الأحمق يبحث عن السعادة في الاماكن البعيدة

الإنسان يستطيع أن يتحكم بمشاعره ، وهذا يظهر بوضوح عند النظر لأهالي المُخيمات فتدرك مدى إقبالهم على الحياة في صحراء تلتهم المكان من كل جهة!! .
4 min read

الأحمق يبحث عن السعادة في الاماكن البعيدة

  خواطر..يَستنهِضونَ الفرح ولو كان إبرة في كومة قش من البؤس

يَستنهِضونَ الفرح ولو كان إبرة في كومة قش من البؤس

....

الإنسان يستطيع أن يتحكم بمشاعره ، وهذا يظهر بوضوح عند النظر لأهالي المُخيمات فتدرك مدى إقبالهم على الحياة في صحراء تلتهم المكان من كل جهة!! .

يلعبون بالثلجٍ والابتسامةُ لا تُفارقهم ، فرحوا بقدومِ الزائرِ الأبيض ، وكأنهم في الحقيقة يهربون من واقعٍ أليم..!

نعم إنهم أطفال المُخيمات ، الذين كُتِبَ على جبينِهم أن يذوقوا مرَّ الحياة مُنذُ الصغر ، كان لابد لهم من الحزنِ ، فالطريقُ أمامهم طويلة وليست محفوفةً بالأملِ ولا بالورد ، بل هي مليئةُ بالشوكِ والحُفر ، مظلمةَ وباردةَ ، كان عليهم أنّ ينحتوا الصخر ليعيشوا .

أما انا فأقف هنا وأتساءل ، لماذا تفعل الأقدار كلَّ ذلك ؟ .. لماذا يَخلقهم الله ويعذبهم ؟ ..كانت هذه الأسئلة تلاحقني بإستمرار كلحيقِهم برغيفِ الخبزِ بعد جوعٍ وبردٍ شديد ..

وحده الله كان شاهداً على كل شئ ، كان يرسل بعض الإشارات لنمد لهم يد العون ، لنكون لهم مصدر الأمل، ولنعينهم من بعد الله على مرّ الحياة، لكنني ومع كل ذلك أُدرك أنَّ لديهم قُدرة هائِلة على التحكم بآلامهم، اقبالُهم على الحياة أقوى من الإستسلام للموت ، يسعون باحثين عن الفرح وكأنها إبرة في كومة قشّ .

أيُّها العابرون بحر الأيام ، لا تسمحوا للحياة بكل مجرياتها بأن تُنسيكم ما يعيشونَه أهالي المخيمات في مثل هذا الجو البارد ، لذا مدوا أيدكم للخير على قدر استطاعتكم ، ايقضوا الانسانية التي بداخلكم ، وتذكروا دائما قوله تعالى : “لَن تَنَالوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تنفِقوا مِمَّا تحِبّونَ ۚ وَمَا تنفِقوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ” (سورة آل عمران)

ومن ذلك فإنني أتفق مع الكاتب المبدع أيمن العتوم حين قال في روايته (خاوِية):" الشمس تُبدّلُ أحوالَ الناس ، تُخبرهم أن الماضي يمكن أن يتغير حين تَطلعُ من جديد ، مَن قال إنَّ الأيام تتشابه ، إن النّهارات واحدة !! كل لحظة في حياةِ البشر مختلفة تماماً عن اللحظةِ التي سَبقتها وهي بالضرورةِ مُختلفة عن اللحظة التي تليها ، ما من شمسٍ تَطلُعُ في ذات الوجهِ في كلِّ يوم ، وما من قمرٍ يَضحكُ بذاتِ الضحكةِ في كلِّ ليلة ٍ.

ما من نسمةٍ تَختال ذاتَ الإختيال في كلِّ مساءٍ ، وما من ماءٍ يُشْربُ بذاتِ العذوبةِ في كلِّ كأسْ " .

ولذلك لابد من الأمل ، فأمل نحيا به حتى نموت ، خير من يأسٍ يقتلنا قبل أوان الرحيل .

دُمْتم بخير ..


قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق