خواطر......هل تستطيع أن تضمن لي ألا يتألم قلبك؟
هل تستطيع أن تضمن لي ألا يتألم قلبك؟
لن يعطيك أبواك تذكرة حماية أبدية من طعنات الزمان، للأسف هذا الشيء الوحيد الذي ليس بحوزتهما؟!
هل تستطيع أن تضمن لي ألا يتألم قلبك؟ هذا العام على الأقل أو لعامين؟
أعرف أن ألم القلب ألم مدوي لا يمكن وصفه من شدته..
سواء كان الألم من المقربين أو الغرباء أو حتى من الحياة.. وأعرف أننا طالما على هذه الحياة سيستمر الأمر..!
ولتعلم..
لن يعطيك أبواك تذكرة حماية أبدية من طعنات الزمان، للأسف هذا الشيء الوحيد الذي ليس بحوزتهما. وللأسف لم يولد إنساناً ومعه ضمان بعدم انكسار قلبه!
جناح أبويك ينتهي حين تقف وحدك رغم عنك في مواجهة الناس والحياة..
الحياة التي ليست بالضبط كما في خيالك.. وردية!
وليس بالضرورة أن ينكسر قلبك من الأشخاص..
الحياة يا عزيزي بجعبتها مئات التجارب التي ستهشم قلبك المسكين..
وسيحدث الأمر رغم كل محاولاتك رغم القيود التي ستضعها حول قلبك ورغم قوتك في الدفاع عن نفسك والتصدي لأي خذلان ورغم إيمانك القوي..
لكن تعرف ما بالأمر..
معي أنا؟
أنني مع ذلك، حتى حين يكون قلبي مجروحاً أجدني مندهشة من طاقة الحب التي بداخلي مندهشة أنني لا زلت قادرة على الاستمتاع بكوب الشاي بالقرنفل وبالمشي في الطرقات المزدحمة والتوهان فيها، ومستمتعة برائحة الريحان وبالياسمين الذي في شرفتي وبدفء عائلتي.. وبمقابلة الناس بنفس الوجه البشوش والابتسامة الصافية.
مندهشة أنني كما أنا لم يتغير أي شيء بروحي..
أجدني أتألم قليلاً في لحظات الخذلان والألم... أبكي لأنني بالنهاية إنسان..
ولكني لا ألبث مع صباح اليوم التالي مع زقزقة العصافير وشروق الشمس والشعاع الأول للصبح يتبخر الألم من قلبي وكأنه لم يكن! وأجد قدرة هائلة وعجيبة في مواصلة الحياة بنفس الاشراق..
يلتئم قلبي بسرعة بسبب الحب الذي مُنح لي ممن حولي والذي كنت محظوظة به وبوجودهم معي، ولأنني أحمل بقلبي الكثير والكثير منه.
ولأنني أسمح للحظات اللطف ولكلمات المحبين أن تغمرني كُلي.. وأسمح لشجرة الرمان التي في حديقتي باحتضاني ومصالحتي..
و أسمح للأيدي اللطيفة... أن تربت على كتفي.
