من أجل الحياة ☀️🌜
شاهد الفيديو اسفل ☟
ماذا لو كان وراء تعاقب الليل و النهار قصة و أسطورة ؟صراع بين النور و الظلام الليل و النهار و الشمس القمر.
من أجل الحياة ☀️🌜
يقال أنه منذ زمن بعيد لم يكن هنالك تقاقبٌ لليل و النهار و أن الشمس و القمر كانا يخوضان الحروب و النزاعات لمعرفة من منهما سيحكم الجزء الأكبر من الأرض فقد حكم كل واحدٍ منهما جهة في ذلك الوقت الشمس من الشرق و القمر من الغرب ... بعد زمن ليس بطويل ربما بضعة مليارات من السنين ملَّ القمر و الشمس من صراعاتهما التي لا تنتهي فقررا أن يكملا نزاعاتهما على الأرض فعينت الشمس بشرياً من الشرق ليقود جيش النور و عين القمر بشرياً من الغرب ليقود جيش الظلام و قد قررا هذه المرة أن الحرب لن تنتهي حتى تحسم النتيجة بهزيمة أحد الطرفين و قد نص الاتفاق كذلك على أن من يهزم منهما سيترك الأرض للفائز ليحكمها كيفما يشاء .. وبالفعل بدأت الحروب بين جيش النور و الظلام ... قتيل من هنا و قتيل من هناك ...جريح هنا و جريح هناك .... خائن هنا وٱخر هناك .. لا فائز حتى الآن التعادل سيد الموقف فلا الليل حكم النهار و لا النهار حكم الليل .
تساءلت الشمس بملل : ما هذا ؟ أيعقل ألا يكون هنالك فائز حتى الٱن ؟
أجاب القمر وهو لا يزال يتأمل المعارك التي لا تنتهي .. فلنصبر قليلاً بعد فلابد من حسم النتيجة فالنهاية .
_ ها ... حسم ، ألا ترى أنهم يقتلون بعضهم بوحشية منذ ملياري سنة دون أن يملوا.. لقد سئمت من رؤية الجثث فقط .. أريد أن أرى راية النصر ترفع .. أريد أن أرى النصر.
_ ما بك أيتها الشمس ؟! لم أكن أعرف أنك متذمرة هكذا ، أخبريني لِمَ تستعجلين رؤية هزيمتك ؟ اصبري قليلاً قبل أن تفسدي أصابعك الجميلة حين تعضينها ندماً .
_ ماذا تقول أيها القمر المغرور ؟! هل أنا من سأهزم أم أنت ؟!
_ و هل هذا سؤال ؟! بالطبع أنا من سيفوز.
_ ها .. يالَ ثقتك العمياء ، لكن لا تأتِ إلي باكياً بعدما تهزم .
_ لا تخافي فلست أنا من سيأتي باكياً.
_ سنرى .
و عادا ليتابعا الحرب التي استمرت بملياري سنة أخرى .. حتى حدث ما لم يكن بالحسبان ، فقد ولِدَ لسلالة قائد النور فتاة و ولِدَ لسلالة قائد الظلام صبي .. كبرا و خلفا والديهما في قيادة الحرب ، لكن الحرب بقيادتهما لم تكن حرباً لتبادل الرصاص بقدرما كانت حرباً لتبادل الحب!! بعد عدة سنوات قررا ألا يستمرا في خوض هذه الحرب الضروس التي صارت مجرد ساحة لتحجير القلوب و سلب المشاعر .
_ إنها مهزلة . هكذا قال الشاب للقمر .
_ كل أولئك القتلى من أجل ماذا ؟! سألت الفتاة
قال الشاب : لقد مللنا من قتل بعضنا .
أكملت الفتاة: نريد أن نحيا حياة طبيعية ٱمنة بلا حروب .
قالا بصوت واحد و هما يشابكان الأيدي : نريد أن نعيش معاً .
قال القمر : إنها لفضيحة هل سيتزوج شابٌ من الظلام بفتاة من النور ، يا ويلتاه .
قالت الشمس : أنا لا أرى أن الأمر سيء أيها القمر ، فهذان الشابان جاءا إلينا لينهيا ما بدأناه و لم نجرأ على انهاءه .
_ ماذا تقولين أيتها الشمس؟! هل يتوافقين و تتركين هذه الحرب بلا نتيجة ؟! هل هذا ما اتفقنا عليه ؟!
_ أعرف أن الأمر صعب يا صديقي ، لكني مللت كذلك من تلك الحرب الظالمة ، أقول أن نجلس لنتفق فعلنا نخرج بنتيجة مقنعة و مرضية .
قال الشاب بعد صمت : أرى ألا تتعبا نفسيكما فقد وجدنا الحل .
قال الشمس و القمر بصوت واحد : و ماهو ؟!
أجاب الفتاة : سيعيش النور و الظلام معاً بعد الآن و بلا حروب و أنتما تستطيعان التناوب على حكم الأرض فاثنتا عشر ساعة للشمس و ذاتها القمر كل منكما يفعل خلال فترة حكمه ما يشاء و ينشر المشاعر التي يشاء .. باختصار عليكما بالتعاقب.
_ التعاقب ؟! سألا بصوت واحد
أجاب الشاب : أجل فهكذا ينصبر قادرين على حساب أيامنا و عيشها بطبيعة بفضلكما فينجد وقتاً للعمل في وقت حكم الشمس و ٱخر للراحة في فترة حكم القمر أو العكس و كل هذا سيعتمد على الوظائف و الأعمال التي سنزاولها ، فما رأيكما ؟!
قالت الشمس : هذا منطقي في رأيي ، ما رأيك أيها القمر ؟!
أجاب : أنا لا أرى مشكلة في هذا لنعقد اتفاقاً .
_ أجل لتفعل ، شكراً لكما أيها الشابات نتمنى لكما السعادة في حياتكما .
و هكذا وجد الليل و النهار و صار لدينا أيامٌ و ساعات و عاش الخير و الشر معاً دون صراعات ، نجد الٱن الخير و الشر موجودين في جميع الأوقات و ليس في وقت محدد كما في السابق ، صحيح أن الأمر غريب لكن نحن لا يحق لنا الاعتراض فإذا أغضبنا الشمس و القمر من جديد قد ندخل فيحرب جديدة أطول من سابقتها ، لذا سنعيش معاً بحب و تفاهم _حتى إن لم نرد هذا _ .
كل هذا من أجل أن ننعم بحياة هادئة ، كل هذا من أجل الحياة
خواطر