ما بين التشافي والفروسية مع مها الناظر
مها ناظر مرشدة وعي ومدربة حياة هاوية للخيل، بدء اهتمامها بالخيل منذ طفولتها فكانت تُعجب بشكله
ما بين التشافي والفروسية
وطريقة حركته إلى أن قامت بعد سنوات بالالتحاق بنادي تعليم الفروسية واصفةً أول لقاء فعلي لها مع الخيل بالاستثنائي فبمجرد امتطاء الخيل أدركت أن إتقان هذه الرياضة هو ما تريد مها فعله.
ومن وحي هذه التجربة نرى بان الاستماع لصوتنا الداخلي ينعكس إيجابا في معظم الأحيان ويجعل من الصعوبات فرصة تعلم ممتعة محفوفة بالشغف بعيدة عن المؤثرات الخارجية والآراء السلبية فقالت مها أنه يجب علينا التأكد من أن صوتنا الداخلي هو صوت قلبنا لا الأفكار والشكوك النابعة من الذات الزائفة.
أهمية الحضور أثناء العمل
لعل أول التحديات التي قد تواجه الأشخاص بل وأصعبها هي كسر القاعدة والخروج عن العادات المألوفة التي يتم تطبيقها بدون التفكير بما تقدمه من فائدة وهنا تأتي فائدة الحضور والتفكر بما نعمل فقالت مها في لقاءها بأن كل ما يُنجز بحضور يجلب المتعة مهما كان بسيطا وفي الجهة الأخرى عملنا بشكل أوتوماتيكي يجعل منا نسخ مكررة تفتقر للتميز.
أوضحت مها أن الطريقة التي نرى فيها حياتنا تحدد مدى دافعيتنا ومدى تطورنا فرؤية الحياة وما نفعله من نشاطات من منظور سلبي ومتثاقل يجعل حتى من الاستيقاظ صباحاً مهمة صعبة كما أن فترة النوم ستكون غير مريحة بل ومليئة بالأحلام المزعجة التي تثقل يومنا، أما تبني المنظور الإيجابي يجعل من كل أنشطتنا ذات معنى ووسيلة لتحقيق مهمة إعمار الأرض.
ركوب الخيل
بدأت مها مشوارها بركوب الخيل في العقد الثاني من عمرها فكانت أحد التحديات التي واجهتها بسبب عدم البدء بعمر صغير هي ضبط وضعية الجسد بشكل صحيح أثناء ركوب الخيل بحيث يكون الجذع والكعب بمستوى واحد بالإضافة إلى التركيز على المحيط الخارجي، وصفت مها الخيل بالمعلم الصامت الذي يتواصل مع صاحبه بالنظرات والحركات المختلفة وأحيانا بالإحساس لذا من المهم أن يكون الفارس على تواصل مع ذاته ومدرك لمشاعره المختلفة.
يحتل الخيل العربي مكانة خاصة في قلب مها فهو يتميز بذكائه، جماله وحاجته للتفهم بسبب سرعة انفعاله، يتميز الخيل العربي باداءه المتفوق في سباقات القدرة والتحمل ويرجع ذلك لحجم قلبه الكبير مقارنة بغيره فيعطيه ذلك دورة دموية أسرع بالتالي وقت تشافي أقل ومستوى تعب أقل لكنه غير مناسب لمسابقات قفز الحواجز بسبب قصر قامته.
ماذا أضافت الفروسية لمها؟
ترى مها بأن وجودها في رياضة الفروسية هي هبة من الله وتحاول باستمرار أن تصل إلى الحكمة من دخولها لهذا المجال وأضاف بان الخيل يعلم مكارم الأخلاق فانتظار الفارس لوصول خيله مرحلة الهدوء ليكمل التمرين يحمل الكثير من المعاني الإنسانية ويوصل الفارس إلى مكان معنوي رفيع يجعله على صلة أكثر بالكون ويقوي فيه الوازع الروحاني.
حوار عميق مع ضيفتنا لهذا الأسبوع أدخلتنا لعالم الفروسية وكشفت لنا الجانب المعنوي العظيم لهذه الرياضة.
مجلة الأستاذة
