الحسن البصري العالم الجليل الحسن البصري:
هو الحسن بن أبي الحسن يسار أبو سعيد مولى زيد بن ثابت الأنصاري، ولكن قيل أيضًا بأنه مولي أبي اليسر كعب بن عمرو السلمي حيث تم أسر أبيه من بيسان وهي في بلاد بابل وعاش في المدينة إلى أن تم عتقه وتزوج وكان ذلك في عهد أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب، أما أمه فكانت تدعى خيرة وهى مولاة عند أم المومنين أم سلمة وقد أنجبت الحسن في عام 642 ميلادية، وقد قيل بأن أم سلمة عندما كانت أم الحسن تنشغل بالأعمال تقوم بإلهائه فتعطيها ثديها فيدر اللبن ويرضع.
تنقل الحسن البصري بين أكثر من مدينة حيث كان مسقط رأسه في المدينة المنورة ونشأته إلى أن سافر إلى كابل عندما اتجهوا إلى فتحها، كما عمل كاتبا للربيع في خرسان وكان ذلك في عهد معاوية بن أبي سفيان، بعدها استقر الحسن البصري في البصرة حتى حصل علي لقبه البصري وأصبح يعرف باسم الحسن البصري.
أتاحت معيشة الحسن البصري بالمدينة الفرصة له للتتلمذ علي يد عددًا من الصحابة حيث ولد ونشأ، فكان ممن عاصر من كبار الصحابة عثمان بن عفان، طلحة بن عبيد الله، أما من قام بالرواية عنهم فهناك العديد منهم أنس بن مالك، ابن عباس، عمر بن تغلب، سمرة بن جندب وغيرهم العديد من الصحابة.
كان تأثير الصحابة على تعلم الحسن البصري كبير إلا أنه لم يتعلم فقط من الصحابة وإنما تعلم من بعض التابعين كذلك حيث تتلمذ على يد البعض في البصرة، وأصبح واحد من أبرز العلماء في زمنه وأصبح مفتي البصرة.
عرف عن الحسن البصري بأنه كان وسيم، كما كان فصيح اللسان فقد قال عنه الغزالي “أشبه الناس كلاما بكلام الأنبياء، وأقربهم، هديا من الصحابة، وكان غايةً في الفصاحة، تتصبب الحكمة من فيه”، كما عرف عنه قوته وشجاعته حتى إنه كان يوضع في الصفوف الأولى في القتال، وكذلك عرف عنه أن حزنه كبير وطويل.
يوجد في حياة من هم بمكانة الحسن البصري الكثير من المواقف المميزة ومن هذا المواقف ما كان بينه وبين ابن سيرين، حيث لم يكن هناك ود بينهما إلا إن الحسن رأي في منامه أنه عار وفي مزبلة ويضرب بالعود فطلب من أحد أصحابه أن يسأل بن سيرين عن التفسير ولكن لا يخبره أن الحسن هو صاحب الرؤيا، ولكن عندما قص الصاحب الرؤيا أخبره بن سيرين أن يعود لصاحب الرؤيا ويخبره أن لا سأل الحاكة عن هذا، فذهب الحسن البصري إلى بن سيرن وتعاتبا وفسر له الرؤيا أن العري هو عري من الدنيا وأن المزبلة هى الدنيا وأن ضربه بالعود هو كلامه وحكمته.
قال عنه أهل زمانه الكثير ومنهم بكر بن عبد الله المزني إذا قال “من سره أن ينظر إلى أفقه من رأينا فلينظر إلى الحسن”، وقال عنه قتادة “كان الحسن من أعلم الناس بالحلال والحرام”، و قال الأعمش “ما زال الحسن يعي الحكمة حتى نطق بها” وعندما كان يتم ذكره عند أبي جعفر كان يقول “ذاك الذي يشبه كلامه كلام الأنبياء”.
توفي التابعي الجليل في ليلة جمعة في عام 728 ميلادية وكان لوفاته وقع وأثر كبير على أهل البصرة وتمت الصلاة عليه بعد الانتهاء من صلاة الجمعة ودفن بالبصرة، رحمة الله علي الشيخ الجليل.