![]() |
| كيفية التعامل مع كافة الظروف |
اعتادت الحياة على إرباكنا بمفاجآتها المتنوعة وأحداثها المتسارعة، مكللة أيامنا بمزيج من التحديات والصعوبات. لكن مهما كان وطأها عليك، لا تدعها تُثقل خطواتك؛ واجهها بحزم وأصرّ على أن تكون أنت سيد مسيرتك.
كيفية التعامل مع كافة الظروف
في لحظة توقفت امرأة ما لتراجع حياتها التي كانت تمر بسرعة جنونية، مليئة بالأحداث بلا هوادة. وما أصعب أن يتسابق الزمن دون أن يُمنح المرء الفرصة ليأخذ نَفَساً ويشعر بإيقاعه الخاص! لكن هذه البطلة قررت أن تتحدى التيار، أن تغيّر مسارها، وأن ترفض الانصياع لموروث السنوات من الصمت والتحمل المرهِق.
ففي غمرة الوجع الذي كوّن تلك الجدران السميكة بداخله، انطلقت شرارة التمرد. تعلمت التحدث عوضاً عن الصمت، والمثابرة بدلاً من الاستسلام. حطمت الحواجز التي أقامتها الأزمات، واختارت السير في طريقٍ جديد بلا خوفٍ يكبلها. شعرت كأنها طائر حر يحلق بلا حدود لأول مرة، مستمتعة بنسائم الحرية التي تملأ رئتيها وتجدد روحها. وجدَت حياتها فجأة مملوءة بالفرص التي تنتظرها، واكتشفت أنها أخيراً تحيا كما يجب.
والآن، أصبحت كل الأمور تبدو كثيرة – كما كانت دائمًا - لكن الفرق الوحيد أنها اليوم تعمل لصالحها، وليست ضدها. وأصبح لها الحق في اختيار ما يناسبها دون أن تشعر بثقل ما لا ينتمي إليها.
الأمر المدهش هنا أنك تستطيع أن تكون مثلها! صحيح أن الحياة قد تُلقيك في فوهة المصاعب وتشعرك أحياناً بالهزيمة، لكن اعترف بضعفك حين تتطلب الحاجة لذلك ثم انهض لاحقاً أقوى مما كنت. لا تبالغ في البكاء أو ترقب الفشل بين كل زاوية بل اعمل على تجديد شغفك وسحق مخاوفك. دع ما سيأتي يأتي وفق طبيعته، وإن أردت شيئاً أصرخ مطالباً به وتعلم المضي قُدماً. لكن كن صبوراً؛ مع مرور الوقت ستُتقن فن السعادة التي لا تُثنيها الظروف مهما ساءت الأحوال.
الحزن قد يحاول أن يقهر قلبك، لكنه لن ينجح إذا جعلت منه وقوداً يعزز قوتك لمواجهة العالم بأسره. كن صياداً ماهراً في هذه الحياة؛ انتبه للعثرات ولا تسمح لأحد أن يجعلك فريسة سهلة للنيل منها. لا تهرب من الواقع خشيةً منه، بل اجعله هو من يخاف مواجهتك.
في الحقيقة نحن ننشغل بالكثير والكثير من الأمور التي تبتلع معنا المعنى الحقيقي للحياة حتى نكتشف فجأة أننا أهدرنا وقتنا الثمين على لا شيء. تلك اللحظات التي تسير دون وعي قد تبدو كسحبٍ تحجب الرؤية، لكنها تترك سؤالاً داخلك: إلى ماذا أنا أسعى؟
الأمر ليس بالمأساة الدائمة، ما فات قد انتهى ولا يمكن تغييره بالعويل أو التحسّر. فقط تذكّر أنك على قيد الحياة، وهذا يكفي لتبدأ الآن. انطلق برؤية جديدة، واصنع مسارك الخاص. خذ حياتك كأنها لوحة فارغة وابدأ برسم تفاصيلها على نغمتك الخاصة، بعيداً عن ما يفرضه عليك الآخرون.
مجلة الأستاذة

تعليقات
إرسال تعليق