خواطر......خلال دقائق
التغير حتمي و يحدث خلال دقائق او ثواني معدوده ، و من لم يستعد لتغير ينكسر امام رياحه العاتيه
خلال دقائق
نخاف التغير و نحاول تجنبه بقدر الامكان ، و لكن التغير من حال الي حال يحدث بلمح البصر و دونما سيطره او تحكم مننا ، خلال دقائق فقط تتحول حياتك من نعيم الى جحيم و العكس و خلال ثواني معدوده تفقد اعز الاحباء على قلبك ، ينهار عالمك بكلمه بسبب إشاعه أو أحاديث جانيه مغرضه ، تنطفىء نجوم جاهك و مركزك بسبب ضائقه ماديه أو دعوه قضائيه ، تختفي حيويتك بخبر من شفاه الطبيب فحواها أنك عليل .
و تغلق عليك قضبان حديديه بسبب حادث مروري ، تهتز الارض دونما انذار و تزلزل عالمك و تسحبه لقاع ، و تنتهي كل احلامك في منافسه رياضيه بعد إصابه عابره ، و يعاقبك الكون على خصالك البشريه عندما تحب او تضحي لاجل الاخرين ، تنسى و تطوى سجلاتك بلحظه توقف ذلك القلب النابض ، و تدمن على تلك الخمور دونما ادراك ، و تنسكب تلك الاحزان على ورقة حياتك كالحبر الاسود بهزيمه واحده ، مكالمه هاتفيه في منتصف الليل كفيله بهز عالمك المستقر و هدم طمأنينته ، و ياكل لهيب النار ذكرياتك و كل مقتنياتك بلحظه.
يتخلى عنك الاصدقاء و الاقارب و الاحباب بوصمة عار تعرف عنك ، و تنتهي ثقتك بالاخرين بخيانة حبيب ، تنتكس حالتك لتعود لتلك الحبوب بسبب عقبة بسيطه في حياتك ، و تعتزل الاخرين لتعيش ايامك بالوحده بعد تجربه انسانيه فاشله ، لا نحتاج الكثير للننكسر و نتقهقر للوراء و لكن نحتاج الكثير و الكثير لنجبر و نتعافى و لا نحتاج الكثير لنتغير و لكن نحتاج الكثير و الكثير لنصمد على توازننا امان التغير القصري ، و على هذا الحال يبقى الانسان تحت رحمة سيف الاحداث المفاجأه على أمل أن تعتق رقبته من هذا الحكم و ينطلق حراً طليقاً و لكن بلا جدوى .
مجلة الأستاذة
