيبون، تائبون، عابدون، لربنا حامدون» وفي حديث أنس عند مسلم حتى إذا كنا بظهر المدينة قال: «آيبون، تائبون، عابدون، لربنا حامدون» فلم يزل يقول ذلك حتى قدمنا المدينة، فعلى هذا تقال هذه العبارة عند بداية القفول وعند قدومه لبلده، وروى مسلم عن عبدالله بن سرجس أيضا: «كان رسول الله إذا سافر يتعوذ من وعثاء السفر وكآبة المنظر، والحور بعد الكون ودعوة المظلوم وسوء المنظر في الأهل والمال»، ودعاء الركوب إنما يقال في السفر كما اختاره ابن باز رحمه الله.
السفر يوم الخميس، فقد روى البخاري عن كعب بن مالك رضي الله عنه قوله: «لقلما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إذا خرج إلا يوم الخميس» وبوب البخاري في كتاب الجهاد، وذلك من باب الأفضلية، لأن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوم السبت في حجة الوداع .
التسبيح عند الهبوط والتكبير عند الصعود كما ثبت ذلك في حديث جابر وابن عمر رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قفل من غزو أو حج أو عمرة يكبر على كل شرف من الأرض ثلاث تكبيرات ثم يقول: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، آيبون تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون، صدق الله وعده، نصر عبده، وهزم الأحزاب وحده» [ولفظ حديث ابن عمر متفق عليه].
توديع الأقارب والأهل والأصحاب
تعجيل العودة بعد قضاء حاجته، لقوله صلى الله عليه وسلم: «السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه، فإذا قضى أحدكم نهمته ـ بفتح النون أي حاجته ـ فليعجل رجوعه إلى أهله» (متفق عليه).
عدم اصطحاب الحيوانات والاجراس أثناء السفر، أخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا تصاحب الملائكة رفقة فيهم كلب ولا جرس».
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه إذا كان علي سفر وأسحر يقول: «سمع سامع بحمد الله، وحسن بلائه علينا، ربنا صاحبنا، وأفضل علينا عائذا بالله من النار» [أخرجه مسلم عن أبي هريرة].
من قال: «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق» عند نزوله منزل لا يصيبه شئ فيه ضرر حتى يرحل من هذا المنزل (رواه مسلم عن خولة بنت حكيم).
دعاء السفر مستجاب ، وفي الحديث «لا ترد دعوتهم»، وذكر منهم المسافر، أخرجه أهل السنن وعند مسلم (ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر).
عدم القدوم ليلا للأهل بدون إخبارهم.
صلاة ركعتين في المسجد عند القدوم من سفر.
فوائد السفر التي ذكرت في السنة
قد روى البيهقي في سننه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سافروا تصحوا وتغنموا ، وهو بهذا اللفظ في مسند الشهاب، ورواه الإمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ: سافروا تصحوا ، واغزوا تستغنوا ، ورواه الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سافروا تصحوا وتسلموا.
ويبين هذا الحديث فوائد السفر فقال المناوي في كتاب فيض القدير في شرح هذا الحديث سافروا تصحوا وتغنموا.
قال البيهقي: “دل به على ما فيه سبب الغنى”.
وقال الشافعي:
تغرب عن الأوطان في طلب العلا * وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفرج هم واكتساب معيشة * وعلم وآداب وصحبة ماجد
السفر في الإسلام
للسفر في اللغة معاني عديدة ولكن في لغة العرب يقصد به : قطع المسافة البعيدة، وجمعه: أسفار، وسمي سفرًا من الإسفار، حيث الكشف عن وجوه المسافرين وأخلاقهم.
أما في اصطلاح الفقهاء فالمقصود بالسفر : هو الخروج على قصد قطع مسافة القصر الشرعية فما فوقها.
أنواع السفر في الإسلام
بالتأكيد هناك إيجابيات وسلبيات السفر، وهناك أيضا أقسام السفر وهي مذموم ومحمود ومباح.
المذموم :هو ما يؤدي إلى معصية مثل السفر لبلاد يطغى فيها الفعل الحرام ويقل الحلال، والسفر الذي به معصية أيضا مثل سفر المرأة بدون محرمها، حتى لو لأداء فريضة الحج، وبالتأكيد من يسافر لغرض معصية كقطع الطريق او سرقة أموال الغير.
المحمود : هو السفر الذي يعود منه منفعة في الدين وطاعة لله سبحانه وتعالى، وحكمة يحسب بحكم الطاعة التي سافر لفعلها كالسفر للحج أو الأعتمار، أو لصلة الأرحام، أو لطلب العلم، أو التفكر والتدبر في خلق الله، أو السفر لزيارة المسجد النبوي والمسجد الأقصى.
المباح : السفر الذي يتعلق بالسعي مم أجل طلب الرزق سواء للتجارة او العمل، ومنه أيضا السفر بغرض الترويح عن نفس الإنسان وهو مباح طالما انه في حدود ما أحله الله سبحانه وتعالى.
ومدح الله تعالى المسافرين في قوله: {فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [المزمل:20]، وأثني على المسافرين طلبا للرزق عن المجاهدين في سبيل الله.