![]() |
| اسباب نزول سورة قريش وسبب تسميتها بهذا الاسم |
سورة قريش: من السور المكية التي أُنْزِلَتْ على النبي صلى الله عليه وسلم في مكة، وتقع في الجزء الثلاثين من القرآن الكريم. عدد آياتها أربع، ويُظَنُّ أنها مُتَّصِلَةٌ بسورة الفيل، مُكمِّلةٌ لها، وقد نزلت بعد سورة التين. ترتيبها بين سور القرآن هو المائة والسابعة.
لماذا سُمِّيَتْ سورة قريش بهذا الاسم؟
السبب هو أن كلمة "قريش" وردت فيها، وهي الكلمة الوحيدة التي خُصَّتْ بها هذه السورة. كان يُطلَقُ عليها اسم "لإِيلاف قريش" في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. ذُكِرَ اسم قريش في كتب التفسير بعد ذلك.
سبب نزول سورة قريش:
– كان الهدف من نزولها تذكير قريش بما خصهم الله به من نعم، و تفضيلهم على باقي القبائل. فقد اختصهم الله بكسوة الكعبة، وسقاية الحجاج، والنصر على أبرهة الأشرم الذي جاء لهدم الكعبة في عام الفيل. كما بعث الله منهم الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله فضّل قريشا بسبع خصال لم يعطها أحدا قبلهم ولا يعطيها أحدا بعدهم : إن الخلافة فيهم والحجابة فيهم وإن السقاية فيهم وإن النبوة فيهم ونُصِرُوا على الفيل وعبدوا الله سبع سنين لم يعبده أحد غيرهم ونزل فيهم سورة لم يذكر فيها أحد غيرهم لايلاف قريش) .
تفسير سورة قريش:
– تفسير قوله تعالى (لإِيلافِ قُرَيْشٍ): يرى الكثير من المفسرين أن هذه السورة مرتبطة بسورة الفيل، التي تسبقها، وتتعلَّقُ بقصة أصحاب الفيل الذين أرادوا هدم الكعبة. هذا ما أكده كل من محمد بن إسحاق وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم. تُعَدُّ السورتان سورة واحدة وُضِعَتْ بينهما "بسم الله الرحمن الرحيم". وقال مجاهد في تفسير ( لإيلاف قريش ) : نعمة الله على قريش.
– تفسير قوله تعالى (إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ): كانت قريش تقوم برحلات تجارية منتظمة، شتوية إلى اليمن، وصيفية إلى الشام، سعياً وراء الرزق. كانوا يعودون إلى ديارهم آمنين، وكان الناس يحترمونهم، وهذا من نعم الله عليهم.
– تفسير قوله تعالى (فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ): عليهم أن يشكروا الله ويعبدوه وحده، ولا يشركوا به. فقد وهبهم الله الأمن في حياتهم. كما ورد في سورة النمل ( إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين ).
– تفسير قوله تعالى (الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ): الله هو الذي يطعمهم ويؤمِّنهم من الخوف. أعطاهم الأمن والطعام، لكنهم لم يعبدوه وحده، بل عبدوا الأصنام. وقالت أسماء بنت يزيد : (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” ويل أمكم قريش ، لإيلاف قريش ” ).
وقال أسامة بن زيد : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف، ويحكم يا معشر قريش ، اعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمكم من جوع وآمنكم من خوف ).
إن الحياة الرغدة، والرزق والأمن الذي منحه الله لهم، هي من أعظم النعم الدنيوية. لذا، يجب عليهم أن يحمدوا الله ويشكروه على كل نعمه.
.webp)
تعليقات
إرسال تعليق