عالرصيف
تناول لمسرحية ع الرصيف التي ترصد ظواهر تحققت وأصبحت واقع نعيشه
عالرصيف مسرحية مصرية من أنتاج سنة 1987 م
(مسرحية سياسية كوميدية)
عندما يرصد الفن أوجاع أجيال بكاملها في تناول ساخر لقضايا مصر بكوميديا سوداء لا تخلو من العمق..إ
أسقاطات سياسية واجتماعية شرسةتضافرت كل العناصر لتصنع وجبة دسمة من الكوميديا السياسية السوداء....نضحك على الأوجاع والمشاكل التي عشناها في حقبة زمنية من قيام الجمهورية بقيادة محمد نجيب ثم عزله ....مرورا بناصر والسادات ومبارك.
تناولت المسرحية ما حدث في المعتقلات والمسجونين من المفكرين وظاهرة زوار الليل وما حدث من حشد الأموال والشعب من أجل زعامة عربية زائفة فحارب الجنود في اليمن بلا طائل وبعثر ناصر الأموال على حروب كبدت البلاد أموال طائلة مع فساد داخلي وضعف في صفوف الجيش بقيادة عبد الحكيم عامر....
أستفاق الجميع على نكسة و وكسة بسقوط في 67 وأبراز مدى ضعف القيادات العسكرية أنذاك وكذلك شروخ عديدة داخل المؤسسات الوطنية....
كذلك ناقشت المسرحية قضية السوق السوداء للعملة وصعود رجال الأعمال من مرتزقة صعدوا بالرشوة والتجارة العملة.
جلس المستشار كمال ومدرسة اللغة العربية صفية وأقاموا على الرصيف .... ثرثروا في الواقع السياسي والاجتماعي أبرزوا غلو الأسعار والحفر وسوء أدارة ملفات الأقتصاد وظهور الفساد متجسد في نماذج من تاجر عملة ومقاول مزور ....كذلك تناولوا هيمنة أمريكا على مجلس الأمن وكذلك سيطرة الدولار الأمريكي على الألباب.
على الرصيف ......ناقشا فساد البناء وخروج الكثير من المصريين اللي الخليج بحثاً عن حياة أفضل والمجمعات الاستهلاكية والرشوة.......ليطرحوا سؤال في غاية الأهمية عن الحقبة مما بعد الملكية حتى عهد الرئيس مبارك........................
طرحوا تسأولات منها :
مين اللي سرق مصر .... مين اللي سرق مصر
ومن أحدث تغيير شامل في نسيج الأقتصاد والطبقات الأجتماعية:
طرحوا أسقاطات ......وتنبؤات ....أصبحت واقع
اللي متفقرش في عهد أياه عمره ما هيتفقر !!
(يقٌصد بها عصر ناصر)وذلك أسقاطاً على سوء تطبيق الأشتراكية في عهد ناصر
واللي مغتناش في عهد أياه عمره ما هيتغني!!
(يقٌصد عهد السادات) أسقاطاً على فساد الأنفتاح الأقتصادي في عهد السادات.
الممثلين بقيادة الأستاذ حسن عابدين والأستاذية هنا فعلاً وليس وصفاً ..أنت أمام ممثل عبقري في الألقاء والتعبير ....ممثل يعطيك كل شيء من تمثيل سلس وقوة في الأداء وحضور طاغي على خشبة المسرح......سهير البابلي هي الأخرى كانت خفيفة الظل وتقف على منصة واحدة أمام الأستاذ حسن عابدين لتكون مبارة فنية جاذبة للمشاهدة والتفاعل....أحمد بدير كان هو فرس الرهان على الكوميديا الشرسة فكل موقف كان أحمد بدير يحوله اللي كوميديا ما بين الموقف والأفيهات اللاذعة ......حركية وخفة دم وحضور......صنع جسر ما بين الكوميديا السوداء وما بين كوميديا تجذب الضحكات بمغناطيس قوي........
أخيراً حسن حسني قام بدور الشرير اللطيف وقام بالدور على أمل وجه وأمسك طرف الخيط الكوميديا من أحمد بدير ليقيما جسور من المواقف الكوميدية .............
المسرحية من أخراج جلال الشرقاوي الذي قاد العمل بحرفية ليخرج العمل اللي النور كوميديا سياسية تستحق التقدير ...اختيار الديكورات والممثلين كان ممتاز .....مع نص رائع وحوار ممتع من الكاتب نهاد جلال ............يستحق كاتب النص كل التقدير على عمل رائع كٌتب ليخلد ويبقى بصمة في تاريخ الأعمال المسرحية..................
أنت أمام عمل يشعرك أنك أمام رصد تاريخي لحقبة زمنية بأوجاعها ومشاكلها البسيطة والضخمة ........
مستشار ومدرسة لغة عربية يواجهون مجتمع تحول من الأشتراكية اللي الأنفتاح بضراوة فاقداً كل معالمه ....تنبأ العمل المسرحي بمزيداً من الفوضى الأجتماعية والثقافية والأقتصادية وبالفعل حدث ذلك كما صاغوه.................
مجلة الأستاذة
