أحدث المواضيع

كيف كانت اخلاق الرسول وصفاته

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتصف بالأخلاق المحببة عند الله، ويبتعد عن الأخلاق التي نهى الله عنها، وقال ابن كثير عن ذلك في تفسيره:

What-were-the-manners-and-attributes-of-the-Prophet

المعروف عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم حُسن خلقه حتى من قبل أن يتم بعثه رسولًا، حيث كان لقبه من قريش هو الصادق الأمين، كما أنه كان مؤَمن على التجارة والودائع الخاصة بها، بالرغم من كونه شاب في بداية عمره، وقد استمر هذا الخلق الجميل أثناء الرسالة، فمدحه الله في القرآن في الآية الكريمة: “وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ”[القلم:4]، وحينما تم سؤال السيدة عائشة رضي الله عنها عن خلقه فلخصت حياة الرسول في قولها: (كان خلقُه القرآنَ)، بمعنى أنه يتبع جميع أوامره، وبما أن النبي عليه الصلاة والسلام هو قدوة للمسلمين في جميع الأزمان، فلم يتوقف عند خلقه الجميل بل دعا الناس له، لذا ذُكرت الكثير من الأحاديث الشريفة التي تشجع المؤمن على سلوك الخير، ومن هذه الأحاديث قوله: (إن خيارَكم أحاسنُكم أخلاقاً).


أخلاق الرسول وصفاته

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتصف بالأخلاق المحببة عند الله، ويبتعد عن الأخلاق التي نهى الله عنها، وقال ابن كثير عن ذلك في تفسيره: (ومعنى هذا أنه صلى الله عليه وسلم صار امتثال القرآن أمراً ونهياً سجيةً له وخلقاً… فمهما أمره القرآن فعله ومهما نهاه عنه تركه، هذا ما جبله الله عليه من الخُلق العظيم من الحياء والكرم والشجاعة والصفح والحلم وكل خُلقٍ جميل)، حيث إن صفات النبي الخلقية والخلقية من الأمور التي يجب التحدث عنها وسردها بتمعن وهي كالآتي:


صفة الرحمة

كان النبي صلى الله عليه وسلم من أرحم الناس، حيث امتلأت الكتب التاريخية والمتحدثة عن السيرة النبوية بالمواقف التي توضح عطف ورحمة الرسول عليه الصلاة والسلام على أمته، ومن رحمته التي فاقت أي أحد وصفه الله تعالى بأنه أولى بالمؤمنين أكثر من أنفسهم، وذلك في قوله تعالى: “النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ”[الأحزاب:6].


خلق الصدق والأمانة

كان الرسول عليه الصلاة والسلام أروع مثال للصدق والأمانة، حيث كان لقبه عند قريش هو الصادق الأمين، ومن بعد البعثة كان مؤّمن من أهل مكة على أشيائهم، أموالهم، وأسرارهم، وحينما صعد على جبل الصفا حتى يُبلغ رسالة ربه فقال لقريش: {أرَأَيْتَكُمْ لو أخْبَرْتُكُمْ أنَّ خَيْلًا بالوَادِي تُرِيدُ أنْ تُغِيرَ علَيْكُم، أكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟، قالوا: نَعَمْ، ما جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إلَّا صِدْقًا}، وبالرغم من أعدائه إلا أنهم لم يستطيعوا أن يشهدوا عليه إلا بالصدق.


ومن الآيات التي وصف الله تعالى فيها النبي محمد به تلك الآية الكريمة: “وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ”[الزمر:33][1]، وقد أوضح العلماء أن الذي جاء بالصدق هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، والصدق هنا هو القرآن الكريم، كما أن صفة الأمانة كانت مما عُرف به النبي عليه الصلاة والسلام، وكانت من أهم الصفات التي جعلت السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها تتزوجه، وظلت تلك الصفة معه حتى في أصعب الأوقات، فحينما اضطر إلى ترك مكة سرًا جعل علي بن أبي طالب رضي الله عنه يبقى حتى يُرجع الأمانات التي كانت عنده لقريش بالرغم من العداوة بينهم.


الصفات الخَلقية

تحدثت الكتب الخاصة بالسيرة النبوية عن صفات الرسول صلى الله عليه وسلم الخَلقية، حيث وصفته على أن شعر لحيته وحاجبيه ورأسه موصول ما بين اللبة والسرة وهو شعر يجري مثل الخيط، وأنه عليه الصلاة والسلام أشعر المنكبين وأعالي الصدر، وعند سؤال الحسن بن علي لهند بن أبي هالة التميمي عن وصف الرسول صلى الله عليه وسلم، وصفه له قائلًا: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فخما مفخما يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع، وأقصر من المشذب، عظيم الهامة، رجل الشعر إن تفرقت عقيصته فرق، وإلا فلا يتجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفره، أزهر اللون، واسع الجبين، أزج الحواجب سوابغ في غير قرن، بينهما عرق يدره الغضب، أقنى العرين، له نور يعلوه يحسبه من يتأمله أشم، كثّ اللحية، سهل الخدين ضليع الفم أشنب مفلج الأسنان، دقيق المسربة، كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة، معتدل الخلق، بادن متماسك سواء البطن والصدر، عريض الصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم الكراديس، أنور المتجرد، موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخيط، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر، طويل الزندين، رحب الراحة، سبط القصب، شثن الكفين والقدمين، سائل الأطراف، خمصان الأخمصين مسيح القدمين ينبو عنهما الماء، إذا زال زال قلعا، يخطو تكفيا ويمشي هونا، ذريع المشية إذا مشى كأنما ينحط من صبب، وإذا التفت التفت جميعاً، خافض الطرف نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، جل نظره الملاحظة، يسوق أصحابه، يبدر من لقي بالسلام). 


أخلاق النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم

من أكثر ما تحدثت عنه كتب السيرة النبوية كانت  أحاديث عن أخلاق الرسول وصفاته الحميدة التي جعلت ألد أعدائه يشهدون له بها، ولم يستطيعوا أن ينكروها، حيث بالإضافة للصدق والأمانة والرحمة، كان هناك العديد من الأخلاق التي اتصف بها النبي صلى الله عليه وسلم ومنها التالي:


خلق الحلم

كانت من الأخلاق المتأصلة في الرسول عليه الصلاة والسلام هو الحلم، ومن المواقف التي تدل عليه، موقف الأعرابي عندما شده من ردائه بشدة، فتأثر منها عاتقه الشريف، وقال له: (يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك)، فكان رد النبي أنه ضحك، وطلب له العطاء، كما أن من دلائل حلمه العظيم مسامحته لليهودي حينما سحره، والمرأة اليهودية التي أرادت قتله بالشاة المسمومة. 


صفة العدل

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم مثال للعدل، حيث قام بتطبيق الشرع على البعيد والقريب، ومن المواقف التي تدل على عدله، عندما حاول أسامة بن زيد رضي الله عنه أن يشفع عند النبي عليه الصلاة والسلام للمرأة المخزومية التي سرقت، فتغير وجهه وقال صلى الله عليه وسلم: {والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لو أنَّ فاطِمَةَ بنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَها}، بالإضافة إلى العديد من مثل تلك المواقف، والتي منها تحمله ما بين زوجاته من غيرة.


صفة التواضع

بالرغم من مكانة الرسول عليه الصلاة والسلام إلا أنه كان يبعد كل البعد عن التكبر، فهو كان يُخفض جناحه لأصحابه رضي الله عنهم ويكون تعامله معهم كواحد منهم، فإذا مر أحد غريب لم يميزه من بينهم إلا لو سأل عنه، وذات يوم ذهب رجل إليه وقال له: (يا محمَّدُ، يا سيِّدَنا وابنَ سيِّدِنا، وخيرَنا وابنَ خيرِنا)، فرد عليه النبي عليه الصلاة والسلام: {يا أيُّها النَّاسُ، عليكم بِتَقْواكم، لا يَستَهْويَنَّكمُ الشَّيطانُ، أنا محمَّدُ بنُ عبدِ اللهِ، عبدُ اللهِ ورسولُه، واللهِ ما أُحِبُّ أنْ تَرفعوني فوقَ مَنزلتي التي أنزَلَني اللهُ}. 

إرسال تعليق