الشيخ ابن عثيمين |
جاء في الحديث الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله: (مَنْ صامَ رمضانَ. ثُمَّ أَتْبَعَهُ ستًّا مِنْ شوَّالٍ. كانَ كصيامِ الدَّهْرِ) ، و هكذا يوضح لنا الرسول صل الله عليه و سلم أن صيام الست من شوال هي سنة مستحبة ، و لها فضل كبير للعبد .
فضل صيام الست من شوال
إن صيام الست من شوال من السنن المستحبة التي لها أجر و فضل كبير للعبد ، فقد ثبت في السنة أن من صام تلك الأيام بعد رمضان كتب الله له أجر سنة كاملة ، و قد فسر العلماء ذلك بأن الحسنة تضاعف عشر أمثالها ، فعندما نظر العلماء إلى عدد الأيام التي يصومها العبد في شهر رمضان و يُضيف عليهم صيام ستة أيام من شوال فإنها تعادل سنة ، و ذلك لأن شهر رمضان يعادل عشرة أشهر في الأجر ، بينما الستة أيام تعادل شهرين فإذا جمعا مع بعض كان ذلك تمام السنة .
شاهد ايضا لماذا سميت اليمين الكاذبة باليمين الغموس...شاهد الفيديو
حكم عدم صيام الستة أيام من شوال
– لقد اختلف فقهاء الأمة الإسلامية في حكم قطع صيام الستة ايام النافلة بعد البدء فيه ، و هل يلزم المسلم إتمام ذلك الصيام أم لا ، و مما أشاروا إليه ؛ فقد أشار الشافعية و الحنابلة إلى القول بعدم لزوم إتمام صيام النفل ، و جواز قطعه بعد الشروع فيه مستدلين على ذلك بفعل النبي عليه الصلاة والسلام حيث أفطر مرة على الرغم من شروعه في صيام النافلة بعد أن أهدي إلى أهله طعام .
– لكن أشار الحنفية إلى القول بوجوب القضاء على من شرع في صيام النافلة ثم بدا له قطعه ، و قد استندوا في هذا الرأي على أحاديث ضعيفة لم تثبت ، و على ذلك يكون الرأي الراجح عدم وجوب القضاء على من قطع صيام النافلة بعد أن شرع فيه ، و أن الإنسان إذا كان صائماً ثم حصل له ما يقتضي الفطر فإن له أن يفطر ، و من أكثر المواقف التي تؤيد ذلك ما ثبت عن أم هانئ حيث قالت: (يا رسول الله لقد أفطرت وكنت صائمة ؟ فقال لها: أكنت تقضين شيئا، قالت لا، قال: فلا يضرك إن كان تطوعا) .
شاهد ايضا طريقة الجمع والقصر للمسافر....شاهد الفيديو
تقديم صيام الستة أيام من شوال على القضاء
– كانت مسألة تقديم صيام الست من شوال على قضاء ما أفطره المسلم من أيام في شهر رمضان موضع أسئلة عديدة و نقاشات ، فذهبوا إلى القول بجواز تقديم صيام الست من شوال على القضاء إذا كان الإفطار بعذر شرعي كالمرأة التي تفطر في رمضان بسبب الحيض .
– فالمرأة في هذه الحالة مطالبة بالقضاء و لكن على التراخي لأن فترة القضاء ممتدة إلى رمضان القادم بينما صيام الست من شوال يكون في شوال فقط ، و لكن إن كان الإفطار في رمضان بغير عذر شرعي فيجب المسارعة في القضاء و عدم تقديم صيام الست من شوال عليه ، فإن قدم صيام النافلة على القضاء صح صيامه مع ترتب الإثم عليه .
شاهد ايضا هل خروج المذي ينقض الصوم ؟..شاهد الفيديو للشيخ بن عثيمين
كيفية صيام الست من شوال
لقد ذكر الفقهاء أن يجوز للمسلم أن يصوم الستة أيام من شوال في أوله أو وسطه أو آخره ، كما أشاروا إلى جواز أن يكون صيامها بشكل متتابع أو متفرق ، و قال ابن قدامة في المغني معللاً جواز صيامها في أي وقت من الشهر : ” أن فضل صيام هذه الأيام ورد في الحديث مطلقاً من غير تقييد ، و إنّما كانت الغاية أن تصبح هذه الأيام مع الشهر الفضيل ستة و ثلاثون يوماً ، و هذا ما يعادل تمام السنة” .
حكم قطع صيام الست من شوال....شاهد فيديو للشيخ بن عثيمين