الشرك اعظم الذنوب |
تعريف الشرك
إن الشرك من الكبائر السبع في الاسلام وهناك نوعان وهما الشرك في الإلهية، والشرك في الربوبية، وفي التالي توضيح لكلًا منهما:
الشرك في الإلهية: وهو أن الأشخاص يجعلون لله ندًا فعلى سبيل المثال شريكًا في عبادته، حبه، الخوف منه، رجائه، وهو ما لا يوجد له غفران إلا بالرجوع والتوبة لله تعالى من ذلك الذنب، وقال الله عز وجل {قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ} [الأنفال:38] وذلك الذي قام الرسول صلى الله عليه وسلم بالمقاتلة مع المشركين من العرب، بسبب شركهم بالإلهية، وقال الله عز وجل {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ} [البقرة :165]، وقال الله تعالى أن المشركين قالوا {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر:3]، وكذلك قالوا {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [ص: 5]، وقال الله عز وجل {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ} إلى قوله تعالى {الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ} [ق: 24: 26].
الشرك في الربوبية: إن الله عز وجل هو المالك، المُعطي، المُدبر، الوهاب وقد أشرك بعض الأشخاص في ربوبيته، ومما يقوم بتقوية ذلك المعنى ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنه (واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجَفَّت الصُّحُفُ)، أي أن الله الواحد الأحد هو من يملك أمر الإنسان في حين أن البعض قد يظن خلاف ذلك وقد قال الترمذي:” هذا حديث صحيح، فهذا يدل على أنه لا ينفع في الحقيقة إلا الله، ولا يضر غيره.
ما أعظم الذنوب عند الله تعالى
إن اعظم الذنوب هي تكون الشرك بالله عز وجل، والدليل على ذلك قوله سبحانه وتعالى: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [لقمان:13]، وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: “سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: «أَنْ تَجْعَلَ لِله نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ»”، [متفق عليه]، ومعنى الند هو الشريك.
ومن الجدير بالذكر أن الشرك ينقسم إلى نوعين: شرك أكبر، وشرك أصغر وهما كالتالي:
الشرك الأكبر
ويُعد من أعظم الذنوب، وهو من الذنوب التي لا تغفر إلا لمن قدم التوبة، وهو يُحبط كافة الأعمال، ومن مات وهو يشرك بالله فيكون جزائه النار، وقال عز وجل: (إِنَّ الله لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِالله فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا) [النساء: 48]، وقال سبحانه وتعالى: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ، بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ) [الزمر: 65، 66].
والشرك الأكبر هو أن الشخص يجعل شريكًا مع الله في ألوهيته، ربوبيته، أسمائه وكذلك صفاته.
الشرك الأصغر
وهو الذي أثبتت النصوص في كتاب الله وسنة رسوله وأطلقت عليه اسم الشركً، في حين أنه لا يكون من نوع الشرك اﻷكبر، ومن مظاهر الشرك الأصغر:
شاهد ايضا
الرياء في العديد من الأفعال.
القيام بالحلف بغير الله عز وجل من دون تعظيم المحلوف به، وإذا وقع داخل القلب تعظيمه، فيكون شرك بالله شركًا أكبر، ومن الأمثلة على الحلف بغير الله ما يقوله البعض: (والنبي، وحياتك، وحيات النبي، والكعبة، باﻷمانة).
أن يقول أحد: ما شاء الله، وشاء فلان..
من أنواع الشرك الأكبر
والشرك أحيانًا ما يكون بصورة ظاهرة مثل من يقوم بعبادة الأصنام، ويدعو أهالي القبور والأصنام.
وأحيانًا ما يتم بصورة خفية مثل شرك من يتوكل على دون الله من الآلهة المتنوعة، أو كفر وشرك الأشخاص المنافقين.
وقد يكون الشرك في العقيدة مثل المُعتقدين بوجود خالق ورازق وعالم بالغيب مع الله عز وجل، أو الاعتقاد بأنه يجوز الانصراف وعبادة إله دون الله، وكذلك الاعتقاد بوجود من يُطاعُ مثل الله.
ومن الممكن أن يتمثل الشرك في القول مثل أن يدعو الأشخاص ويستعيذون ويستغيثون بالأموات والغائبين.
ومن الممكن أن يكون الشرك في الأفعال مثل الذي يذبح، يسجد، يصلي لإله دون الله، وقال عز وجل: (قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) [الأنعام: 162، 163].
سبب كون الشرك الأكبر من أشد الذنوب
من الجدير بالذكر أن الفرق بين الشرك والكفر هو أن الكفر يكون بانكار وجود الله عز وجل، أما الشرك فهو القيام بتشبيه أحد المخلوقات بالخالق، وهو ظلم عظيم، ومعنى الظلم أن يوضع الشيء بغير موضعه، وقد قال عز وجل: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [لقمان: 13]، والسبب في أن الشرك الأكبر من أشد الذنوب هو:
لا يغفر للذي لم يتب منه إذ قال عز وجل: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ) [النساء: 48].
تُحرم الجنة على المشركين، ويكونون خالدين في جهنم وقال سبحانه وتعالى: (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) [المائدة: 72].
الشرك يُحبِط كافة الأفعال الأعمال، وقال عز وجل: (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الزمر: 65].
إن المشركين تُحل دمائهم وأموالهم، قال تعالى: (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ) [التوبة: 5].
الشرك من أكبر الكبائر وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين.
شاهد ايضا
لماذا الشرك ظلم عظيم
إن الشرك شؤم يهدم الفرد والمجتمعات وهو من كبائر الذنوب وقد قام عبدالله بن مسعود رضي الله عنه بسؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أي الذنب أعظم عند الله؟ قال: أن تجعل لله نداً وقد خلقك) رواه البخاري، ومن الأسباب التي تجعل الشرك ظلم عظيم هي:
أن الشرك من الذنوب التي لا تغتفر (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ).
الشرك يمنع من الجنة ويُخلد فاعله في النار (إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ) [المائدة: 72].
الشرك أكبر المظالم، (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) [لقمان: 13].
وهو ضلال بعيد (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا) [النساء: 116].
يُعد افتراء مبين (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا).
الشرك يُحبط الأعمال ويوجب لخسارة صاحبه (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الزمر: 65].
الشرك من الأسباب التي تجعل الله يتخلى عن عباده (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ) [الحج: 31].
الشرك يُدنّس المُشرك (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ) [التوبة: 28].
الشرك يُسبب خلل التصور واستحضار الخرافات وخوف القلب (سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا) [آل عمران: 151].
انتشار الشرك دليلًا على الخراب، قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ” لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لَا يُقَالَ فِي الْأَرْضِ: اللهُ، اللهُ ” رواه مسلم.
لماذا الشرك اعظم الذنوب ؟.....شاهد الفيديو