قد لانختلف على أن حياة أسلافنا كانت أشد صعوبة من حياتنا اليوم، إلا من جانبٍ واحد.
غاية
إن ما أكتبه هنا ليس درساً أقدمه لغيري، بل هو درسٌ أقدمه لنفسي أولاً. كلماتٌ إذا قرأتها أتذكر الغاية من وجودي، وأدفع ذلك الاهتمام الزائد بكل ما هو أقل أهميةً ونفعاً.
قد لانختلف على أن حياة أسلافنا كانت أشد صعوبة من حياتنا اليوم، إلا من جانبٍ واحد. نعيش اليوم في عالمٍ تكسوه مصادر الرفاهية التي لم يَلقىَ لها الأسبقون مثيلاً. كانت حياة البشر الأوائل محددة، صراعٌ من أجل البقاء في مواجهة الوحوش الضارية والبشر المعتدين والأمراض التي لا علاج لها. تطورت الحياة مع مرور الوقت لتصبح حياةُ الإنسان غير محددة، خياراتٌ عديدة. ويأتي السؤال في خاطر الجميع "ما معنى الحياة" أو "ما الهدف من الحياة أصلاً؟"
شاهد مواضيع مميزة قد تهمك ايضا
فى حالة عدم فتح الفيديو مباشر ادخل من هنا
مجلة الأستاذة
في الواقع فالإنسان بذاته هو المسؤول عن صناعة معنىً لحياته. وعادة ما تطيش اختيارات االكثيرين في تحديد الغاية من وجودهم. من أشهر هذه الأخطاء هي السعي وراء الرفاهيات والماديات، إن الغاية من الحياة ليست شيئاً تقتنيه، فإذا اقتنيته بلغت غايتك. بل هي حالة تصل إليها، فإن وصلت إليها سعيت إلى أن تحافظ عليها. ومنها غايات كثيرة، كأن تبلغ مكانة علمية ومعرفية كبيرة، أو تعيش في حالة إقتصادية مستقرة أو أن تتقرب إلى الله.
ومن الطبيعي أن تمتلك العديد من الغايات ولكن لكل واحدٍ منها أولوية على غيره، وهذا لا يعني أن الغاية الأولى تلغي أو تنتقص من قيمة ما تحتها. توقف لوهلة واسأل نفسك، ما هي القيم الأكثر أهمية في حياتك. وبعد أن تجمع عدداً منها. يمكنك الآن أن ترتب تلك الغايات. وبناءً على ذلك عليك أن تعيش بناءً على المنهج الذي يحقق لك بلوغ كل تلك الغايات.
الحياة دومًا تجد طريقها إلى داخل بيتك، فلا تقف هشًا لها.
"قُدني نحو المراع الآمنة، ومياه الراحة توردني. إني لو سلكت في وادي ظلال الموت، لا أخاف شرًّا."
ثلّة مبادئٌ باليةٌ تمتطي عقولَ المجتمع وتسيُّر قطعان الأحلام خلفها..
فكرٌ من فرط جهلهِ تجلّى أرصفة النقاش حول قوانينٍ مرتطمة بأرض السافلين في رؤوس مفرغة تُعاتب على إغتصاب بكارةَ النجاح من قويٍ عنيف..
كثيرون مِنا طُرِحوا على جفون الواقع، طَريحوا أحلامٍ بُعِدتْ. وكان عليهم شق مركز القوة بِقطر يوصلها بسطورٍ لتنجبها..
ولا يُخفى، لا أستطيع النكران حتى.. كم باتت تلك بامور مهترئة ومشردة، بسبب نزعات الحاضر.
وهُنا يكمنُ السِرَّ، واختلاف بني البشر أجمع. ف منهم من تكسره الأمواجَ ويحاول أن يطفو، ومنهم من يغرق. وما أن تحمِل مخاض الإرادة، إلا وقد تلقي نبضًا في هشته..
ف لن تجزى حسنًا، إلا لو تطفلت الغرائز الداخلية على جثوم الفشل..
دون أن تخضع لسيوفه، وتتطلع على بقعة الأرض المفعولين عليها، لتنقع أن ما للحاضر نسبًا إذا كان الماضي عاهرًا..
إن الحياةَ قطارٌ، لا يتوقف في سكنه أبدًا، الإنسان يولد ثم يموت، وقد نغوص في لجة الحتوف باكرًا، ف هذا حال الأنس؛ نجدُ ما يُشعِرُنا بالجمالِ والراحة،ونجد ما يُشعِرُنا بالقلقِ والحزن. وما نحن إلا بنطفةٍ صغيرة إن لم نذق المرار.
فما الحياة إلا أن تسكب في فتيلها أمل دائم.
